الغياب المريب والمعيب لقناة المملكة والتلفزيون الاردني عن احتجاجات الصحفيين!
محرر الشؤون المحلية -
مرّة أخرى تغيب احتجاجات الزملاء الصحفيين عن شاشة التلفزيون الأردني وشاشة قناة المملكة المموّلة من جيوب الأردنيين، وذلك في ممارسة غير مهنية تهمّش حدثا هامّا حظي بتغطية اعلاميّة محلية وعربية واسعة واهتمام شعبي كبير.
اعتصام الأمس، حضره عدد كبير من الصحفيين وناشري المواقع الالكترونية الذين جددوا التأكيد على موقفهم الرافض لتعديلات أنظمة الاعلام، قبل أن ينتقل الاحتجاج من نقابة الصحفيين إلى منصّات التواصل الاجتماعي، حيث اكتسحت الوسوم المناهضة للأنظمة المعدلة تلك المنصّات وتصدّرت ثلاثة منها قائمة الأكثر تداولا في الأردن.
المشكلة أن هذا التغييب أصبح نهجا راسخا حتى في قناة المملكة التي تزعم الاستقلالية ويزعم البعض أنها لا تخضع لاملاءات وتوجيهات وتعليمات تشكّل تدخلا في تغطياتها، فالأحداث المتوالية على الساحة المحليّة تؤكد أنها مجرّد وسيلة اعلام رسمية جديدة تُضاف إلى قائمة وسائل الاعلام الرسمية الأخرى، مع الاختلاف في الألوان والمؤثرات البصرية التي تتميز بها عن غيرها من وسائل الاعلام الرسمية.
يستغرب متابع قناة "المبتدأ والخبر" عندما يرى المملكة وهي تبثّ أخبار احتجاجات من لبنان والمغرب وتونس والعراق وغيرها، بينما تغيب هذه القناة التي يموّلها المواطن من جيبه عن القضايا والمشكلات التي يعيشها، كما يستغرب أن تخصص هذه القناة مساحات لتغطية الأخبار المتعلقة بوجبات "الشاورما" مثلا بينما تغيب عن قضايا مفصلية مثل احتجاجات الصحفيين على خنق حرية الاعلام، ومن قبلها ما تعرّض له معلمون من تعسف وتنكيل.
تزداد الغرابة لدى متابعة موقف العاملين في القنوات الرسمية، فباستثناء عدد قليل من العاملين في التلفزيون الأردني، غاب الزملاء في تلك القنوات التلفزيونية الرسمية عن احتجاجات الصحفيين، ولم يُشارك معظمهم حتى في العاصفة الالكترونية التي سادت منصات التواصل الاجتماعي بالأمس، وكأن أمر حرية الاعلام ومصير زملائهم في وسائل الاعلام الالكترونية -التي جاء معظمهم منها- ليس مهما ولا يعنيهم!