قلة الادب تحتاج الكثير من قلة العقل


اعتدت وسأبقى احترم الناس . كل الناس.حتى من يعتبرني خصما او عدوا لسبب شخصي او فكري اوسياسي .لا اسمح لنفسي بالمطلق استعمال لفظ جارح اوخادش للشعور.او ماس بالكرامة الفردية او الجمعية.
دوما ارى في الانسان ما يستحق الاحترام.واذا تدنى وتراجع مستوى الاحترام فانه يستحق الشفقة والتعاطف.
اهانة الاخر هي اهانة لي ايضا.كل سهم طائش يصيب انسانيتنا فهو ليس بطائش. انه يتجه بدقة الى مشتركاتنا الأخلاقية.
يصيبني بالذهول الرغبة الجامحة بافتراس كرامة الآخر ممن يشخص كخصم.مفردات تقتحم كل المحرمات الاخلاقية .وتنتهك كل قيمة تبقي على الحدود الدنيا لمخاطبة الاخر ضمن تعريفه الانساني.استباحة تجرد خصما مفترضا من كل سمة انسانية.ان الانقضاض الوحشي على انسان اخر غالبا ما يستهل باستبعاده من المحيط الوجداني والعاطفي وتعريفه كزائدة غير مرغوبة وعدائية.ان جمالية الشر واغراء العدوان تظهره كفائض كريه ووجود سلبي.ان النفي المعنوي يريح تماما ذلك العقل المزدحم بصور الخصم الكريه.الذي لا نعرفه احيانا لكننا نتخيله بجهدنا الذاتي. يستكمل الحقد بنيته الجمالية ببشاعتها في هدر دماء وهمية لاخر تتخيله شهوات الانتقام . في حالة غرائبية تحاصرنا انانيتنا لنحاصر بكراهيتنا ذلك الذي لم يجد سببا مقنعا للاعجاب بنا.انه لذنب لا يغتفر ان لا تعجب بنا .سنصب عليك كل اللعنات.وسنحلم بأن نصحو لنكتشف انك لم تعد موجودا.فالعالم لا يتسع لكلينا.العالم لنا وحدنا.لا يمكننا ان نفهم الاختلاف الا كأعتداء على ذاتنا المنتفخة بما يفوق كل ما اجتمع من اوهام وضلال في وعينا الموهوم .
قلة الأدب تحتاج الكثير من قلة العقل.