احجية الباص السريع ..و سيرك اللوحات الاعلانية المبتذل

 


محرر الشؤون المحلية - بعد مرور اكثر من ١٢ عاما من الانتظار و المعاناة ، و عمليات التأجيل والتسويف التي جعلتنا نربط مصير مشروع الباص الصريع وليس السريع  بذات المصير الاسود الذي آل اليه مشروع ابراج عمان الذي تحول الى واحدة من ابرز علامات الفشل  الرسمي في بلادنا ، تخرج علينا امانة عمان بحملة ترويج لمشروع الباص السريع الذي لم ينطلق بعد ، ولم تنته الامانة من انجازه حتى يومنا هذا . 

لا اعرف لماذا تذكرت قصة احد البخلاء الذي قام بزيارة لمنزل شقيقته التي تقطن في احدى المناطق البعيدة ، وعند وصوله الى منزلها المتواضع  ، بادرها بالقول : كنت اود ان اشترى صندوق عنب لك وللاولاد ، ولكن نسيت ذلك في اللحظة الاخيرة ، فردت عليه المسكينة بالقول :لا تغلب حالك ، فاجابها بكل صفاقه: خليهم يقرشو ... و هم - اي الابناء-  لم يأكلوا غير الوهم ، و الكلام المعسول .. 

هذا المشروع اللغز الذي تعاقبت عليه ١٢ حكومة حتى الان ، لم ير النور بعد ، ورغم ذلك تطلق امانة عمان حمله ترويجية مبتذله لهذا المشروع  على قاعدة "خليهم يقرشو" ، والعمانيون ما زالوا يعانون من التحويلات الكثيرة واعمال الانشاءات  التي نغصت عليهم حياتهم طوال عقد من الزمان ... 

لا نعرف كيف تدار الامور في امانة عمان ،كيف يستمرؤون استغفال الناس بهذه الطريقة ؟! ينفقون عشرات الملايين على مشاريع سرعان ما تبلى و تهمل و تتقادم ،  و واقع حال  الكثير من الحدائق والمرافق العامة  خير مثال على هذا الامر  ، و كيف انها تهالكت في غضون اشهر معدودة  ... ،  كما ينفقون الملايين على  مشاريع اخرى لا ندرك  لها جدوى ، ولا نعرف كيف ستساهم في حل اي مشكلة ، وهنا نتحدث عن مشروع مثل متحف الدبابات ومشروع اخر مثل  الباص السريع .  

انفاق باذخ و فانتازي في مدينة تعاني ما تعانيه من بنية تحتية متآكلة ، وشوارع مرقعة و غير منتظمة تغص بالمطبات العشوائية ..

الصور اسفل المساحة الاعلانية :