أطفال بعمر الورد في سجون الاحتلال


تستقبل عائلة أُبيّ أبو ماريا (16عامًا) من بلدة بيت أمر شمالي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، عيدها الثاني في ظلّ غياب طفلها المعتقل في سجون الاحتلال منذ ستة أشهر دون محاكمة.

"كان الأكثر حماسًا لاستقبال العيد، واعتاد على قضائه باللعب مع أصدقائه"، يقول يوسف أبو ماريا والد "أُبيّ"، الذي يتألم مع مرور العيد الثاني على ابنه في السجن دون أيّ مراعاة لحقوقه كطفل.

ويعتقل الاحتلال في سجونه 225 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 13-18عامًا، يقبعون في ثلاثة سجون هي: عوفر، ومجدو، والدامون، ويحاكمون أمام محاكم عسكرية بتهمة إلقاء الحجارة في الغالب.

وتتراوح الأحكام التي تصدرها محاكم الاحتلال بحق الأسرى الأطفال بين عدة أشهر إلى حكم مدى الحياة.

منع الزيارة

والد أُبي يشتكي، خلال حديثه لوكالة "صفا"، من حرمانه وزوجته من زيارة نجلهم منذ اعتقاله، إذ لم يتمكن من التواصل معه إلا بعد اعتقال الأب لفترة قصيرة سمح له خلالها بزيارة نجله لدقائق.

ويقول "أبو ماريا" إن نجله أخبره خلال الزيارة عن تعرضه للإهانة والضرب والشبح خلال فترة التحقيق التي استمرت 12 يومًا.

ويشير إلى أن قوات الاحتلال أعادت اعتقال أُبي بعد الإفراج عنه بشهر ونصف، عقب قضائه 12 يومًا في سجون الاحتلال، مشيرًا إلى تعرضه لأزمة نفسية إثر اعتقاله الأول.

التنكيل بالأطفال

أما والد الطفل سند مقبل فيروي كيف اقتحم 40 جنديًا منزله في بلدة بيت أمر بمدينة الخليل، خلال ساعات متأخرة من الليل لاعتقال نجله الذي كان متواجدًا عند أقاربه ليلتها.

ويقول لـوكالة "صفا" إن قوات الاحتلال عبثت بمحتويات المنزل وفتشته واعتدت على العائلة بألفاظٍ مسيئة قبل تسليمه استدعاءً لحضور نجله سند (12عامًا) للتحقيق.

ويبيّن أن قوات الاحتلال حققت مع نجله لساعات وبشكل منفصل عنه بعد حضوره للمقابلة، مشيرًا إلى أن سند تعرض للضرب من محققين أمام عينيه، ما أدى لتعرضه للإغماء.

واعتقلت قوات الاحتلال الطفل سند لمدة 17 يومًا بتهمة إلقاء الحجارة، قضى منها 13 يومًا في زنازين العزل الانفرادي، وتعرض خلالها للضرب المبرح والتحقيق المهين.

مقبل أن نجله أصيب بكسور في الأنف إثر تعرضه للضرب، إذ أجريت له عملية جراحة عقب الإفراج عنه.

وتطالب مؤسسات رسمية وحقوقية الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عن الأسرى الأطفال، والالتزام بالقانون الدولي، الذي يمنع اعتقالهم.

ويقول رئيس نادي الأسير قدورة فارس إن الاحتلال يمارس نفس السياسات تجاه الأطفال والبالغين، دون مراعاة لكل القوانين والشرائع الدولية التي تحفظ حقوق الطفل.

ويوضح لوكالة "صفا"، أن إدارة السجون لا تعطي على الأقل خصوصية في تعاملاتها مع الأسرى الأطفال، بل تقصد عزلهم ومنعهم من الزيارة وتضيّق عليهم داخل أقسام الأشبال.

ويشير فارس إلى أن الاحتلال يستغل صغر سن الأسرى الأطفال وعدم معرفتهم حقوقهم وعدم تواصلهم مع الأسرى البالغين.

ويلفت إلى أن مصلحة السجون كانت تتبع نظامًا يسمح بزيارة العيد لأهالي الأسرى وإدخال ملابس العيد للأطفال، إلا أنها منذ عام ونصف تعمدت التضييق عليهم بمنع الزيارات أو ربطها بشروط بحجة جائحة كورونا.

ويؤكد فارس ضرورة تطوير موقف المنظمات الحقوقية الدولية تجاه قضية الأسرى الأطفال، واتخاذ خطوات عملية لوقف إجرام الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين.