اوضاع معلقة على شرط
جميع مصفوفاتنا الاقتصادية ومنظوماتنا السياسية مؤجلة الى حين ،تحتاج الى وقت للتنفيذ قد يستغرق عاما او اكثر.
هذا هو حالنا منذ زمن نخطط ونضع استراتيجيات منها ما هو صعب التطبيق ، ومنها ما هو معلق على شرط ضرفي او غيره .
فكم من الاستراتيجيات التي تم وضعها ، رافقها كم من الوعود والتطمين بالتنفيذ و ان كل شيء جاهز للتطبيق خلال عام او عامين.
والغريب يمر عام واعوام ولا نرى شيئا ، ولا نلمس امرا او خبرا ، الا اللهم نسمع نفس الكلام بصيغة وبطريقة اخرى .
وتعود بنا الذاكرة ابان الحكومة السابقة كما التي سبقتها ايضا التي قدمت خطة اقتصادية واعدة بعشرات الالاف من الفرص العمل ، والحقيقة اننا فقدنا مثلها واضعافها من الفرص دون ان يتحقق شيئا او نضيف فرصة ، الا ارقاما وهمية في سجلات الضمان كما حققت الخطة ارتفاعا بنسبة البطالة تختلف الجهات على تحديد نسبتها .
يبدو ان عامل الوقت سمة عامة بين الحكومات للتلاعب به ، والتعامل معه ، كسبا للوقت الذي يتم على حساب الناس واعمارهم واعصابهم وهم ينتظروا تبديل الحال وتحسين الاحوال ، فلا يحصدوا غير ضياع سني عمرهم ، وتمنياتيهم لو بقي الامس على حاله ولم ياتي الغد بثقله وهمومه .
وكأن الناس مكتوب عليها الشقاء والحسرة على ايامهم الباقية والتندر على ما مضى منها ، بعد معاناة تلو الأخرى ، ما ان يمتص صدمة يجد نفسه وسط اخرى اكبر واعمق .
نعم هذا هو واقعنا وها هي حالنا لا تغيير ولا تبديل نفس الأحاديث والوعود نعيش بامل مفقود ، وخوف من الغد وما يحمله من الم ووجع ، نتمنى ان نبقى على وضعنا على الرغم من صعوبته خوفا من الم جديد يضاعف الامنا ويعمق جروحنا .
امر تعودنا عليه وسط ظلام دامس دون بصيص امل او فسحة ضؤ تنير الطريق امامنا.
الى متى تبقى حياتنا معلقة على ورق ومستقبلنا مجرد كلمات في سطور موضوعة فوق الرفوف دون ان تتحرك او تؤثر فينا .