طوقان: بدء إنتاج الكهرباء وتحلية المياه من الطاقة النووية نهاية العقد الحالي

قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان انه مع نهاية العقد الحالي فانه من المتوقع بدء انتاج الكهرباء وتحلية المياه والصناعات الكيميائية وانتاج الهيدروجين من الطاقة النووية ، مبينا ان الهيئة تدرس تصاميم الجيل الرابع من المفاعلات النووية الصغيرة المدمجة لاستخدامها لهذه الغايات.

واضاف خلال زيارة اعضاء لجان الطاقة والثروة المعدنية, والصحة والمالية النيابية، ونواب محافظة اربد للمفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب بحرم جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية ان الهيئة اختارت موقع بالقرب من العقبة لبناء المفاعلات النووية الصغيرة المدمجة ويجري الان حديث مع وزارة المياه لدراسة الجدوى الاقتصادية من تحلية المياه.

واوضح الدكتور طوقان ان المفاعل النووي البحثي التدريبي هو عقل البرنامج النووي الاردني الذي يقوم بتدريب الخبرات والكفاءات ويعتبر منارة علمية في مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية المتخصصة الحديثة ونافذة الأردن على الطاقة النووية في العالم المعاصر وأنه يدار من قبل كوكبة من علماء وخبراء ومهندسين أردنيين في كافة الاختصاصات المدربة تدريبا دقيقا ومتخصصا وبكل الكفاءة العالية مؤكدا بأنه حجر الأساس في تسخير الطاقة النووية للأغراض السلمية ضمن تطبيقات متعددة طبية وصناعية وبحثية.

واطلع اعضاء لجان الطاقة والثروة المعدنية, والصحة والمالية النيابية، ونواب محافظة اربد، لدى زيارتهم على المفاعل النووي الاردني للبحوث والتدريب بحرم جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية على أهم استخدامات المفاعل البحثي وتطبيقاته وآلية سير العمل فيه.

وقال رئيس لجنة الطاقة النيابية المحامي زيد العتوم عقب الزيارة إن اللجنة استمعت الى معلومات وبيانات وحقائق قيمة ومثمرة عن برنامج الطاقة النووية الأردني مؤكدا أن المفاعل البحثي انجاز وطني علمي وهو احد ألإنجازات الوطنية التي يعتد بها في مطلع مئوية الدولة الأردنية الثانية.

وأوضح أن هذا المشروع من المشاريع البحثية التي يعول عليها الكثير في بناء نهضة الأمم كالمفاعل النووي الاردني للبحوث والتدريب .

من جانبه رئيس لجنة الصحة النيابية اكد الدكتور أحمد السراحنة أن هذا المفاعل يعتبر بالغ الأهمية للقطاع الصحي الأردني، حيث سهل عليه توفير النظائر المشعة ذات العمر النصفي القصير للاستخدامات الطبية والتي كانت تستورد من الخارج، وتعتبر عنصراً هاماً وأساسياً في علاج وتشخيص العديد من الأمراض، مشيراً الى أنه يجب اغتنام الفرصة لتحويل هذا المرفق العلمي الى مركز اقليمي لتزويد دول المنطقة بهذه المواد الصيدلانية المشعة الأمر الذي سينعكس ايجاباً على القطاع الطبي الأردني.

بدوره أشار رئيس اللجنة المالية النيابية، الدكتور نمر السليحات الى أن الأردن قد أحسن صنعاً في بناء هذا المفاعل والذي يعد قراراً سياديا للدولة الأردنية ونقلة نوعية تضعها في مصاف الدول المتقدمة، مشيرا الى أن البرنامج النووي الأردني السلمي سينعكس أيجاباً على خطط التنمية الأقتصادية المستقبلية وتطوير الكفاءات الأردنية المتخصصة في حقول معرفية دقيقة إضافة الى خفض فاتورة الطاقة على المدى البعيد والتي تستنزف قدراً كبيرا من موازنة الدولة.

وقال الدكتور طوقان إن البرنامج النووي الأردني هو خيار استراتيجي للدولة الأردنية، وان هذا الاستثمار العلمي النوعي والضخم في المفاعل البحثي هو مفخرة لكل الاردنيين، وسيكون هذا المفاعل الركيزة الاساسية لبناء العقول والقدرات العلمية لعقود قادمة في المجال النووي على مستوى الاردن والمشرق العربي.

وأضاف أن هذا المفاعل هو فريد من نوعه في دول المشرق العربي وهو نقطة مضيئة بين مجموعة الدول العربية الأسيوية، مبينا أن المجمع يحوي مفاعلا نوويا ومركزا تدريبيا وتعليميا ووحدات لتصنيع وانتاج النظائر الطبية المشعة تضم احدى عشرة خلية ساخنة ومرفقا خاصا لمعالجة النفايات المشعة المنخفضة والمتوسطة الإشعاعية.

واكد طوقان أن مجموع ما استثمر في هذا المجمع النووي 114 مليون دينار دفعت الخزينة الاردنية منها 56 مليون دينار والباقي تم استكماله من قرض ميسر من كوريا الجنوبية، يتم سداده على مدى 30 عاماً بفترة سماح 10 سنوات وبفائدة 2 بالعشرة من المئة.

واستعرض مدير المفاعل البحثي الدكتور سامر ابو قاهوق، استخدامات وتطبيقات المفاعل وآلية سير العمل فيه، خاصّة فيما يتعلق بإنتاج اليود المشع الذي يتم تزويد مراكز الطب النووي المحلية به، لتشخيص ومعالجة مرضى السرطان في الاردن، بالإضافة الى خطط الهيئة المستقبلية لإنتاج نظائر طبية علاجية أخرى كمواد اللوتيسيوم والتكنيشيوم والهولميوم .

واطلعت اللجان النيابية على الامكانات التي يقدمها المفاعل للباحثين من مختلف الجامعات والمؤسسات البحثية الاردنية من خلال اجراء البحوث في المجالات كافة ، إضافة الى انظمة السلامة العامة والنووية والامنية التي تتبع وفقاً لأعلى المعايير الوطنية والدولية.

وتضمنت الزيارة قيام النواب بجولة داخل مرافق المفاعل المختلفة للاطلاع عليها والتعرف على تفاصيل العمل بالمفاعل النووي.

يذكر ان المفاعل النووي الاردني يعمل، بطاقة 5 ميجاواط، حرارية ويديره ويعمل على تشغيله 120 من الكوادر الوطنيّة الأردنية المؤهلة وعلى مستوى عال ومتقدم من التدريب.

 الدستور