الآلاف يفرون من الحرائق خارج أثينا وسط موجة الحر
فر آلاف اليونانيين إلى بر الأمان من حريق غابات يستعر لليوم الرابع شمالي العاصمة أثينا في وقت مبكر من يوم الجمعة، فيما تتواصل الجهود المحمومة لمنع النيران من الوصول إلى المناطق المأهولة بالسكان، ومنشآت الكهرباء، والمواقع التاريخية.
ففي جزيرة إيفيا المجاورة، بدأ خفر السواحل عملية ضخمة باستخدام زوارق الدورية والسفن الخاصة لإجلاء مئات الأشخاص عن طريق البحر، بحسب ما ذكرت وكالة الأسوشيتد برس.
ومع استمرار موجة الحر، التي اجتاحت البلاد، استعرت النيران في مناطق الغابات على بعد 20 كيلومترا شمالي أثينا، ودمرت المزيد من المنازل.
وقامت أطقم الإطفاء، المؤلفة من عدة مئات من رجال الإطفاء، بحفر خنادق فاصلة بين النيران لمنع تقدمها، وإطفاء الحرائق.
توقفت حركة المرور على الطريق السريع الرئيسي في البلاد الذي يربط أثينا بشمال البلاد، حيث حاولت أطقم العمل استخدام الطريق كحاجز لمنع ألسنة اللهب من التقدم قبل أن تستأنف طائرات إسقاط المياه رحلاتها عند أول ضوء.
غير أن الشرر المتطاير وأكواز الصنوبر المشتعلة حملت النيران عبر الطريق السريع في عدة نقاط، وفقا للأسوشيتد برس.
وقال مسؤولو الصحة إن العديد من رجال الإطفاء والمتطوعين نقلوا إلى المستشفيات مصابين بحروق وحالات اختناق.
وقال الجنرال في جهاز الإطفاء أريستوتليس بابادوبولوس "نحن نمر باليوم العاشر من موجة حر شديدة تؤثر على بلدنا بأسره، وهي أسوأ موجة حرارة من حيث الشدة والمدة على مدار الثلاثين عاما الماضية".
ووفقا لتقارير، فقد تم إخلاء ما يقرب من 60 قرية وتجمع سكني، يوم الخميس وفجر الجمعة، في جميع أنحاء جنوب اليونان، مع توقعات بتدهور الأحوال الجوية مع زيادة نشاط الرياح بقوة في معظم أنحاء البلاد.
وعلى الصعيد ذاته، قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الخميس إن خدمات الطوارئ تنتظرها ليلة قاسية مع توقعات باشتداد هبوب الرياح وحث المواطنين على الانصياع لأوامر الإخلاء وتجنب السفر والتنقل لغير الضرورة.
وأضاف في خطاب خاص بثه التلفزيون "نتعامل مع ظروف غير متوقعة إذ حولت الأيام العديدة التي استغرقتها الموجة الحارة البلاد بأكملها لبرميل من البارود"، وفقا لرويترز.
وأشار إلى ضرورة تعزيز سبل الحماية في مواجهة حقيقة التغير المناخي. وقال إن الوقت سيكون متاحا فيما بعد "للانتقاد والنقد الذاتي" بشأن الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع الأزمة لكنه حث المواطنين في اللحظة الراهنة على البقاء متحدين.
في واحدة من أسوأ الكوارث البيئية على الإطلاق، يتواصل اندلاع حرائق الغابات في منطقة شرق البحر المتوسط، من تركيا إلى اليونان وإيطاليا.
وزار رئيس الوزراء في وقت سابق منطقة في غرب بيلوبونيز قرب موقع الألعاب الأولمبية الأثري حيث كافح رجال الإطفاء طوال الليل لإنقاذ أحد أشهر المواقع الأثرية في البلاد.
ومنذ يوم الثلاثاء، اندلع نحو 150 حريقا في اليونان مما أسفر عن تدمير منازل وأجبر السلطات على إخلاء عشرات البلدات والقرى وأتى على آلاف الأفدنة من الغابات.
وأصدرت سلطات الحماية المدنية "تحذيرا من الحرائق" لنصف مناطق البلاد بالنسبة ليوم غد الجمعة بسبب الموجة الحارة.
سكاي نيوز