بعد تجربة كورونا.. "بيونتيك" تتجه لأفريقيا لمكافحة الملاريا والسل
بعد نجاح شركة "بيونتيك" الألمانية بإطلاق لقاح مضاد لفيروس كورونا مع "فايزر" الأميركية، تخطط الأولى للاستفادة من الأرباح التي حصلت عليها بسبب الجائحة العالمية، لمواجهة مرضي الملاريا والسل في أفريقيا، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".
ويشكل السل والملاريا خطرا بشكل خاص على الأطفال دون سن الخامسة، ويقتلان معا حوالى 800 ألف أفريقي سنويا.
وتسعى الشركة الألمانية إلى بناء مصنع في أفريقيا مع شركاء محليين، للاعتماد على التقنية المستخدمة في لقاح كورونا، وهي الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA)، وهو عبارة عن جزيء ينقل الشفرة الجينية من الحمض النووي إلى الخلية لتنتج بروتينات.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، أوغور شاهين: "نراجع مواقع التصنيع ونتفاوض مع الشركاء المحتملين في البلدان التي لديها صناعات لقاحات قائمة مثل جنوب أفريقيا، السنغال، مصر، المغرب، وتونس".
وأوضح شاهين أن "مشروع الشركة الجديد يهدف إلى إنتاج لقاح عالي الفعالية من الريبوزي المرسال، لتشكيل مناعة وقائية دائمة للوقاية من الملاريا والقضاء عليها في نهاية المطاف"، قائلا إن التجارب السريرية لكلا اللقاحين يجب أن تبدأ العام المقبل.
ولقاحات كوفيد-19 هي أولى اللقاحات التي تستخدم تقنية "mRNA" رغم أن العلماء كانوا يدرسونها منذ عقود لعلاج أمراض مثل السرطان، ومع ثبوت فعاليتها، زادت إمكانية استخدامها لإنشاء علاجات يمكن أن تغير طريقة علاج السرطان وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) وأمراض أخرى.
وأشار شاهين إلى أن الشركة الألمانية أنشأت قسما مخصصا للأمراض المعدية وتخطط للإعلان عن المزيد من مشاريع اللقاحات للحالات الأخرى.
ويأتي ذلك بعد أشهر من الجدل حول كيفية معالجة النقص في لقاحات كورونا في القارة الأفريقية، والذي ظهر بعدما اشترت الدول الغنية معظم الجرعات المتاحة والعديد من الحكومات.
وكانت الولايات المتحدة قد حثت "بيونتيك" وغيرها من الشركات المصنعة تقديم براءات اختراعها لتمكين الإنتاج الضخم في البلدان النامية، بينما عارض شاهين ذلك قائلا: "التخلي عن براءات الاختراع لا ينتج اللقاحات".
الحرة