اذا كان المعلم يا دولة الرئيس الاساس.. فبأي ذنب يُسجن؟!
خاص - خلال تفقّده سير عملية امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة، الخميس، أشاد رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة بجهود المعلمين والكوادر التعليمية القائمة على الامتحان في إنجاح اجراءات عقده، مؤكدا أن المعلمين هم الأساس في العملية التعليمية والتربوية.. وهذا مما لا شكّ فيه بكلّ تأكيد.. لكنّ صدوره عن الرئيس الخصاونة تحديدا أمر مثير للاستغراب!
موضع الغرابة، أن المعلمين أنفسهم كانوا قبل يوم من تصريحات الخصاونة يتعرضون للاعتقال والتوقيف إثر محاولتهم المسير بشكل سلمي باتجاه مبنى نقابتهم تضامنا مع أنفسهم وزملائهم الذين حوربوا في أرزاقهم بقرارات ادارية تضمنت احالتهم على التقاعد المبكر والاستيداع.
تصريحات الخصاونة بخصوص المعلمين تشبه إلى حدّ كبير سلامه على مجلس نواب المملكة الأردنية الهاشمية وحكومة المملكة الأردنية الهاشمية في جلسة النواب الشهيرة التي شهدت مناقشة العدوان الاسرائيلي على غزة، والعامل المشترك بين كلا التصريحين أن الرئيس لم يفعل شيئا إزاء كلا القضيتين؛ فلا هو أنصف المعلمين قبل الاشادة بهم وبمكانتهم، ولا هو طرد سفير الاحتلال لدى اشادته بموقف النواب من العدوان الاسرائيلي..
الحقيقة أننا كنّا لنعذر الرئيس فيما لو تجنّب الاشادة بالمعلمين أو تجنّب الحديث عنهم على الاطلاق، إذ كيف له أن يفعل ذلك وهو لم يُحدث أي ازاحة في ملفّ أزمة النقابة وأزمة الاحالات على التقاعد المبكر والاستيداع وغيرها؟! وكيف سيفهم المراقب استعداء المعلمين ثمّ القول إنهم أساس العملية التعليمية والتربوية؟!
الرئيس الخصاونة اليوم أمام تحدّي إثبات صحة ادعائه بأن الحكومة صاحبة ولاية عامة ولا تتنازل عن اختصاصاتها، وأن الكلّ ينتظم خلفها في ممارسة اختصاصها حسب المادة (45) من الدستور.