أفغانستان.. طالبان تعد بتشكيل حكومة تشمل نساء واتصالات دولية حثيثة لتنسيق المواقف من الحركة

كشف مسؤول في حركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان عن وجود اجتماعات تشاورية بين قادة الحركة ومسؤولين من الحكومة السابقة لتشكيل حكومة جديدة، فيما تتواصل الاتصالات الدولية لتنسيق المواقف من الحركة.

وأفاد المسؤول بأن الحركة ستعرض على بعض أفراد النظام السابق تولي مناصب في الحكومة الجديدة التي قال إن النساء سيكون لهن دور فيها.

اقرأ أيضا
فورين بوليسي: بعد كارثة أفغانستان.. 6 خطوات عملية لاستعادة مصداقية الولايات المتحدة
أفغانستان.. مؤشرات اقتصادية دالة وتحديات تواجه طالبان
مقال في نيويورك تايمز: طالبان ظفرت بالجائزة الاقتصادية الكبرى
وبحث الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي ورئيس مجلس المصالحة عبد الله عبد الله ترتيبات نقل السلطة وتطورات الوضع في البلاد مع عدد من الأحزاب الأفغانية.

ويأتي هذه الاجتماع بعد لقاء أنس حقاني المسؤول في طالبان والقيادي البارز في شبكة حقاني مع كرزاي وعبد الله عبد الله.

من جهته، قال الناطق باسم مكتب حركة طالبان سهيل شاهين -في مقابلة مع شبكة التلفزيون العالمية الصينية الحكومية- إن المحادثات جارية لتشكيل حكومة تضم كل الأطياف في أفغانستان.

وأضاف أنه من الممكن الحديث عن حكومة أفغانية لا تقصي أحدا تنضم إليها بعض الشخصيات. وبهذا الصدد تجري المشاورات.


وأكد شاهين أن بإمكان الصين المساهمة في جهود التنمية بأفغانستان في المستقبل.

وكانت حركة طالبان دعت الأئمة في أفغانستان إلى الحث على الوحدة في أول صلاة جمعة بعد سيطرتها على البلاد، وعلى عدم المغادرة، وذلك مع امتداد الاحتجاجات ضد الحركة إلى مزيد من المدن أمس الخميس، بما فيها العاصمة كابل.

تشغيل الفيديو
تنسيق دولي
على الصعيد الدولي، شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -خلال مباحثات هاتفية أجراها أمس الخميس مع كل من الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي- على ضرورة أن يكون هناك "تعاون دولي وثيق" بشأن الأزمة في أفغانستان، بحسب ما أعلن الإليزيه.

ووفقا لبيان الإليزيه؛ فقد اتّفق ماكرون وبايدن "على تعزيز عملهما المشترك في المجالين الإنساني والسياسي وفي مجال مكافحة الإرهاب خلال الأيام المقبلة، ولا سيما في إطار مجموعة السبع" التي ستعقد قمة الأسبوع المقبل لبحث الملف الأفغاني.

وقبيل مكالمته مع بايدن، أجرى ماكرون مكالمة مماثلة مع بوتين استمرت أكثر من ساعة ونصف، وناقش خلالها الرئيسان بشكل خاص "التوقّعات ذات الأولوية في ما يتعلق بحركة طالبان" التي استولت على السلطة في كابل.

وأوضح البيان أن في صدارة ما يتوقعه المجتمع الدولي من الحركة الإسلامية المتشددة هو "مكافحة تهريب المخدرات والأسلحة ومقاطعة الحركات الإرهابية الدولية واحترام حقوق المرأة".

وكان كليمان بون -مساعد وزير الخارجية الفرنسي للشؤون الأوروبية- نفى وجود أية اتصال سياسي أو تهاون أو تواطؤ مع حركة طالبان.

وجاء ذلك بعد يوم من انتقادات طالت وزير الخارجية الفرنسي بعد تعبيره عن أمله في رؤية تشكيل حكومة طالبان من ألوان الطيف السياسي في أفغانستان.

في الأثناء، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب -بعد اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع- إن دول المجموعة ستعمل على دعم تسوية سياسية شاملة في أفغانستان.

وأضاف أنهم طالبوا بأن تضمن طالبان ألا تحتضن أفغانستان أي تهديد للأمن الدولي.

وأوضح راب أن الوزراء عبروا عن قلقهم العميق بشأن تقارير عن أعمال انتقامية عنيفة في بعض الأماكن بأفغانستان.

وأضاف أن وزراء خارجية دول مجموعة السبع أكدوا أهمية استمرار طالبان في احترام تعهداتها بحماية المدنيين، كما أشار إلى دعوة وزراء خارجية المجموعة المجتمع الدولي إلى التوحد من أجل مهمة مشتركة هي تفادي التصعيد في أفغانستان.

بدوره، أعرب وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر عن اعتقاده أن إجراء بلاده محادثات مع حركة طالبان هو الأمر الصائب الذي ينبغي فعله. وقال إنه من خلال مثل هذه المحادثات يمكن تحقيق شيء للشعب الأفغاني.

تشغيل الفيديو
دعم المبادرة القطرية
في المقابل، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه مستعد للتحدث شخصيا مع حركة طالبان عندما يتضح مع من يجب أن يتحدث ولأي غرض.


وأكد غوتيريش أن المنظمة الدولية تتبع المبادرة القطرية وتدعمها، وأنه يأمل أن تكون هناك طريقة لتشكيل حكومة شاملة في أفغانستان.

وأوضح المسؤول الأممي -أمس الخميس- أن رغبة حركة طالبان في الحصول على اعتراف دولي هي عنصر القوة الوحيد لدى مجلس الأمن للضغط من أجل تشكيل حكومة تضم كل الأطراف واحترام الحريات وخاصة حريات النساء في أفغانستان.

وأشار غوتيريش للصحفيين أنه ناقش هذا الأمر مع أعضاء المجلس الذي يضم 15 دولة في اجتماع مغلق يوم الاثنين الماضي وحثهم على البقاء متحدين.

أما الصين، فقال وزير خارجيتها وانغ يي إن على المجتمع الدولي دعم أفغانستان بدلا من الضغط عليها خلال مرحلة تشكيل الحكومة.

وبحسب بيان لوزارة الخارجية الصينية – أمس الخميس- أجرى وانغ اتصالا هاتفيا مع نظيره البريطاني دومينيك راب بشأن التطورات في أفغانستان.

وأكد وانغ خلال الاتصال أن على المجتمع الدولي تشجيع أفغانستان وتوجيهها بطريقة إيجابية، بدلا من ممارسة المزيد من الضغوط عليها.

وفي هذا السياق، أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إمكانية تواصل أنقرة مع الحكومة التي ستشكلها حركة طالبان في أفغانستان، بغية تحقيق الأمن والاستقرار في ذلك البلد.

جاء ذلك في خطاب ألقاه أردوغان أمس عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة التركية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

المصدر : الجزيرة + وكالات