للرئيس الخصاونة والوزير دودين : الوقت يمر و زيت قنديلكم اوشك على النفاد
كتب محرر المحليات - و اخيرا اطل علينا وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال صخر دودين متحدثا عن انظمة هيئة الاعلام ،بقوله :" ان الانظمة المعدلة التي قامت هيئة الاعلام بوضعها تخضع للنقاش والتجويد والتعديل لتصل للافضل".
اسبوع ونصف من الصخب ،دب بها الصحفيون الصوت ،وملأوا الدنيا بالضجيج و الاحتجاج ، بعد كل هذا العنت ومرور هذه المدة الزمنية الطويلة نسبيا ، يعلن الوزير و بمنتهى الاسترخاء وفي برنامج صباحي منوع ، ان الانظمة ستخضع للنقاش والتجويد ؟! رائع ومدهش واستثنائي (..)..
واضح ، ان الوزير لم يكن راغبا بامتحان ردود فعل وسائل الاعلام بنفسه ، وبشكل مباشر ، فاختار ان يخوض هذه المعركة من خلال احد موظفيه ، حربا بالانابة ، و بذلك يملك هامش لحس التعديلات والظهور بمظهر المرن المتجاوب والمنفتح على الرأي الاخر .. ولكننا نعرف ان هذا الكلام غير صحيح على الاطلاق ..
قرار تعديل الانطمة في هيئة الاعلام تحديدا ، ليس قرارا يتخذ على مستوى مدير عام ، دون ايعاز او موافقة او مباركة ودعم الوزير المختص ، وفي غالبية الاحيان دعم وتوجيه من الحكومة ومراكز القرار الاخرى ، وربما مجلس السياسات ايضا ، هذه ابجديات يعرفها "مراق الطريق" يا معالي الوزير ..
نحن نعرف ان تعديل هذه الانظمة جاء بتوجيهات حكومية ، وان الرئيس بشر الخصاونة بصوره الموضوع منذ البداية ، وان الوزير دودين والرئيس الخصاونة كانا يتابعان عن كثب المجريات وردود الفعل ، و راهنا حتى اخر لحظة على تمرير هذه التعديلات بطريقة او باخرى ، ولكن اسقط من ايديهم، واستطاع الصحفيون ان يظهروا تماسكا وصلابة لم يتوقعها الرئيس الذي بات يصنفه الكثيرون على اعتباره معاد للحرية ، وهو ما كان سيدفع اصحاب المؤسسات الصحفية الاردنية لوضع بانرات تتضمن هذه الحقيقة ،لترسخ صورته بضمير ووجدان الاردنيين كرئيس حكومة فشل فشلا ذريعا -كما فشل غيره- في خنق وسائل الاعلام و تركيعها و محاصرتها واضعافها وتدجينها ..
لن ننسى موقفكم السلبي يا معالي الوزير من قضية تحويل الزملاء الصحفيين في التلفزيون الاردني الى المكتبة الوطنية ، لن ننسى تجاهلكم للاسرة الصحفية ، و محاولتكم لي ذراع السلطة الرابعة وادخالها بيت الطاعة الحكومي ، لن ننسى محاولات التذاكي والتضليل وعمليات الفهلوة المكشوفة هذه و غيرها .. ستلاحقكم هذه الافعال للابد ، الصحفيون لا ينسون ابدا اولئك الذين يحاولون ان يصادروا حريتهم ، ويكسروا اقلامهم و يحجبوا صوتهم و صورتهم .. راجعوا انفسكم قبل فوات الاوان ، وضياع فرصة تصويب الاوضاع و الانطباعات ، الوقت يمر وزيت قنديلكم اوشك على النفاد .