الجامعة الأردنية: منطقٌ جديد


في عيدها التاسع والخمسين نبارك للجامعة هذا العيد، نشرت الجامعة فيلماً قصيراً لفت الانتباه، ففي كلمته القصيرة قال د. نذير عبيدات رئيس الجامعة: إن مهمة الجامعة ليست تخريج موظفين، بل إعداد مواطنين لحياة أفضل بحيث يكون الخريج قادراً على التفرقة بين الخطأ والصواب، وامتلاك المهارة للبحث عن الحقيقية والاقتراب منها. وأضاف نعلم الاختلاف!!ونحمل رسالة الوطن في المواطنة والارتقاء.

ففي هذا المنطق منطلقات مهمة، يمكن تحديدها بما يأتي:

1- لا أحد يمتلك الحقيقة، ولذلك علينا السعي للبحث عنها، لعلنا نقترب منها أو نلامسها.
2- ليست مهمة الجامعة مجرد الإعداد لعمل، بل لإيجاد مواطن يستطيع تصميم حياته بالشكل الملائم له. فالجامعة حياة كاملة. ويستحق الخريج أن يعد لهذه الحياة.
3-إن تأكيد أهمية التنوع والاختلاف كعنصر قوة، فيه مواجهة مباشرة للفكر الأحادي، ولمنطق الأغلبية والأقلية. ففي التنوع الجميع مسؤول، وله نفس الحقوق.
4-تعكس الجامعة رسالة الوطن في المئوية الأولى وبدء المئوية الثانية، فالوطن مساواة وعدالة وانتماء ومواطنة وحقوق ومسؤوليات.

لقد اعتدنا سماع منطق تقليدي في الجامعة. ومازالت أذكر خبراء جامعيين يطالبون بإشغال الطلبة بمزيد من المواد الدراسية للتضييق عليهم كي لا يمارسوا نشاطات مثل التنزه في حدائق الجامعة أو ممارسة العنف ..... إلخ

نعم هذا كان منطق الجامعات، إضافة إلى ما بدأ ينتشر من أفكار حول تخصصات وبرامج راكدة سبق وأن قلت إنها عقول راكدة، أدت إلى تخصصات راكدة، فالمطلوب من الجامعات تطوير خططها لا إلغاء تخصصاتها.

وعودة إلى حديث رئيس الجامعة د. نذير، ما نحتاجه فعلًا منطق جديد، هو: الجامعة هي الحياة، والمستقبل حياة، وإن مهارات المستقبل هي العنوان لكل تخصص دراسي.

أنا شخصياً، آمل تطورّا جامعياً في ضوء المنطق الجديد للجامعة الأردنية.

أكرر تهنئة الجامعة في بداية عامها الستين!!