مفاوضات فيينا وحرب الخطوط الخلفية
منذ توقف مفاوضات فيينا بين الولايات المتحدة الأمريكية وايران بعد الجولة السادسة وموقف البلدين على أرض الواقع يتعقّد ، حيث قامت القوات الأمريكية بقصف مواقع الفصائل العراقية المدعومة إيرانيا في منطقة القائم والبو كمال في سوريا، وكان ذلك كرد فعل أمريكي على قصف القواعد الامريكية من قبل تلك الفصائل على مدار الأشهر الماضية في العراق وشماله في مطار اربيل،وما زاد الطين بلة، هو العرض العسكري الذي قامت به قوات الحشد الشعبي العراقي والذي تضمن طائرات مُسيَّرة والتي قلبت بشكل كامل خط التفكير الأمريكي نحو الدخول في الجولة السابعة من مفاوضات فيينا والتفكير بشكل جدي حول فرض عقوبات على الكيانات الإيرانية التي تستورد قطع الطائرات المسيرة مع العلم أن هذه العقوبات يصعب تطبيقها بسبب سهولة تجميع معدات تلك الطائرات بطرق ملتوية ، وهذا العرض العسكري والقصف الأمريكي تبعه اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي مع الرئيس الامريكي جو بايدن لمتابعة جولات الحوار الاستراتيجي، والذي نتج عنه إعادة انتشار القوات الأمريكية لتكون مهامها تدريبية واستشارية.
عدم الدخول في جولة سابعة من المفاوضات أدى الى إنشاء حرب خطوط خلفية لكنها متوازية ،خط قصف اسرائيل وهو الهلال البري (سوريا)، وخط قصف ايران هو الهلال البحري (بحر العرب).حيث بدا أن خط قصف اسرائيل في سوريا لا يثير غضب العالم المهتم بالنفط ،بينما خط قصف إيران للسفن يثير غضب العالم لأنه خط نفط ويؤثر على مصالح أوروبا وأمريكا واليابان والصين ودول أخرى .
بعد كل هذا ،يتبادر لدينا سؤال: لماذا تنتظر امريكا وماذا تعد لإيران؟!!! ، فمن خلال توقيع الاتفاق تخسر امريكا الأمن ،وبدونه أيضا تخسر الأمن ، ودخولها في حرب مع إيران تساعد صعود الصين في الفجوة الحاصلة، وتخسر الولايات المتحدة اقتصادها.صدقا، لا ينقص الوضع الراهن الا المفاجآت التي تعتمد على التصعيد بين إسرائيل وإيران، ولا يوجد خطة بديلة أمريكية لحد الآن تجاه ايران، اعتقد ان عودة أمريكا للإتفاق النووي فيه تنازل كبير من قبل أمريكا، وإن وقّعت الإتفاق ستكون مضطرة لذلك.وعدم تنازل ايران هو تجارة عسكرية على حساب قوت شعبها، واستمرار إسرائيل وإيران بإعتماد حرب الخطوط الخلفية بدون نتيجة يضع المنطقة تحت رحمة الاحتمالات الصادمة.