من السهل أن تظلم ولكن من الصعب أن تنصف،،
قال تعالى " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب إذا عمل احدكم عملا ان يتقنه"، من هنا كانت بداية الدعوة الى التفاني والإخلاص في العمل، من الدين الإسلامي الحنيف، فقد حثنا الإسلام على ضرورة الإخلاص والتفان في العمل، ويقول الباري عز وجل" إن الله يأمر بالعدل والإحسان" ولذلك منذ أن كنا أطفال تعلمنا على المباديء والقيم النبيلة، فتعلمنا من المدرسة وتربينا من اهالينا على الصدق والأمانة، وتعلمنا من مسؤولينا على الإخلاص والالتزام في العمل، وأن الإبداع والكفاءة هما الطريق والوسيلة للنجاح والتفوق والترقية، للوصول الى أهدافك وتحقيق طموحاتك، فالتزمنا بكل هذه القيم والوصايا، فعملنا بجد واجتهاد، وسهرنا الليالي، وسلحنا أنفسنا بالعلم والثقافة، وزهدنا من كل المغريات والعطايا والهدايا، والاستغلال الوظيفي، لكي نحقق اهدافنا وطموحنا، وقدمنا الكثير من الإنجاز والإبداع، وعملنا فوق طاقاتنا، وأنجزنا ما هو خارج عن المألوف، وقرأنا من الحكم الشعبية الشيء الكثير، من جد وجد، ومن سار على الدرب وصل، ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، ولا يأس مع الحياة، وما أضيق العيش لا فسحة الأمل، ولمل مجتهد نصيب، وهكذا دواليك، ولكن في واقع الحال عندما تلتزم بهذه المباديء والمثل والقيم تكتشف أنها مثاليات نظرية كاذبة، ليس لها وجود في الواقع، فقد يأتي مسؤول عديم الضمير والدين دون أن يعرفك أو يسأل عنك أو عن انجازاتك وينهي لا بل يحطم كل طموحاتك، ويحطم مستقبلك، ويعيدك للوراء الى نقطة الصفر، وينكر ويتجاوز كل ابداعاتك وإنجازاتك بقرار يتخذه بجرة قلم في جنح الظلام، فتحاول التظلم ولكن للأسف لا تجد من ينصفك، فالكل يعترف أنك ظلمت، وانك مظلوم، ولكن لا تجد أي مسؤول يجرؤ على إنصافك، وكما يقال مجنون رمى حجر في بئر مئة عاقل لا يستطيع إخراجه، وتبقى رهين الوعود والتمنيات، والكل يحاول إقناعك بأن القادم أجمل، لكنك تكتشف أن القادم أسوأ، هكذا هي الحياة في الأردن بشعة محبطة مدعاة للتشاؤم والخذلان، يأكلونك لحما ويرمونك عظما، والله ولي التوفيق.