أم مكلومة.. و3 شقيقات يتألمن بصمت


قصة الأخوات الثلاث، نسَب وسارة وغنوة لا تشبه غيرها من قصص الواقع، تعيشها 3 فتيات بين جدران المستشفى مع أوجاعهن منذ نعومة أظفارهن ممزوجة بالصبر ودعاء الوالدة.

هي قصة أخوات ثلاث في عمر الورود يقبعن على أسرة المستشفى الإسلامي الخاص اليوم في مدينة طرابلس شمال لبنان منذ أشهر، يتألمن بصمت حينا وعند اشتداد الوجع، يملأ صراخهن المكان ويسابق صوت الأم المثقلة بالهموم ابنة الـ 38 ربيعاً التي باتت بدورها أسيرة المهدئات والأدوية التي تعزز قدرتها على الاحتمال .

قصة الفتيات بدأت منذ ولادتهن في ظروف صعبة قبل 17 عاماً،  هو عمر كبيرتهن نسب وتلتها أختها سارة (14 سنة) وغنوة ( 9 سنوات) ولدن مع مرض وراثي منذ نعومة أظفارهن يعرف بـ "فقر الدم المنجمي" ومن أبرز عوارضه آلام شديدة في العضلات يصعب علاجها . إلا أن ظروف لبنان وصعوبة الوضع في القطاع الصحي كشفت أوجاع هذه الأسرة إلى العلن بعد أن تعذر تأمين العلاج الملائم ومستلزمات إجراء العمليات الجراحية.

تقول الأم آمنة بُولاد من بلدة ببنين في قضاء عكار أقصى شمال لبنان:  أنا متزوجة من رجل ليس من أقاربي ومن بلدة تبعد عن بلدتي، أنجبنا  5 بنات 3 منهن ولدن مع مرض فقر الدم المنجمي، لم تكن حياتهن سهلة ولا حياتنا وأمضينا سنوات من عمرنا وعمرهن بين جدران المستشفيات منذ الولادة".

وتضيف الأم التي تتابع علاجها مع أخصائي نفسي لتحافظ على قدر من قوتها لتكمل رسالتها "قبل سنتين استأصل الأطباء الطحال المصاب لكل من سارة وغنوة لأنه كان يزيد من فقر الدم، أما شقيقتهما نَسَب فتتناول جرعات عالية من الكورتيزون غالية الثمن وحالياً هي مفقودة من لبنان وغير متوفرة في الصيدليات ".

 تتابع الأم آمنة التي تزوجت  في عمر 15 عاماً وتوضح "كان زوجي يعمل في  أحد الأفران، إلا أنه أقفل بسبب الظروف التي يعيشها لبنان، والحمد لله أبقى أصحاب العمل على انتساب زوجي لمؤسسة الضمان الاجتماعي للمساعدة في كلفة العلاج الباهظة".

وتضيف "لم نعش الفرح يوماً ولا حتى في الأعياد، وفي حال قرر الأطباء السماح لنا بمغادرة المستشفى سرعان ما كنا نعود، وإذا ذهبت بناتي الى المدرسة يوماً كان يقابله عشرة أيام من الألم والتعب ".

وعن إمكانية شفاء الفتيات من المرض المزمن تروي فتقول "الأمر يتطلب إجراء عمليات زرع لنخاع العظام، ومن المؤسف أن كلفة هذه العمليات تتطلب مبلغ 600 مليون ليرة لبنانية للبنت الواحدة، يستحيل لعائلة مثلنا تأمينه هذا عدا عن تكاليف التحاليل المخبرية والعلاج الكيميائي ".

وتشتكي آمنة من شوقها لإبنتيها السليمتين من هذا المرض الوراثي وتقول "أعيش بصعوبة وعندي شوق دائم لرؤيتهما التي قد تطول لعدة أشهر أحياناً بسبب عدم السماح لهما بالدخول الى المستشفى".

وتختم حديثها متمسكة بالصبر متحسرة على أيام مضت على لبنان كانت تنعم خلالها بالخير رغم مرض بناتها الثلاث وتقول: "اليوم بدأت أفقد الأمل!" .

سكاي نيوز