بعد ظهور "دلتا بلس".. ماذا تفعل مصر للسيطرة على المتحور؟
بعد ساعات من إعلان وزيرة الصحة المصرية عن رصد حالات مصابة بالمتحور "دلتا بلس" لمواطنين لهم تاريخ سفر، حذر خبراء من أن مصر عرضة لانتشار المتحور، خاصة مع تجاهل الكثير من المواطنين للتحذيرات المتعلقة بالإجراءات الاحترازية، ولقلة عدد المواطنين الذين حصلوا على التطعيمات مقارنة بعدد السكان، مؤكدين أن المتحور لا يشكل خطرا كبيرا في حد ذاته، إلا أن عامل خطورته يكمن في سرعة انتشاره وإصابته مختلف الأعمار.
وأكد أستاذ المناعة بكلية الطب في جامعة عين شمس، الدكتور أشرف عبد السلام، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المتحور من عمر يوم، وحتى كبار السن أيضا، لافتا إلى أن مستشفيات العزل الصحي تستقبل يوميا العديد من الحالات المتزايدة، وذلك بعد أسابيع من التراجع في أعداد الإصابات.
عودة الإجراءات الاحترازية
واعتبر عبد السلام أن أسباب الإصابة بالمتحور، هو تجاهل الكثيرين للتحذيرات التي أطلقها أطباء المناعة والصدر، بشأن خطورة انتشار المتحور الجديد من فيروس كورونا في مصر.
وأوضح أن الدولة المصرية ستقوم بتطعيم جميع العاملين بالحكومة، وفرض تطعيم الفئات العمرية بدءا من عمر 18 عاما، وبالأخص طلاب الجامعات والمعلمين، قبل بدء العام الدراسي.
وحث أستاذ المناعة المواطنين على ضرورة الالتزام مرة أخرى بالإجراءات الاحترازية المعلنة من قبل الدولة، من ارتداء الكمامات واستخدام المطهرات والحد من التجمعات، مع زيادة تطعيم فئات أكثر باللقاحات المضادة لـ"كوفيد- 19"، حتى يتم تجنب الإصابة بالفيروس، مؤكدا أنه إذا تم تطعيم جزء كبير من المصريين فسيتم حصار المتحور.
إصابات بين الأطفال وحديثي الولادة
وفي السياق ذاته، أكد أخصائي الأطفال ومكافحة العدوى، الدكتور إسلام الديب، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه بالفعل بدأت حالات الإصابة في التزايد بالمستشفيات، كما تضاعف معدل فحوصات كورونا يوميا، وذلك بعد أن كانت المستشفيات تسجل صفر فحوصات.
كما أكد وجود حالات إصابة بين الأطفال وحديثي الولادة، منوها في الوقت ذاته إلى أنه لم يثبت حتى الآن بشكل علمي قاطع انتقال كوفيد-19 من الأم إلى الجنين.
وبحسب دكتور إسلام، فإن لقاحات كورونا لا تمنع العدوى، لكنها تقلل من خطورة الأعراض وتقلل فترة الحجز في المستشفيات، مؤكدا أنه كي تتم محاصرة الفيروس، يجب تطعيم ما لا يقل عن 70 بالمئة من المواطنين.
الرصد في يوليو
وكانت وزيرة الصحة والسكان المصرية، الدكتورة هالة زايد، قد كشفت خلال مؤتمر صحفي آخر بشأن مستجدات فيروس كورونا المستجد، بأنه تم رصد أولى حالات مصابة بالمتحور دلتا بلس قبل عدة أسابيع لمصابين لهم تاريخ سفر خارج مصر، وأنه بدأ انتشاره بمصر منذ منتصف يوليو الماضي .
وأوضحت أنه من المستهدف حصول 3 مليون و500 ألف شخص بالجامعات والمعاهد من أعضاء هيئة التدريس والإداريين والعمال، على لقاح كورونا.
وشددت على أن الوزارة تبذل جهودا كبيرة لتطعيم أكبر عدد من المواطنين قبل شهر أكتوبر المقبل، وبالأخص العاملين بالدولة وسيكون هناك تطعيم إلزامي لطلاب الجامعات والمدارس.
بينما حذرت منظمة الصحة العالمية انتشار متحور "دلتا بلس" بشكل كبير بدول شرق إفريقيا، وصنفته بـ"شديد الخطورة لسرعة انتشاره"، واستهدافه لفئات عمرية جديدة من بينها الأطفال، على عكس المتحورات الأخرى التي كانت تستهدف كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة.
سكاي نيوز