القائمتان البيضاء والخضراء في نقابة المهندسين تصدران بيانا مشتركا: مكانة النقابة تراجعت



اجتمعت مساء أمس السبت القائمتين الأبرز في نقابة المهندسين الأردنيين؛ القائمة البيضاء والقائمة الخضراء، بالإضافة إلى الفعاليات والشخصيات النقابية المستقلة، لبحث قضايا متعلقة في نقابة المهندسين في ظل حديث يدور عن تدهور حاصل في صندوق التقاعد وغيره من الأمور التي تهدد مستقبل النقابة.

وانتهى الاجتماع بالدعوة إلى استمرار الحوار بين جميع الأطراف ومحاولة إنقاذ النقابة من التحديات التي تواجهها، واصدار بيان عن الاجتماع فيما يلي نصّه:

انطلاقا من الشعور بالمسؤولية، و تأسيسا على الفهم المشترك، لما تعانيه نقابة المهندسين، من مشاكل لم تعد خافية على أحد، وما يواجهها في المرحلة القادمة، من مخاطر قد تودي بها، وبدورها النقابي والمهني والاجتماعي والوطني، وإدراكا لما يمر به الوطن والإقليم من تحديات وطنية وقومية ومعيشية، غير مسبوقة، وبعد استمزاج آراء كثير من الشخصيات والفعاليات النقابية، فقد عُقدت عدة اجتماعات، بين ممثلي القائمة البيضاء، وممثلي القائمة الخضراء بعد التشاور مع فعاليات وشخصيات نقابية مستقلة، تم فيها تنحية كل خلاف سابق، وقد ساد في هذه الاجتماعات أجواء من الودّ والصراحة، مهَّدت لحوارات مسؤولة، في إطار من روح الزمالة، جرى فيها استعراض ما تواجهه نقابة المهندسين الأردنيين من مشاكل وتحديات.

وبما يشبه تطابق وجهات النظر، حول ماضي ومستقبل وراهن النقابة، ومع قرب انتهاء الدورة الحالية لمجلس النقابة، والهيئات المنتخبة، بكافة مستوياتها، فقد انبثق عن هذه الاجتماعات، اجتماع عام انعقد مساء يوم السبت، الموافق 3/7/2021 حضره عدد كبير من النقابيين، يمثلون معظم الطيف النقابي، وبعد حوار مستفيض، فقد رأى المتحاورون ما يلي:

١- إن تراجع مكانة النقابة ومجلسها، في نفوس المهندسين، لا يُرضي أحدا، من الغيورين على هذه النقابة، ولا يتماشى مع تاريخها العريق، بوصفها كبرى النقابات المهنية في الأردن، وقائدتها، وصاحبة المبادرات الخلّاقة، لخدمة منتسبيها ومجتمعها ووطنها.

وإن تفاقم أزمة النقابة في كل المجالات الإدارية والمالية والمهنية، وضعف المشاركة العامة، وإضعاف الهيئة العامة، والهيئات النقابية المنتخبة، ودورها الرقابي، قد ساهم في هذا التراجع، الذي نشهده، وهو ما يتطلب إنشاء آلية فاعلة، لتوسيع مشاركة المهندسين، في العمل النقابي، وتمكينهم من القيام بدورهم الرقابي، وتفاعلهم البنّاء مع نقابتهم.

٢- إن الوضع الذي تعيشه نقابة المهندسين، غير مسبوق، من حيث تراجع مكانتها المهنية والنقابية والوطنية، وتراجع خدماتها عن المستوى المقبول، ومعاناة صناديقها واستثمارتها، وازدياد أعداد المنتسبين إليها، والمتقاعدين منها، بما يٌمكن أن يؤدي إلى حالة من عجز النقابة، عن القيام بدورها النقابي والمهني والاجتماعي والوطني، ما لم يتدارك المخلصون من كافة القوى النقابية، هذا الوضع الخطير، بعيدا عن الألوان النقابية، والخلافات، والصراعات في ما بينها.

٣- إن قوة نقابية منفردة، مهما بلغت من القوة والتنظيم والخبرات، لن تستطيع القيام وحدها بالأعباء الجسيمة، المتوقعة في الدورة القادمة، ولا بد من عمل مهني مخلص ومحترف، يقوم على مشاركة كافة القوى النقابية، بكافة توجهاتها الوطنية المخلصة، في إدارة النقابة، وتقييم الحالة التي وصلت إليها، ووضع الحلول لمشاكلها المتفاقمة، بعيدا عن التمترس خلف القوائم، وبعيدا عن الخِفًة في إطلاق الوعود الانتخابية الرغائبية، وغير الواقعية، وبعيدا عن الإقصاء والمحسوبية والاسترضاء، وبعيدا عن التخبط والترقيع والارتجال، الذي لم يعد مجديا، لمواجهة مشاكل النقابة، وصناديقها، ومحاولات تهميشها، ومصادرة قرارها، والتدخل في شؤنها، خلافا لإرادة هيئتها العامة.

٤- إن واقع النقابة، وما وصلت إليه، يستدعي تقديم الأكفأ لقيادتها، ويستدعي بذل غاية الجهد، لإشراك المهندسين الشباب، في وضع الحلول لمشاكلهم غير المسبوقة، وخاصة في التدريب والتشغيل.

٥- إن أسلوب احتكار الحقيقة، لم يعد مقبولا كنهج في إدارة النقابة، وإن الاستفراد، والاستقواء بالأكثرية، لم يعد صالحا، لإدارة جسم كبير وعريض، مثل نقابة المهندسين الأردنيين، التي تحتاج إلى تفعيل واستيعاب كل الطاقات والمبادرات والجهود.
وعليه فقد تقرر ما يلي:

١- إطلاق مبادرة للحوار، بين كافة القوى والفعاليات النقابية، التي تشترك في المبادئ التي وردت أعلاه، بهدف الوصول إلى العمل، وفق برنامج نقابي موحَّد، يتحمّل فيه المُجمعون عليه، المسؤولية المشتركة، لتلافي انهيار النقابة مهنيا ونقابيا وماليا.

٢- إن الوصول إلى عمل نقابي مشترك، يستدعي من الجميع، التحلّي بروح المسؤولية، ووضع مصلحة الزملاء المهندسين، ونقابتهم، فوق كل اعتبار، مع الالتزام بمصلحة الوطن والقواسم المشتركة في الدفاع عن الأردن ومستقبله.

٣- وقد تم الاتفاق، على استمرار الحوار بشكل دوري، وحثيث، لتحقيق الأهداف السابقة، بخطة عمل مشتركة وتحرّك مشترك.

آملين من كافة القوى، والفعاليات، والشخصيات النقابية، الانضمام لهذه الجهود، والمساهمة فيها بروح المشاركة والاستقلالية والصراحة، وفي إطار من الثقة والمسؤولية والاحترام المتبادل.

عاشت نقابة المهندسين الأردنيين، إطارا نقابيا، معبرا عن الطموحات المهنية والوطنية للمهندسين الأردنيين.

عاش الأردن وطنا عزيزا كريما شامخا بسواعد وعقول كل أبنائه المخلصين.