توجه لزيادة مخصصات القطاع السياحي في البلقاء
يعكس ادراج مدينة السلط على قائمة التراث العالمي عمق الثراء والتنوع التاريخي الذي تزخر به المدينة التي تشكل همزة وصل بين العراقة والحداثة والتي أسفرت عن مزيج فريد للحضارة الانسانية يعزز من مكانة المملكة على خارطة السياحة العالمية.
وكانت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، قررت خلال دورتها الرابعة والأربعين المنعقدة في الصين افتراضيا، الموافقة على إدراج مدينة السلط "مدينة التسامح والضيافة الحضارية" على قائمة التراث العالمي.
وقال القائمون على هذا الملف إن ادراج المدينة على قائمة التراث العالمي يعتبر فرصة لاستثمار هذا لإنجاز على أرض الواقع من خلال مشاريع سياحية وتنموية لاستغلال طاقات الشباب واحداث نقلة نوعية للسياحة في السلط.
واكدوا ضرورة ان تعمل وزارة السياحة على وضع خطة مدروسة لاستثمار هذا الانجاز وأعداد برنامج خاص بالسلط للترويج لها على وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي عالمياً، والتواصل مع شركات السياحة الدولية لتكون السلط جزءاً من برامجهم الترويجية وضمن الأماكن التي يزورها السياح من مختلف الدول.
بدوره، أكد محافظ البلقاء نايف الحجايا أهمية تعظيم هذا الانجاز والمحافظة عليه من خلال استغلال الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها مدينة السلط التي تتميز بالكثير من الخصائص التي لا توجد في كثير من المدن الأخرى، مثل الطراز المعماري لمبانيها التراثية والعيش المشترك بين سكانها وكرم الضيافة والعادات والتقاليد الحميدة التي ترحب بالضيف والتي يجب إبرازها وتوظيفها بالشكل الصحيح ووضعها في المكانة التي تستحقها.
ودعا الحجايا إلى انشاء مشاريع سياحية توفر فرص عمل للشباب مما ينعكس تنموياً على المدينة والمناطق المجاورة لها، لافتاً إلى أن محافظة البلقاء بمناطقها تتمتع بخصائص سياحية وجغرافية ومناخية تجعل منها نقطة جذب على مدار العام سواء محليا أو عالميا.
من جهتها، أكدت مديرة وحدة ادارة مشاريع التطوير في السلط منسقة عمل الملف المهندسة لينا صالح ابو سليم أهمية تنفيذ خطوات على أرض الواقع لاستثمار هذا الانجاز لمدينة السلط من خلال جهود تقودها بلدية السلط بالتعاون مع وزارة السياحة والمؤسسات الأهلية في المدينة وترجمة هذا النجاح العالمي بما ينعكس إيجابا على المدينة واهلها سواء من حيث البنية التحتية وتطويرها وإقامة المشاريع من قبل القطاع الخاص بدعم حكومي.
وأشارت إلى أهمية تشغيل الشباب والشابات وتنفيذ الآليات المحددة ضمن خطة ادارة الموقع المسجل تتضمنها خطة عمل لإدارة هذا الموقع من خلال برامج ومحاور مثل ترميم المباني التراثية وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية التراث والمحافظة عليه ودعم المجتمع المحلي بهذا الخصوص وبناء القدرات المؤسسية للعاملين بهذا المجال وتنفيذ خطة ادارة السياحة في المدينة وتنفيذ مشاريع الترميم والتأهيل والتشغيل للمباني التراثية ضمن الموقع.
وقال رئيس مجلس محافظة البلقاء موسى العواملة، ان قرار ادراج مدينة السلط على قائمة التراث العالمي يعتبر قرارا تاريخيا وضع المدينة على الخارطة العالمية وعزز تواجد الأردن دولياً كمركز سياحي وتراثي يحوي العديد من المواقع التي تحظى باعتراف عالمي، مؤكداً ضرورة استثمار هذا الانجاز في ايجاد مشاريع توفر فرص عمل لأبناء المدينة وتحدث نقلة في تنمية المدينة سياحيا واقتصاديا.
وبين العواملة، أنه تم تشكيل لجان من قبل وزارة السياحة والاثار لمتابعة واستثمار هذا الانجاز على ارض الواقع، لافتا الى انه يوجد توجه من قبل مجلس المحافظة لزيادة مخصصات القطاع السياحي في محافظة البلقاء في العام المقبل لدعم هذا القطاع واتاحة الفرصة للاستثمار بشكل اوسع.
وبين نائب محافظ البلقاء متصرف السلط ورئيس لجنة بلديتها علي البطاينة، أن الجهود الكبيرة التي بذلت بهذا الملف قد اتت اؤكلها وهو نجاح يجب أن نبني عليه في المستقبل سياحياً وتنموياً من خلال انشاء ودعم المشاريع السياحية لتقديم افضل الخدمات للسياح وتوفير فرص عمل لأبناء المدينة.
وأكد رئيس بلدية السلط الكبرى السابق المهندس خالد الخشمان، أن تسجيل مدينة السلط على قائمة التراث العالمي أدى إلى اظهار المدينة عالمياً ما يؤدي الى زيادة عدد الزائرين وتنشيط الحركة السياحية والذي يتطلب توسيع الاستثمار في القطاع السياحي والتشبيك مع الجهات السياحية والمواقع العالمية ووسائل التواصل والمواقع الاخبارية لترويج المدينة سياحيا وضرورة فتح المشاريع المتعلقة بالفنادق واعطاء الرخص المنزلية للسيدات العاملات في قطاع السياحة والحرف اليدوية والانتاج الغذائي والسعي الى تسويق هذه المنتجات وفتح المحلات الخاصة ببيع الهدايا التذكارية والحرف اليدوية ودعم تدريب شباب المدينة لاستقبال السياح وتقديم خدمة الدلالة السياحية وتنويع المنتج السياحي.
وقال، انه لأول مرة في الاردن يتم تسجيل موقع تراثي حضري كمدينة السلط تحت عنوان "مدينة التسامح والضيافة الحضرية"، وهذا تتويج لمسيرة ممتدة من النهج المميز لأهلها والعيش المشترك بين مكوناتها والمسؤولية الاجتماعية سواء من خلال طريقة عيش سكانها وعاداتهم التي حافظوا عليها ، أو الجانب المادي بمبانيها التراثية وطبيعتها الجغرافية.
وقال مدير سياحة البلقاء المهندس ايمن ابو جلمة، إنه يجب البناء على هذا الانجاز من خلال الاستثمار في المباني التراثية واستغلال الفارغ منها التي يبلغ عددها 657 من المباني وسط المدينة، لافتا الى ضرورة ان تحظى باهتمام من القطاعين الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني وحتى أصحاب هذه المباني التي سيزيد تقديرهم لها باعتبارها ارث عالمي.
(بترا - امجد العواملة)