أصل فيروس كورونا.. مسؤول يتوقع مصير "تقرير سري أميركي"

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية كانوا على خلاف بشأن تقديم شكوى رسمية ضد الصين حول تفشي فيروس كورونا، بعد أن أصدر مسؤول كبير في الوزارة تقييما يشير إلى فرضية تسرب الفيروس من مختبر.

وقالت الصحيفة إن التقرير الاستخباراتي الذي أمر به الرئيس الأميركي، جو بايدن، وكان مقررا أن يتسلمه الثلاثاء، يسلط الضوء على "التحدي" الذي تواجهه إدارته في الحصول على معلومات من بكين بشأن أصل الفيروس وهي القضية التي كانت مثار مناقشات عديدة بين الوكالات الأميركية ولم يتم التوصل إلى نتائج "قاطعة" بشأنها.

وأشار مسؤولو الإدارة إلى أنه من غير المرجح أن يقدم التقرير السري "نتيجة نهائية" حول ما إذا كان الفيروس قد انتقل إلى بشكل طبيعي أو نتيجة تسرب، ويرجع ذلك جزئيا إلى "نقص المعلومات التفصيلية من الصين"، وفقا لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين أميركيين.

وقال مسؤول للصحيفة: "لا يمكنك التعمق إلا بالقدر الذي يسمح به الموقف.. إذا لم تمنح الصين حق الوصول إلى مجموعات بيانات معينة ، فلن تعرف أبداً".

"صراعات" بين مسؤولي الخارجية
ونشرت وول ستريت تفاصيل "صراع داخلي" بين مسؤولي وزارة الخارجية خلال رئاسة دونالد ترامب، في عام 2020، يتعلق بالاستنتاج الذي توصل إليه توماس دينانو، القائم بأعمال رئيس مكتب مراقبة الأسلحة بالوزارة السابق، وهو أن معهد ووهان الصيني للأبحاث ربما لم يكن فقط موقعا لتسرب الفيروس، ولكن ربما تم استخدامه لإجراء أبحاث عسكرية محظورة بموجب اتفاقية الأسلحة البيولوجية.

وكان دينانو قد استخدم سلطات مكتبه في مراقبة الامتثال لمعاهدات الحد من الأسلحة لطلب معلومات من مجتمع الاستخبارات لتقييم ما إذا كانت أبحاث الفيروسات الصينية قد تعارضت مع اتفاقية الأسلحة البيولوجية لعام 1972.

واكتشف المسؤول تقريرا "مدفونا في ملفات وكالات الاستخبارات" حول إصابة العديد من باحثي معهد ووهان بالمرض في خريف 2019 بأعراض تماثل أعراض مرض كوفيد-19 أو مرض موسمي، ووجد أيضا أدلة على أن المختبر عمل على بحث سري للجيش الصيني.

ويشير التقرير إلى أنه بحلول ديسمبر 2020، بدأت الوزارة في صياغة صحيفة وقائع حول المعلومات الاستخباراتية الجديدة التي اكتشفها دينانو، وتساءلت المسودة عن سبب إرسال عالم فيروسات عسكري صيني إلى معهد ووهان خلال أزمة كوفيد، وعما إذا كانت أنشطة المعهد تتماشى مع اتفاقية الأسلحة البيولوجية التي تقضي بإجراء البحوث للأغراض السلمية.

وبدأ كبار مسؤولي مكتب الحد من الأسلحة أيضا في صياغة شكوى دبلوماسية رسمية تسأل بكين علنا عما إذا كانت أبحاثها حول فيروسات كورونا تتعارض مع اتفاقية الأسلحة البيولوجية، ومع ذلك، أثارت مسودة الخطة "شدا وجذبا" مع مسؤولين آخرين في وزارة الخارجية ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية.

أحد هؤلاء الرافضين لفرضية دينانو كان كريس فورد، وكيل وزارة الخارجية بالإنابة والذي كان رئيس دينانو في التسلسل القيادي، الذي افترض صحة أن تقوم الصين بإجراء دراسات على الأسلحة البيولوجية مثلما يفعل الجيش الأميركي، وطلب من دينانو "إثبات صحة" ما يقول بشأن التسرب، وفقا للصحيفة الأميركية.

وعلى إثر ذلك، قام دينانو بتشكيل لجنة علمية لكنها أيضا لم تصدر نتائج "قاطعة".

واتهم دينانو رئيسه الذي استقال بعد ذلك بأنه أصر على "تعطيل المناقشات بين الخبراء بأسئلة طويلة الأمد وغير مدروسة".

وفي منتصف يناير 2021، وافق مسؤول كبير في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية على الاستنتاجات التي أدرجت في صحيفة وقائع وزارة الخارجية، والتي صدرت في 15 يناير، وجاء فيها أنه لا توجد إجابة محددة بشأن ما إذا كان الفيروس قد نشأ بشكل طبيعي أو من مختبر، لكنها قالت إن هناك سببا للاعتقاد بأن باحثي ووهان أصيبوا بمرض في خريف 2019 وأن هناك روابط سرية بين المختبر والجيش الصيني.

وتشير وول ستريت إلى أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حول الأسئلة التي يجب أن تطرح في المذكرة الدبلوماسية ومع وصول إدارة ترامب إلى أيامها الأخيرة، لم يتم إرسالها أبدا.

وكان فريق من الخبراء الدوليين بقيادة منظمة الصحة العالمية قد أصدر تقريرا تمهيديا اعتبر أنه من "غير المرجح على الإطلاق" أن تكون أصول كوفيد 19 مرتبطة بتسرب الفيروس من مختبر.

وهاجم منتقدون التقييم الأولي للمنظمة، قائلين إنه جهد غير دقيق، وأشاروا إلى أن جميع أعضاء الفريق الذين تم إرسالهم إلى الصين كانوا بحاجة إلى موافقة الحكومة الصينية.

وعلى الرغم من أن العلماء يعتقدون أنه من المرجح أن الفيروس انتقل إلى البشر من الحيوانات، إلا أن النظرية القائلة بضلوع مختبر في نشأة الفيروس اكتسبت قوة خلال الأشهر الأخيرة.

وأقر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بأنه كان من "السابق لأوانه" استبعاد نظرية تسرب الفيروس.

وفي مايو الماضي، أمر بايدن أجهزة الاستخبارات بـ"مضاعفة جهودها" لتوضيح منشأ كوفيد-19 وبتقديم تقرير خلال 90 يوما.

ولفت بايدن إلى أن عمل الاستخبارات الأميركية الذي يركز على فرضيتين، المنشأ الحيواني أو التسرب من مختبر، لم يفض حتى الآن إلى "نتيجة نهائية".

ونظرا لعدم وجود إجابات محددة، قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن المسؤولين الأميركيين يرون أن بايدن قد يستخدم التقرير الجديد لطرح أسئلة جديدة على بكين. ويضغط العديد من المشرعين الأميركيين أيضا في هذه القضية ويدعون إلى تشكيل لجنة على غرار لجنة 11 سبتمبر.

لكن مسؤولا بارزا في إدارة بايدن قال للصحيفة: "ليس لدينا حل سحري لجعل الصين تنفتح".

ورغم نقص المعلومات، رجحت الصحيفة أن يؤكد التقرير على أهمية حث الصين على مشاركة سجلات المعامل والعينات الجينية وغيرها من البيانات التي يمكن أن توفر معلومات حول أصل الفيروس.

الحرة