الاحتلال يهدم قرية فلسطينية للمرة 190.. هذه قصتها

هدم الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، قرية "العراقيب" الفلسطينية، الواقعة في منطقة النقب (جنوبا) للمرة الـ190 على التوالي.

وجدد الأهالي الصامدون في القرية في بئر السبع في منطقة النقب، أنهم سيعيدون بناء قريتهم من جديد.

ومنازل القرية مبنية من الخشب والبلاستيك والصفيح، وتقطنها 22 عائلة، وهدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي القرية للمرة الأولى في تموز/ يوليو 2010، ومنذ ذلك الحين تعود لهدمها في كل مرة يقوم السكان بإعادة بنائها.

ولا يعترف الاحتلال الفلسطيني بقرية العراقيب، لكن سكانها يصرّون على البقاء على أرضهم، رغم الهدم المتكرر لها.

 
وفي تقرير سابق، قالت منظمة "ذاكرات" التي تضم ناشطين إسرائيليين، وتؤرخ للنكبة الفلسطينية عام 1948، إن العراقيب أقيمت للمرة الأولى في فترة الحكم العثماني على أراض اشتراها السكان.

وذكرت المنظمة أن السلطات تعمل على طرد سكان القرية، بهدف السيطرة على أراضيهم، مشيرة إلى أن إسرائيل لا تعترف بعشرات القرى الأخرى في منطقة النقب، وترفض تقديم أي خدمات لها.


وتتكون العراقيب من أربعين منزلا، أغلبها من الصفيح، ويسكنها نحو ثلاثمئة نسمة، ينتمي معظمهم إلى عائلة "الطوري"، بحسب إحصائيات قديمة عام 2010.

ويقول سكان العراقيب إن قريتهم أنشئت منذ مئات السنين، وإنهم يملكون وثائق "طابو" (شهادات ملكية للأرض) صادرةأيام الحكم العثماني، ويستدلون على ذلك بأن مقبرة القرية يعود وجودها إلى بداية القرن التاسع عشر الميلادي.


وحين احتلت إسرائيل منطقة النقب، التي تمثل نحو نصف مساحة فلسطين التاريخية، فيعام 1949، أصبحت العراقيب واحدة من 45 قرية عربية في النقب لا تعترف بها إسرائيل، وتحرمها من الخدمات الأساسية، كالتعليم والصحة والماء والكهرباء والاتصالات، باعتبارها "قرى غير قانونية".

ويعتمد اقتصاد قرية العراقيب على رعي الماشية والزراعة، خاصة أشجار الزيتون التي اقتلعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الآلاف منها في عمليات الهدم المتكررة.