غارديان: على قادة العالم الانتباه للتحذير المخيف الذي وجهه علماء المناخ
تقول صحيفة غارديان البريطانية (The Guardian) إن العلم لا لبس فيه، والنتائج واضحة، لم يعد هناك مجال للمناورة أو التأخير أو التسويف في التعامل مع أزمة المناخ التي تقع مسؤولية معالجتها على عاتق هذا الجيل.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحية لها أن التقرير السادس للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC) نُشر على خلفية متوهجة من السماء البرتقالية، حيث اجتاحت حرائق الغابات الشاسعة مناطق عديدة بالعالم.
وقالت بعد 8 سنوات من إعداد التقرير، الذي كتبه علماء المناخ الرائدون في العالم، ووافقت عليه 195 حكومة، أكد التقرير معنى الدليل المعروض أمام أعيننا، الأثر التراكمي للنشاط البشري منذ الثورة الصناعية يسبب بشكل لا لبس فيه سرعة تغيرات كارثية في المناخ. لقد وصل المستقبل الذي توقعه علماء البيئة بقلق، عندما أصدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تقريرها الأول قبل 3 عقود.
وحذرت من أنه ومن دون خفض سريع في غازات الاحتباس الحراري خلال العقد المقبل، لن يتحقق طموح اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية، قائلة إن ثمن الفشل سيكون عالما عرضة للآثار المتسارعة التي لا رجعة فيها للاحترار العالمي، ستكون هناك فيضانات أسوأ في كثير من الأحيان، وموجات حر أكثر فظاعة وتواترا، وحالات جفاف مدمرة ومتكررة.
ومضت الصحيفة البريطانية تقول إن العلم لا يقبل الجدل، لكن غير المؤكد هو أن الإرادة السياسية للعمل على وفق ما يقتضيه تقرير العلماء، قد تتوفر للبشرية حاليا، مضيفة أن عبء المسؤولية الهائل يقع الآن على عاتق هذا الجيل من القادة حيث تجد البشرية نفسها في مفترق طرق.
وأشارت إلى أن الإجراءات المتخذة أو المتخلفة خلال السنوات العشر القادمة ستحدد معالم المستقبل الممكن للأجيال القادمة.
ولاحظت الصحيفة أن الخطاب الأخضر في جميع أنحاء العالم لا يزال يُترجم إلى صنع السياسات بوتيرة بطيئة قاتلة. فقد التزمت الصين بهدف صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2060، لكنها تواصل بناء محطات طاقة تعمل بالفحم في الداخل والخارج، كما أن كبار الدول المسببة لانبعاثات الكربون مثل روسيا والهند، رفضت الموافقة على هدف 1.5 درجة مئوية في قمة أبريل/نيسان الماضي التي عقدها الرئيس الأميركي جو بايدن.
وفي بريطانيا، أشارت إلى تأجيل نشر إستراتيجية "صفر انبعاثات ضارة"، المقرر في الربيع المنصرم، إلى الخريف المقبل وسط مخاوف من التكلفة المحتملة، قائلة إن بعض أعضاء حزب المحافظين في بريطانيا يضغطون من أجل انتقال أبطأ، بناء على الافتراض الخاطئ بأن الأسر الفقيرة ستتحمل عبء التغيير بشكل غير متناسب.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن جائحة كورونا علمتنا أنه يمكن مواجهة أكثر التحديات صعوبة من قبل القادة السياسيين الذين يدركون أن الأوقات الاستثنائية تتطلب تدابير استثنائية.
المصدر : غارديان+ الجزيرة