ما سبب تزايد الكوارث الطبيعية هذا الصيف؟
شهد فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية كوارث طبيعية متتالية، من موجات حرّ وفيضانات وحرائق، قد يكون تفاقم حجمها ووتيرتها بسبب التغير المناخي، وفق عدد كبير من خبراء المناخ.
ففي نهاية يونيو/حزيران، ضربت غرب كندا موجة قيظ غير مسبوقة ناجمة عن ضغط مرتفع يحبس الهواء الساخن، وسجلت البلاد درجات حرارة قياسية مرات عدة بلغ آخرها 49.6 درجة مئوية، كما تأثرت بتلك الموجة ولايتا واشنطن وأوريغون في الولايات المتحدة، وقُدرّت حصيلة الوفيات جراء موجة الحرّ بالمئات.
وكانت هذه الموجة الحارة "مستحيلة تقريباً" لولا الاحتباس الحراري الذي تسبب في تفاقمه الإنسان، وفقاً لعلماء من تجمّع "وورلد ويذر أتريبيوشن"، وهي مبادرة تجمع خبراء من معاهد بحثية مختلفة حول العالم.
ووفقاً لهم، فإن تغير المناخ جعل هذه الحوادث أكثر احتمالاً بما لا يقل عن 150 مرة.
وفي يوليو/تموز، ضربت موجة حر ثانية غرب الولايات المتحدة وكندا، فيما أشارت مصلحة الأرصاد الجوية الأمريكية، إلى أن شهدت الحرارة في لاس فيغاس أعلى مستوى لها على الإطلاق، إذ بلغت 47.2 درجة مئوية.
ومنذ 29 يوليو/تموز، تشهد اليونان موجة قيظ شديدة، وقد أعلن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، أن اليونان تواجه "أسوأ موجة حر منذ عام 1987"، في وقت بلغت درجات الحرارة 43 درجة مئوية في أثينا خلال شهر أغسطس/آب الجاري.
في 14 و15 يوليو/تموز، قتلت فيضانات كبيرة 224 شخصاً على الأقل في ألمانيا وبلجيكا بالإضافة إلى فقدان عشرات آخرين، واجتاحت السيول عشرات المناطق المأهولة، كما تسببت الفيضانات بأضرار في لوكسمبورغ وهولندا وسويسرا.
وهطلت أمطار خلال يومين فقط تعادل الكمية التي تسجّل عادة على مدى شهرين، حسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
من جانبه، قال كاي شروتر عالم الموارد المائية في جامعة بوتسدام: "في الوقت الحالي، لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين إن هذا الحدث مرتبط بتغير المناخ، لكن هذه الظواهر المناخية القصوى أصبحت أكثر تواتراً بسبب ارتفاع درجات الحرارة".
وفي الصين، تضرب وسط البلاد فيضانات أسفرت حتى الآن عن مقتل 302 شخص على الأقل منذ 20 يوليو/تموز، وفقاً للسلطات الصينية.
وقد تساقطت أمطار على ولاية تشنغتشو الصينية، خلال 3 أيام، توازي معدل سقوط الأمطار المعتاد خلال سنة بأكملها، وهو أمر غير مسبوق حسب سجلات الأرصاد الجوية.
فيما أودت الأمطار الموسمية الغزيرة في الهند بحياة أكثر من 230 شخصاً، وتسبّبت بفيضانات وانزلاقات للتربة في النصف الثاني من يوليو/تموز.
ورغم أن الفيضانات والانهيارات الأرضية شائعة في الهند خلال موسم الأمطار الموسمية، لكن خبراء يرجّحون أن وتيرتها ازدادت بسبب الاحتباس الحراري.
تجتاح الحرائق غرب كندا والولايات المتحدة، خصوصاً كاليفورنيا، بسبب الجفاف والحرارة، حيث أتت الحرائق هذا العام على ثلاثة أضعاف الغطاء النباتي مقارنة بالفترة نفسها من العام 2020.
ومن بين الحرائق الأكبر، "بوتليغ فاير" في ولاية أوريغون الذي أتى في أسبوعين على ما يعادل مساحة مدينة لوس أنجلوس من غطاء نباتي وغابات.
أما في اليونان وتركيا، اندلعت حرائق عديدة بداية أغسطس/آب، وأججها نقص المياه وارتفاع درجات الحرارة، لا سيما في جنوب تركيا وفي جزيرة رودوس اليونانية.
كما اندلع 130 حريقاً خلال ستة أيام في جميع أنحاء تركيا، أودى بحياة ما لا يقل عن ثمانية أشخاص وجرى إجلاء مئات السياح والسكان، لا سيما من المدن السياحية أنطاليا وبودروم ومرمريس.
TRT عربي - وكالات