شاهد.. حتى الموتى يتعرضون للإذلال في لبنان

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر عددا من الشبان يدفعون سيارة لنقل الموتى لإيصالها إلى محطة بنزين بعد نفاد هذه المادة.

وفي الأسابيع الأخيرة، أجبر نقص الوقود سائقي السيارات اللبنانيين على الوقوف في طوابير لساعات للحصول على أي قدر من البنزين الشحيح، وهو ما صاحبه نشوب مشاجرات بين المواطنين الغاضبين.

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب جدد تحذيره من أن بلاده وشعبه "على شفير الكارثة" ودعا المجتمع الدولي للتحرك للإنقاذ.

وقال في كلمة بعد اجتماع مع مجموعة من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في بيروت "لا يحق لهذه الحكومة استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي لتطبيق خطة التعافي التي وضعتها الحكومة، لأن ذلك يرتّب التزامات على الحكومة المقبلة قد لا تتبناها".
 
ولا تلوح في الأفق أي حلول جذرية لإنقاذ البلاد، ويغرق المسؤولون في خلافات سياسية حادة حالت منذ نحو 11 شهراً دون تشكيل حكومة خلفاً لحكومة دياب التي استقالت بعد أيام من انفجار المرفأ.

وتعمق الأزمة الاقتصادية المتمادية معاناة اللبنانيين الذين باتوا يئنون تحت وطأة تراجع استثنائي لقدراتهم الشرائية، فيما خسرت الليرة اللبنانية حتى الآن أكثر من 90 في المئة من قيمتها أمام الدولار. وينتظر المواطنون لساعات في طوابير أمام محطات الوقود، أو بحثاً عن أدوية بات معظمها مفقوداً، وسط تقنين قاس في الكهرباء.

ولم يبق أي مرفق عام أو خاص أو طبقة اجتماعية بمنأى عن تداعيات الانهيار. وترفع قطاعات عدة صوتها يومياً محذرة من عدم قدرتها على الاستمرار في تقديم الخدمات، في وقت بدأت الحكومة، على وقع شحّ احتياطي الدولار لدى المصرف المركزي، ترشيد أو رفع الدعم عن استيراد السلع الرئيسية كالطحين والوقود والأدوية.

في حين لا يزال الصراع على الحصص والنفوذ بين القوى السياسية يحول دون تشكيل حكومة منذ أشهر.
العربية نت