"مؤسسة تطوير اراضي المغطس" ودريد لحام في مهرجان (الحنفية).. وجهان لعملة واحدة!



عندما قيل ان الفن هو مرآة الشعوب… فلم تك هذه المقولة عبثاً او كلاماً مرسلاً .. او ضرب من الخيال…

فقد أثبتنا بالحجة و البرهان … بل و بالتشريع و القانون، أن كل مشهد سينمائي هو ترجمة لواقع مضى .. او واقع سيأتي…!!

لن أهرف بما لا أعرف، و لن أفتي بما لا أعلم، ولكن الشيزوفرينيا السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي نعيشها بلغت مداها …

نوابنا و أعياننا و كتابنا و اقتصاديونا و سياسيونا و حكوماتنا المتعاقبة تدعو لترشيق الجسم الحكومي، و القضاء على البيروقراطية، و محاربة الترهل، وغيره من العبارات الرنانة ، و الشعارات البراقة… ولكن اذا جد الجد، و حان الوعد… خنّا كل مبادئنا و شعاراتنا و معتقداتنا ….

هل يعقل ان ما مجموعه اثنا عشر قطعة ارض بجانب موقع مغطس للسيد المسيح في منطقة البحر الميت تحتاج الى انشاء هيئة جديدة مستقلة لذلك… و ما يترتب على ذلك من موازنة، و مصاريف مرتبطة بالموظفين، و السيارات، والسكرتيرات وغيره وغيره الكثير….

ألا يمكن عمل ذلك من خلال ثلاثة موظفين في قسم مختص في وزارة السياحة فنقضي الأمر دون الحاجة لتأسيس هيئة مستقلة لذلك !!!!!

قبل خمس و ثلاثين عاماً… شاهدنا فيلم المبدع دريد لحام "التقرير" بقلم المبدع محمد الماغوط … حينها ضحكنا على اللوحات الكوميدية التي شكلها الثنائي اللحام و الماغوط… و خصوصاً في احدى لوحات الفيلم عندما حضر "عزمي بيك" مهرجان خاص باطلاق (حنفية) في احد المناطق… حيث بدأ المشروع بحنفية و انتهى بمجموعة من الموظفين و الاداريين المشرفين على هذا الحنفية و موازنة مستقلة و هدر للمال العام، في مشهد كوميدي-درامي يشير الى الترهل و الفساد الاداري الذي يمكن ان يبنى على فكرة فاشلة جرى تسويقها جيداً…

لن اضيف على ما أسلفت … فقد وصلت رسالتي …. و لأنني اشفق على وطني، اناشدكم ان تتقوا الله فيه، و أن تتقوا الله فينا …
 
و كفى !!!!!