مخاوف “كورونا دلتا” تصل الأردن



أثار "انتشار محدود” للمتحور الهندي "الدلتا”، في محافظة الكرك، مخاوف من مغبة الوصول الى ذروة جديدة في تفشي فيروس كورونا، بعد اكتشاف 27 اصابة لعمال هنود يعملون في مصنع بالمحافظة.

وكان موقع الامم المتحدة العربي، قال إن مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، "حث أمس، قادة الدول على التصدي للطفرات الجديدة لفيروس كورونا، بزيادة جهود التطعيم وتدابير الصحة العامة”.

وحذر غيبرييسوس، من أن متحور "الدلتا” سرعان ما أصبح سلالة المهيمنة في عدة بلدان، ما يضعنا "في فترة خطرة للغاية من الجائحة”.

وأضاف غيبرييسوس في مؤتمر صحفي بجنيف "في تلك البلدان حيث تغطية التطعيم ضد فيروس كورونا منخفضة، عادت المشاهد المروعة للتدفق على المستشفيات لتكون هي القاعدة مرة أخرى. ولكن لا توجد دولة خارج دائرة الخطر حتى الآن”.

وأشار إلى أن متغيّر دلتا "خطر”، ويستمر في التطور والتغيّر، ما يتطلب تقييما مستمرا وتعديلا حذرا في استجابة الصحة العامة، منوها الى انه جرى التحقق من متحور "الدلتا” في 98 دولة على الأقل، وهو ينتشر بسرعة في دول ذات تغطية تطعيم منخفضة وعالية. واشار خبراء الى ان "الدلتا سريع الانتشار اكثر من 60 % من المتحور البريطاني الذي كان سببا في انتشار ذروة ثانية في الأردن مطلع آب (اغسطس) الماضي”، وكانت شديدة القسوة، خلفت آلاف الاصابات والوفيات.

عضو لجنة الأوبئة الدكتور بسام حجاوي، قال ان الوضع الوبائي سليم، ولا توجد سوى بؤرة دلتا في محافظة الكرك، لافتا الى ان نظام الرصد الوبائي لوزارة الصحة جيد واكتشف حالات المتحور الجديد مبكرا، ويعمل على فحص المخالطين.

واضاف انه برغم انتشار "الدلتا” السريع، لكن ما اكتشف في الكرك من إصابات يصل بعددها في المملكة الى 199 اصابة حتى يوم أمس، وكلها جرى التحرز عليها.

استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة، حذر من "ظهور موجة ثالثة للفيروس، الفترة المقبلة، بعد اكتشاف بؤرة الدلتا في الكرك، وتحديدا بين وافدين هنود”.

وقال الطراونة إن أثر الموجة سيظهر خلال أسبوعين، لاسيما في ظل فتح القطاعات والقرارات غير المدروسة التي تقوم بها الحكومة حاليا”، مشيرا إلى أن اللقاحات وحدها لا تكفي في هذه المرحلة ويجب الالتزام بالكمامات والتباعد.

ودعا اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة، لـ”الاضطلاع بمسؤولياتها وقيادة هذه المرحلة الحساسة كي لا ندخل موجة جديدة، وعدم ترك وزير الصحة ينفرد بقيادة الوزارة وملف كورونا ويخلط الطب بالسياسة”، لافتا إلى أن انعدام الثقة بالحكومة ينعكس على اللقاحات وعدم الالتزام باجراءات الوقاية والسلامة العامة.

الحجاوي، أشار الى اننا في الأردن نسير وفق الخطة وصولا الى 100 ألف متلق للمطعوم يوميا، ما سيحقق الهدف المنشود في مسعى لحياة آمنة.

وقلل من المخاوف من "الدلتا”، بسبب قدرة نظام الرصد والتقصي والتحري على اكتشاف الاصابات مبكرا، موضحا ان اي متحورات او طفرات لا تعالج إلا بالوصول الى ارقام آمنة بالمطعوم.

ولفت الى ان نحو 70 % من مناطق المثلث الذهبي، تلقوا مطعوم كورونا وسنصل الى المرحلة الآمنة مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل، ملمحا إلى ان الهدف الاساسي منها مستقبلا، تنشيط السياحة الداخلية والخارجية والعلاجية وفتح الانشطة الاقتصادية.

وقال الحجاوي، إنه لن يطاح بالجائحة الا بالتنسيق بين الدول وفق لوائح صحية، وتوافر المطاعيم للجميع، والتي أقرت منظمة الصحة العالمية انها آمنة وفعالة.

وبين أن ارقام المملكة للأسبوع السابع في عدد الاصابات جيد، وأعدت لجنة الأوبئة بروتوكولات للجامعات والمدارس، حددت الاجراءات والنسب للمطعمين واعدادهم والفئات التي تستهدفها من اساتذة واداريين وطلبة.

وبين ان المعطيات الطبية، تشير الى ان 4.5 مليون شخص، سيصار لتلقيهم المطاعيم مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل، لنصل للهدف المنشود بعد الانتهاء من التحضير للمرحلة الثانية وفتح القطاعات، التي سيصار لمراقبتها والتزامها بالشروط الوقائية.


الغد