لماذا لا يثير ارتفاع وفيات كورونا بين الملقحين قلق العلماء في بريطانيا؟

مع استمرار تفشي سلالة "دلتا" من فيروس كورونا المستجد في بريطانيا، باتت نسبة تقارب نصف أعداد الوفيات التي تسجلها البلاد مؤخرا تعود لأشخاص تلقوا اللقاحات المضادة للعدوى، ورغم ذلك، لم يثر الأمر قلق العلماء والأطباء لأسباب مختلفة، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

وبحسب بيانات الصحة العامة في بريطانيا، فقد تم رصد 117 حالة وفاة جراء الإصابة بمتغير دلتا، حتى 21 يونيو.

وأكدت الصحيفة أن 46 بالمئة من تلك الوفيات مرتبطة بأشخاص تلقوا جرعتي اللقاح كاملة.

ووفقا للصحيفة، فإن العلماء يعتقدون بأن تلك الأرقام تدعم فعالية اللقاح، لأسباب بينها أن اللقاحات جميعها ليست فعالة بنسبة 100 بالمئة، وأن استجابة الأشخاص لها متفاوتة.

وقالت الصحيفة إن المسنين أو من لديهم مشاكل في أجهزتهم المناعية أو يعانون أمراضا خطيرة أخرى فرصتهم أقل لتكوين استجابة مناعية قوية مقارنة بالأشخاص الأكثر لياقة والأصغر سنا.

وأضافت الصحيفة أن مخاطر الوفاة جراء الإصابة بعدوى فيروس كورونا تتصاعد مع التقدم بالعمر، أي أنه "إذا كان اللقاح يقلل من مخاطر وفاة شخص بعمر 80 عاما من كوفيد-19 بنسبة 95 بالمئة، مثلا، فإن مخاطر وفاة من هو بعمر 80 عاما قد تبقى أكبر من المخاطر التي يواجهها شخص غير ملقح عمره 20 عاما".

كما أوضحت أنه حتى لو كان هناك "بلدا خياليا 100 بالمئة من شعبه تم تطعيمهم"، فإن الفيروس قد يبقى قابلا للانتشار، وفي تلك الحالة، ستكون جميع الوفيات بين أفراد ملقحين.

وأدى الانتشار السريع للمتغير دلتا لإعادة فرض القيود الوقائية في عدد من دول العالم، بل وتسبب بما يمكن أن يطلق عليه "انهيارا" في القطاع الصحي في بلدان كالهند.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت، الخميس، من خطر وقوع موجة تفشٍ جديدة لفيروس كورونا المستجد، بسبب انتشار السلالة دلتا في أوروبا، فيما بات عدد الإصابات يزداد "بوتيرة مقلقة" في إفريقيا.

ولا يوفر الوباء آسيا كذلك. فباتت بنغلادش خاضعة، منذ الخميس، لإغلاق تام، فيما أعلنت إندونيسيا قيودا لمواجهة ارتفاع الإصابات تدخل حيز التنفيذ، السبت.

وتوقّع الفرع الأوروبي من منظمة الصحة العالمية، الخميس، أن تصبح متحورة دلتا "مهيمنة"، بحلول نهاية أغسطس، في القارة العجوز.

الحرة