وباء وحرائق وفيضانات.. هل نحن أمام تغير مناخي ينبئ بنهاية العالم؟!
وكالات - بعد نحو عامين على ظهور فيروس كورونا وما تسبب به من وفاة أكثر من (4) مليون شخص، يشهد العالم هذه الأيام العديد من الحوادث الكبرى الناجمة عن التغيّر المناخي، ومنها الحرائق والفيضانات التي اجتاحت عدة دول وقضت على مساحات خضراء واسعة، بعد فصل شتاء شحّت فيه الأمطار وتراجعت بسبب ذلك غلّات المحاصيل بنسبة وصلت إلى 64% في مناطق المتوسط.
وقالت مسودة تقييم وضعتها الأمم المتحدة أن منطقة المتوسط تعد "مركز التغير المناخي"، إذ ستشهد موجات حر غير مسبوقة وجفاف وحرائق ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، فيما يُنذر التقرير بتداعيات مستقبلية للتلوث الكربوني الناجم عن الحرائق، ستنعكس على المنطقة خلال الفترة القادمة.
وجاء في التقييم أن "دواعي القلق تشمل مخاطر على صلة بارتفاع منسوب البحر وخسارات في التنوع الإحيائي البري والبحري ومخاطر مرتبطة بالجفاف وحرائق الغابات وتغير دورة المياه وإنتاج الغذاء المعرض للخطر والمخاطر الصحية في المستوطنات الحضرية والريفية جراء الحرارة الشديدة وتبدل ناقلات الأمراض".
وتتوقع المسودة أن ترتفع درجات الحرارة في أنحاء المتوسط أسرع من المعدل العالمي في العقود القادمة، ما يهدد قطاعات الزراعة والثروة السمكية والسياحة التي تعد حيوية للغاية. فيما سيواجه عشرات ملايين السكان الإضافيين خطرا متزايدا جراء شح المياه والفيضانات والتعرض لدرجات حرارة شديدة قد تكون مميتة، بحسب التقرير.
حرائق حول العالم
وتواصل اندلاع الحرائق في منطقة شرق المتوسط من تركيا إلى اليونان وإيطاليا وصولا لبعض الولايات بأمريكا والمغرب في واحدة من أسوأ الكوارث البيئية على الإطلاق، والتهمت حرائق الغابات الأخضر واليابس، وامتدت لتشمل أغلب قارات العالم. فيما يؤكد خبراء أن حرائق الغابات تأتي كظاهرة ضمن العديد من الظواهر الطبيعية الكارثية التي نتجت عن تغير المناخ خلال العقود الماضية.
والتهمت حرائق الغابات خلال الأيام الأولى لشهر أغسطس/آب الحالي قرابة 250 ألف فدان على طول السواحل التركية على البحر المتوسط وبحر إيجة، في كارثة هي الأسوأ على تركيا منذ عقود، لكن هذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها العالم مثل هذه الكارثة؛ خلال السنوات القليلة الماضية، وأشهر الأمثلة كان لا شك حرائق ولاية كاليفورنيا الأميركية عام 2018 التي التهمت قرابة مليونَيْ فدان، بعدها بعام كانت حرائق الأمازون التي التهمت المساحة نفسها تقريبا، بينما التهمت حرائق غابات أستراليا في العام نفسه نحو 12 مليون فدان، ما جعلها مركز اهتمام إخباري عالمي لأسابيع طويلة.
ويقول خبراء أن ما يصاحب موجة ارتفاع الحرارة الحالية من كوارث طبيعية هو مجرد إنذار مبكر من الطبيعة لما يمكن أن يحدث من كوارث أبشع في المستقبل القريب، وذلك إن لم يتغير السلوك البشري الذي لا يزال يقع على عاتقه مسؤولية الحد من هذه الظاهرة.
ويرى جوش سيجل، الخبير في شؤون البيئة والمناخ، أن العالم: "أصبح بإمكانه الآن رؤية ماهية التغير المناخي بوضوح أكثر من أي وقت مضى". مشيراً إلى أن موجة حرائق الغابات المندلعة شرقاً وغرباً هي إحدى تداعيات التغير المناخي.
وأردف خبير الشؤون البيئية: "كنا نتحدث في الماضي عن تحقيق النتائج من خلال رؤية عام 2050، لكن ما نشهده الآن يحتّم علينا التحرك سريعاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
وأكد سيجل أن تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة هو أول الخطوات التي ينبغي اتباعها، وذلك باعتبارها المسبب الأول في ظاهرة الاحتباس الحراري التي تكاد تودي بكوكب الأرض، على حد تعبيره.
نهاية العالم
يقولون: إن وحيد قرن مسكين يموت في كينيا، ترتفع الحرارة فيسقط أحد عُمّال البناء مغشيا عليه في إحدى القرى السورية، يهرب مجموعة من المراهقين العراقيين من القرية لمدينة البصرة لأن الجفاف حل على الأنهار ودمَّر حياتهم، يختنق رجل سبعيني العمر في مدينة تركية بسبب الدخان الشديد، يبيع الناس في ولاية كاليفورنيا مساكنهم بأسعار أقل لأن مستوى الماء يرتفع، يشتري الناس في مدينة راجشاهي البنغالية الطعام بسعر أكبر من المعتاد لأن المناخ يؤثر على كمِّ الإنتاج الزراعي، رف الفواكه خالٍ في مدينة خليجية لأن حركة الاستيراد متوقِّفة منذ أيام بسبب عاصفة جديدة غير مسبوقة، كل شيء مرتبط، كلنا -نحن البشر- نواجه شيئا جديدا تماما، نتعرَّف إليه يوما بعد يوم مع تلك الأحداث الاستثنائية ونطرح أسئلة من نوعية "ما الذي يحدث هنا؟" ونحن في دهشة وعجب، إنه التغير المناخي وقد حضر.
نهاية العالم المناخية، مصطلح ولّد 7610.000 زيارة لمحرك البحث، "غوغل”، كل 0.58 ثانية، وله جمهور مثلما لها أتباع أقوياء ومنتقدون أقوياء.
وتُظهر بعض عمليات البحث في "غوغل” أكثر المصادر عن الهلاك والكآبة إدهاشاً. وعلى سبيل المثال، يشير "تقرير الأمم المتحدة المسرب حول المناخ: نهاية العالم تقريبًا هنا… الأسوأ لم يأت بعد….” إلى "المسودة المسربة” مؤخرًا لتقرير المناخ الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، التي يُزعم أنها تعلن: "ثمة تحذير رهيب من أننا بتنا على أعتاب تدمير كوكب الأرض بفضل الأخطار التي لا تعد ولا تحصى لتفاقم تغير المناخ”.