القواعد الشعبية للرضاعة الطبيعية.. لها أصل علمي أم خرافة؟

عندما يتعلق الأمر بالرضاعة الطبيعية، فإن نصائح الأمهات والجدات والأقارب من مختلف الدرجات لا تنضب.

نصائح -يمكن أن نطلق على معظمها "خرافات متوارثة"- لا تمت للواقع أو العلم بشيء، بل قد تشكل فخا يهدد الأم الجديدة، التي لا تسعى إلى البحث أو القراءة أو حتى استشارة المتخصصين، وتعتمد على نصائح الجدات المتوارثة باعتبار كل النساء تلد وترضع ولا جديد في الأمر.

 
يشير المتخصصون إلى عدد من الخرافات الشائعة عن الرضاعة الطبيعية والحقيقة بشأنها، ومن أبرزها:

الرضاعة الطبيعية سهلة
يعتقد كثير من الأمهات أن الرضاعة الطبيعية أمر سهل وفطري، ولا تحتاج إلى التعلم أو بذل المجهود، وهو اعتقاد خاطئ.

وفقا لـ"منظمة اليونيسيف" (Unicef) تحتاج العديد من الأمهات إلى دعم عملي فيما يتعلق بوضعية أطفالهن عند الرضاعة الطبيعية، والتأكد من أنهم ملتصقون بالثدي بشكل صحيح. وتستغرق الرضاعة الطبيعية وقتا وممارسة لكل من الأمهات والأطفال حتى يعتادوا عليها بشكل صحيح.

آلام الثدي عند الرضاعة
تشعر العديد من الأمهات بعدم الراحة في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة عندما يتعلمن الرضاعة الطبيعية.


ولكن مع الدعم المناسب، ووضع الطفل للرضاعة الطبيعية والتأكد من أن الطفل ملتصق بشكل صحيح بالثدي، يمكن تجنب التهاب الحلمات.

غسل الثدي قبل الرضاعة الطبيعية
على عكس الشائع، ليس من الضروري غسل الحلمتين قبل الرضاعة الطبيعية، عندما يولد الأطفال، يكونون بالفعل على دراية بروائح وأصوات أمهاتهم.

تفرز الحلمتان مادة يشمها الطفل وتحتوي على "بكتيريا جيدة" تساعد على بناء جهاز مناعة الطفل الصحي مدى الحياة، بحسب منظمة اليونيسيف.

الرضاعة المتكررة لا تعني الحصول على الحليب الكافي
"إذا كان الطفل يرضع كثيرا، فهذا يعني أنه لا يحصل على ما يكفي من الحليب"، ذلك الاعتقاد خاطئ تماما، فنتيجة لسهولة هضم حليب الثدي، يصبح الأطفال عموما أكثر جوعا في وقت أسرع مما لو كانوا يرضعون حليبا صناعيا، بحسب ما جاء في موقع "ويب ميد" (Webmd). ومن المناسب للطفل الرضيع أن يأكل كل ساعتين إلى 3 ساعات.

لا يوجد دليل على أنه من الصعب التوقف عن الرضاعة الطبيعية بعد عام واحد (الألمانية)
الراحة في أثناء الرضاعة تساعد في إنتاج المزيد من الحليب
الحقيقة أنه كلما زادت مرات الرضاعة، زاد الحليب الذي ينتجه الثدي. في حديثها مع "ويب ميد"، تؤكد كاتي ليبينغ -مديرة شركة منظمة لموارد الرضاعة الطبيعية- أن تغيير جدول الرضاعة المعتاد من أجل "إراحة" الثدي قد يقلل في الواقع من إدرار الحليب.

ويجب أن ترضع الأم طفلها ما لا يقل عن 10 أو 9 مرات في اليوم لضمان إنتاج الحليب.

تناول الأطعمة الخفيفة فقط في أثناء الرضاعة الطبيعية
تعد تلك أسطورة مستمدة من فكرة أن الأطعمة ذات النكهة الحارة والقوية ستنتقل عبر حليب الثدي وتزعج الطفل. ولكن الحقيقة أن الحليب لا يتأثر بنوعية الطعام، فيمكن للأم أن تأكل ما تشاء في أثناء الرضاعة الطبيعية.


وفي الواقع، الأطفال الذين يتعرضون لنكهات مختلفة في الرحم أو في أثناء الرضاعة أكثر عرضة للإعجاب بهذه النكهات عند الفطام.

أنت أمٌ سيئة إذا لم ترضعي طفلك طبيعيا
تشعر كثير من الأمهات بالذنب لعدم إرضاع الطفل بشكل طبيعي، ودائما ما يلقى عليها اللوم من المحيطين بها.

وتوفر الرضاعة الطبيعية فوائد كبيرة للأم والطفل، إلا أن بعض النساء ليس في استطاعتهن الرضاعة الطبيعية لأسباب مختلفة.

هذا لا يجعل أي أم تكمل الرضاعة الطبيعية بالحليب الاصطناعي -أو حتى تعتمد كليا على الحليب الصناعي- أمًا سيئة، وأهم شيء هو تزويد الطفل بالعناصر الغذائية التي ستساعده على النمو بشكل كبير وقوي.

الحليب لا يتأثر بنوعية الطعام، ويمكن للأم أن تأكل ما تشاء في أثناء الرضاعة الطبيعية (بكساباي)
حجم الثدي لا علاقة له بإنتاج الحليب
خرافة شائعة تقول إن حجم الثدي يرتبط بكمية إنتاج الحليب، لكن الحقيقة -وفقا لما جاء في تقرير على موقع "بارينتس" (Parents)- هي أن أنسجة الثدي اللازمة للإرضاع تنمو استجابة للحمل بغض النظر عن حجم الثدي، حيث تؤكد في ذلك التقرير المتحدثة باسم الرابطة الدولية لاستشاريي الرضاعة، جوديث لويرز، أن قنوات الحليب توجد في هذا النسيج الوظيفي، وليس الأنسجة الدهنية المسؤولة عن حجم الثدي، لذا فإن الثدي قادر على إنتاج الحليب الكافي للطفل سواء كان حجمه كبيرا أو صغيرا.

حليب الأم الخفيف لا يحتوي على الحديد
يعد ذلك اعتقاد خاطئ لدى الكثير من الأمهات، حيث يحتوي حليب الثدي على كمية الحديد والعناصر الغذائية المثالية للطفل.


ويحصل الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية حصرية على ما يكفي من الحديد من لبن الأم لتستمر خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم.
 
الرضاعة الطبيعية هي الدواء المثالي للطفل المريض؛ حيث توجد عوامل في حليب الثدي تحمي جهازه الهضمي وتساعد على محاربة المرض، كما يوفر حليب الأم السوائل اللازمة لمنع الجفاف.

الرضاعة الطبيعية تساعد الطفل على الراحة والشفاء من العديد من الأمراض في بداية حياته.

من الصعب فطام الطفل بعد بلوغه أكثر من عام
لا يوجد دليل على أنه من الأصعب التوقف عن الرضاعة الطبيعية بعد عام واحد، ولكن هناك دليل على أن الرضاعة الطبيعية لمدة تصل إلى عامين مفيدة لكل من الأمهات والأطفال.

المصدر : مواقع إلكترونية