90 % من حالات التهاب الكبد الوبائي "سي" قابلة للعلاج في غضون شهرين
يُعدّ التهاب الكبد من النوع "سي" (C) الأكثر شيوعا وفتكا من بين أنواع التهاب الكبد، وحسب الدكتور عمر مسعود رئيس قسم أمراض الكبد في مستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة، فإن التحدي يكمن في أن معظم الناس لا يدركون أنهم مصابون به؛ نظرا لعدم ظهور أي أعراض عليهم في كثير من الأحيان، مما يستدعي إجراء الفحوص المخبرية للكشف عن المرض وعلاجه.
وأضاف مسعود أن عدم سعي المصابين بالتهاب الكبد الوبائي للحصول على العلاج قد يُعرضهم لخطر الإصابة بأمراض الكبد الشديدة أو سرطان الكبد أو الحاجة إلى زرع الكبد أو حتى الوفاة، مشيرا إلى فوات الأوان -في الأغلب- عند سعيهم لعلاج تليّف الكبد الذي قد يصيب المرضى جرّاء الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي وقت ظهور الأعراض لديهم.
ويعيش نحو 325 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مصابين بأحد 5 أمراض كبد وبائية، بينهم 71 مليون شخص يعيشون مع التهاب الكبد "سي"، الذي يُعدّ الأسهل في العلاج، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ويُصاب الأشخاص غالبا بالتهاب الكبد الوبائي "سي" نتيجة ممارسات غير آمنة في الحقن أو الرعاية الصحية.
أدوية مضادة للفيروسات
ويمكن للأدوية المضادة للفيروسات أن تعالج نحو 95% من حالات الإصابة بالتهاب الكبد "سي"، ولكن يعيش العديد من المصابين بالمرض في البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط، في مواجهة تحديات تتعلق بالتشخيص والعلاج. وتهدف منظمة الصحة العالمية إلى تقليل الإصابات الجديدة بالتهاب الكبد الوبائي بنسبة 90% والوفيات بنسبة 65% بحلول عام 2030.
ويؤكد "التحالف العالمي لالتهاب الكبد الوبائي" أن 80% من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد "سي" لا يدركون إصابتهم بالمرض، كما يؤكّد أن شخصا في مكان ما حول العالم يُتوفّى كل 30 ثانية بسبب مرض متعلق بالتهاب الكبد.
وأكد الدكتور مسعود أن علاج التهاب الكبد الوبائي "سي" تحسن كثيرا خلال السنوات الخمس الماضية، قائلا إن أكثر من 90% من حالات الإصابة بهذا المرض "قابلة للشفاء في غضون شهرين إلى 3 أشهر".
وأضاف "لم يعد مرضى التهاب الكبد بحاجة إلى الحقن؛ إذ يمكنهم فقط تناول كبسولات بسيطة وسهلة وآمنة ذات آثار جانبية قليلة خفيفة أو من دون أي أعراض جانبية على الإطلاق".
وتوجد حاليا لقاحات مضادة للنوعين "إيه" و"بي" من التهاب الكبد الوبائي، وكلا النوعين يمكن علاجه بالأدوية.
تحديات تواجه الحوامل
كذلك سلّط الدكتور مسعود الضوء على التحديات التي تواجه الحوامل المصابات بالتهاب الكبد، لا سيما التهاب الكبد "بي" و"سي"، موضحا أن الأمهات المصابات بالتهاب الكبد "بي" ينقلنه دائما إلى أطفالهن. وانتهى إلى القول "يجب تشخيص ومعالجة الحوامل المصابات بالتهاب الكبد "بي" لتقليل احتمالية نقلهن المرض إلى أطفالهن، ويجب تطعيم أطفالهن.
أما الأمهات المصابات بالتهاب الكبد "سي"، فاحتمال نقل الفيروس إلى أطفالهن لا يتجاوز 5%، وفي هذه الحالة سيحتاج الأطفال لتلقي العلاج".
المصدر : وكالة الأنباء الألمانية