على هامش واقعة مسن مجلس النواب .. رجال بلدي لا بواكي لهم !!



هز مقطع فيديو "الرجل المسن" المتداول عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي كيان المجتمع الأردني وزلزلت التغريدات والتعليقات والعبارات الناقدة اللاذعة الارض تحت أقدام اصحاب الذوات الذين إستمرأوا خطف ابسط مقومات العيش الحر الكريم .. رغيف الخبز .

وحصد مقطع فيديو الرجل المسن وهو يناشد علية القوم باكيا منكسرا مسحوقا "بدي وظيفة لبنتي أنا مش جاي أشحد" ملايين المشاهدات وأثار اعاصير من التعليقات وبالتاكيد تكررت على السنة كل من شاهد الفيديو ملايين اللعنات والدعوات على كل من طغى وتجبر وتكبر على الناس فأبكاهم ، أفلا يعلمون ان دمع الرجال سيل بركان عارم يأخذ في طريقه كل الطغاة الى مزبلة التاريخ!؟.

وللتذكير والتوثيق فالرجل المسن مواطن اردني بائس ويائس قادته الحاجة والعوز وهمة الرجولة المتكسرة اجنحتها بحثا عن طوق نجاة بالصدفة المحضة إلى اجتماع لجنة التعليم النيابية بحضور وزير التربية والتعليم محمد أبو قديس في حالة يرثى لها عل وعسى يجد ضالته ،وقد سبق لهذا المسن، وفق ما أبلغ به النواب أن طرق باب مجلس النواب من أجل طلب توظيف ابنته دون استجابة، رغم الوعود التي تلقاها .

وللامانة والتاريخ فقد هز مقطع الفيديو الحكومة، التي حفرت على تاريخ المسن "وبحبشت" في الملفات ليبدأ مسلسل تسريب معلومات تسيء للرجل، وجلها لا تساوي في قيمتها جناح بعوضة من تلك التي تمص دماء الناس !!.

والانكى من الاكتشاف التسريب الممنهج للمعلومات الخاصة بالرجل المسن ، ومن ثم وفي تطور لاحق ،بعد ان اثار التسريب حفيظة الاردنيين النشامى ، يأتي تصريح وزير التنمية الاجتماعية ايمن المفلح انه " تم تشكيل لجنة تحقيق للتأكد من الوثائق وكيفية تسريبها وفي حال كانت تعود للشخص المعني أم لا "، وبدل ان " يكحلها عماها " وكان الأجدر ان يصمت افضل ، اذا لم تكن لديه الجرأة ليعترف بالخطأ ،الذي يرتقي الى حد الجريمة ، بحق المسن والمجتمع الأردني ،فالستر مطلوب في زمن الفضيحة !!.

واحزن على مسني بلدي ، فهم يذوقون مرار بطالة أبنائهم، ويقتلهم كل يوم الف مرة رؤيتهم على ارصفة الشوارع وفي المقاهي وفي أحضان الفراغ الذي يقود الى كل أشكال الانحراف والعنف المستشري والجريمة التي باتت ترتكب لاتفه الأسباب تعبيرا وانعكاسا مكبوتا للظلم والظيم وفقدان الامل وغياب العدالة وتساوي الحياة مع الموت .

مقطع الفيديو للرجل المسن ليس حالة فردية في مجتمع الكفاية ، بل هو صورة واقعية لحال رجال بلدي ومأساتهم وهم يرون ضياع الأبناء والتيه القاتل الذي هم عليه والحسرة تملأ قلوبهم ولا بواكي لهم . 

هذا ، وتقوم وزارة التنمية الاجتماعية بين الحين والآخر بنشر اخبار وقصص وتسريبات ، حسب مقتنيات الحال ، لأشخاص أثرياء يطلبون معونة ،او رجال ونساء "يشحدون " وهم يمتلكون العقارات والاموال ، وكأني بها تريد أن نفهم ان بلدنا غني وما ترونه على الإشارات والطرقات وأمام دور العبادة ، تزييف للواقع ، واستجدأ للاثراء، وليس من أجل رغيف الخبز.

في بلدي اغنياء نفس تبكي قلوبهم وتنزف دما ، لكنهم يؤمنون " بالمنية ولا الدنية " ، ويلوذون بصمت قاتل خلف جدران مهدمة وسقوف مكشوفة ، على دعاء لرب العباد أن احمي البلد وأهله.