عشية الزيارة الملكية لواشنطن


كثرت التوقعات والتحليلات عن الزيارة ما بين متفائل ومتشائل وغير  مكترث.
صحيح أن الزيارة جاءت بعد مخاض عسير نتيجة لرؤية واشنطن لترتيب المنطقة وإعادة هندستها.،والصحيح أن هذه الزيارة ربما يترتب عليها استحقاقات ليس بمقدور الملك ان ينفذها....امريكا أخذت كل شئ من الأردن واتفاقية التعاون الدفاعي أطلقت يد الولايات المتحدة الأمريكية لتلعب في الاردن كيفما شاءت.،ولم يكن عبثا ولا صدفة ان تلقي امريكا ثقلها لتكون الأردن أكبر قاعدة لها في المنطقة بل جاء ذلك وفقا لرؤية اميريكية أوسع وأشمل.
في هذه الزيارة الطلبات محددة من كلا الطرفين الأمريكي والاردني. 
الطلب الامريكي في الظاهر هو التعاون الاستراتيجي، ولكنه في الباطن مكون من شقين واضحين لا لبس فيهما.
الشق الأول هو القبول الأردني صراحة بالحل النهائي للقضية الفلسطينية وفقا للرؤية الأميركية والاسرائيلية، والذي سيكون على حساب الأردن تماما. 
الشق الثاني هو هل النظام في الاردن قادر على حفظ الأمن والاستقرار بعد فرض الحل النهائي للقضية الفلسطينية.
أما الطلب الملكي فهو الحفاظ على مؤسسة العرش وولاية العهد.
نقول للمتفائلين لم تعد الدنيا قمرا وربيع وأمريكا تحكمها مصالحها بالدرجة الأولى وليست العلاقة مع الأشخاص،فهل الأردن قادر على تلبية الطلب الامريكي بشقيه؟
حتى يحظى بقبول طلبه المحدد.؟
ليس لدى النظام في الاردن من أداة يحقق بها الطلب الامريكي الا الهراوة الدركية وإطلاق يد الأجهزة الأمنية والنتيجة ان العنف يجلب العنف والدم يجلب الدم  وعليه.سلم على موضوع الأمن والاستقرار.
امريكا تريد استقرار الأردن بشكل مؤكد ولكن ليس بأية أداة، استقرار الأردن يتطلب التعامل مباشرة مع الشعب الأردني سماع طلباته وتحقيق  طموحاته.
اعتقد ان اميركا ستفكر بعمق  في كيف سيتحقق استقرار الاردن، ولذلك لا تنخدعوا بالبيانات البروتوكولية التي ستصدر عقب اللقاء....ما تراه أعيننا على أرض الواقع هو ماسنتعامل معه،والشعب الأردني وصل إلى حد درجة الأنفجار فأي ضغط  يمارس عليه سيودي بكل متطلبات  الاستقرار وهنا مكمن الخطر والقلق.