كيف يُحمل السّلم؟!
شاع في المثل إن حمل السلم بالعرض يعني أننا نبحث عن المتاعب في الوقت الذي توجد فيه عشرات الطرق لحل المشكلة . فحامل السلم بالعرض هو من "تأبط شراً". ولذلك عليه حمل السلم بالطول!!
فماذا لو حمل أحدنا السلم بالطول ليكتشف أنه وصل إلى السقف الخاطئ؟!
فكثير من الإداريين والانتهازيين يحملون السلم بالطول ليسهل عليهم الصعود إلى القمة، فماذا هناك على قمتهم؟ وغالباً ما يقفزون فوق الدرجات ليسرعوا في الوصول! ولذلك ينصحهم مثل آخر يقول: اطلع السلم درجة درجة. وبين القفز والتأني تظهر حكاية السلم وهدفه وهو الوصول إلى مكان عالٍ قد لا يصل إليه الواقف على الأرض! هذا عن حمل السلم بالطول ! فماذا عن حمله بالعرض؟
كتب لي داودية بأنني أحمل السلم بالعرض، وعاتبتني مديرة مدرسة أمس بأنني أدفعها لحمل السلم بالعرض !! ووعدت أن أكتب ذلك ، فإذا كان حمل السلم بالطول قد يقودك إلى مكان خاطئ، أو مكان غير مكانك، فإن حمل السلم بالعرض قد يقودك إلى تمهيد الطريق العريض الذي يمكّن غيرك من المرور فيه بأمن وسلام!
حمل السلم بالعرض يجعلك مغايراً ، بل خارج عن التقاليد والأعراف التي كثر المدافعون عنها و حماتها هذه الأيام!! فالتقليد ، بل ومعظم التراث يدفعك إلى حمل السلم بالطول أما حمله بالعرض فقد يعني عندهم نفس التهم التي وجهوها إلى " ذات الركبتين" في التلفزيون الأردني.
حمل السلم بالعرض يعني أن تنظف الطريق من ألغام كثيرة زرعت تحت عناوين عديدة: شرعية، مجتمعية، قانونية، أخلاقية، وهي ليست كذلك !
حمل السلم بالعرض يعني أن تجرف في طريقك نائمين ومحبطين وتائهين وخائفين، وتوقظ من كان منهم في غفوة! كان نزار قباني يقول: ليست مهمة المصلح: شاعراً كان أم مفكراً ، أن يهدئ الجمهور، بل أن يسحب السرير من تحتهم لكي يصحوا على صدقه!!
حمل السلم بالعرض يجعلك تقود الضالين إلى النور أو على الأقل تنير طريق الضالين! فلم يعرف عن مفكر أو فيلسوف أو مصلح اجتماعي إلا أنه حمل السلم بالعرض !! وبالمناسبة ، لحمل السلم بالعرض ثمن يدفعه السلم نفسه وحامل السلم! فالنائمون لا يحملون سلماً ، بل يحيطون نفسهم بجدار.