الأسير "حامد".. صاحب الرد السريع على اعتداءات سجّاني الاحتلال

فور قيام وحدات القمع الإسرائيلية مدعومة بقوات ما يُسمّى "حرس الحدود" بشنّ هجوم واعتداء قمعي ووحشي على الأسرى في سجن "جلبوع" والتنكيل بهم عقب الإعلان عن عملية "نفق الحرية"، أقدم الأسير مالك أحمد حامد على سكب الماء المغلي على أحد السجانين ردًّا على عمليات القمع والتنكيل الذي تمارس بحقّهم.
والأسير حامد (27 عاما) من بلدة سلواد شرق رام الله، معتقل منذ نيسان 2017، ويقضي حكمًا بالمؤبد مرتين؛ إثر تنفيذه عملية دهس قرب مستوطنة "عوفرا"، كما هدم الاحتلال منزل عائلته.
وهذه ليست المرة الأولى التي يسكب الأسير حامد الماء الساخن على السجانين، إذ سبق وقام بهذا العمل البطولي عند استشهاد الأسير فارس بارود في سجن "ريمون" عام 2019، ما عرّضه للتنكيل والعزل الانفرادي والنقل من سجن لآخر.
ويقول والد الأسير لوكالة "صفا" إنّ نجله معزول في سجن "جلبوع" بعد قيامه بالدفاع عن الأسرى خلال عمليات القمع والتعذيب داخل السجن، وسكب إبريق من الماء المغلي على أحد السجانين.
ويضيف أنّ "الاحتلال يمنع المحامي من زيارته، وليس لدينا أية معلومات عنه وما هو وضعه الصحي، بعد أحداث القمع في السجن"، لافتًا إلى أنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تبلغ العائلة بأي معلومات عنه سوى عزله.
ويشدّد على أنّ نجله "دافع عن نفسه وعن زملائه الأسرى إثر التنكيل بهم وتفريقهم" على أيدي سجاني الاحتلال ووحدات القمع "المتسادا".
وينظر حامد بقلق شديد إلى ما قد يحصل لنجله من تعذيب واستمرار العزل لمدة طويلة وحرمانه من أمور كثيرة يحتاجها الأسير.
كسر هيبة السجان
بدوره، يوضح الباحث في شؤون الأسرى محمد القيق أنّ طريقة الأسرى في التعامل مع أي ملف يخص حياتهم اليومية أو كرامة عائلاتهم بالتفتيش العاري، أو التفاعل مع الأحداث الخارجية هي بسكب الماء والزيت الساخن، أو الإضراب أو العصيان أو إرجاع وجبات الطعام وحالة الدق على الأبواب.
ويلفت القيق إلى أنّ كل هذه الوسائل تُزعج إدارات سجون الاحتلال بشكل كبير جدا "حتى أنّها توصلهم لمرحلة الاختناق الشديد".
ويؤكّد أنّ ما أقدم عليه الأسير حامد يعدّ عملًا مهيبًا ورفعة للحركة الأسيرة، في مقابل كسر لهيبة السجانين، موضحًا أنّه يؤثر بشكل ايجابي على حياة الحركة الأسيرة خاصة إذا كان حدثًا منظمًا كما حدث في سجن نفحة سابقًا.
ويرى الباحث أنّ ذلك يعطي إشارة قوية لمصلحة سجون الاحتلال "بأنّ الحركة الأسيرة ليست عبثا، وليست فقط مجرد هيئات، بل لديها جيشها الذي لا يهزم سواء أنّهم مقاومين اعتقلوا، أو حتى أنهم أصروا على المقاومة داخل السجون".
ويوضح أنّ قانون إدارة مصلحة السجون يقتضي بأن يكون السجن والأسرى تحت السيطرة، وأن يدخل السجانون إلى أقسام السجن دون حالة إرباك، وفي حال حدث طارئ يدخلون باللباس العسكري والمعدات ويحضرون الوحدات المجهزة بعشرات العناصر والكلاب البوليسية، باعتبار أن السجن أصبح خارج السيطرة.
ويضيف "أيّ حالة إرباك تجعل مصلحة السجون ترى ذلك فتح طريق جديد لملفات جديدة تفتح عيون الأسرى عليها، من خلال زيادة قائمة مطالبهم وهذا أمر يزعجها لأنّه يتماشى مع السياسة العامة للاحتلال سواء بالعقوبات الجماعية أو حتى عقوبات بالغرامات أو ما سيكون ضمن مطالب الأسرى أو المعزولين، وهذا يربك حساباتهم ويوقعهم في حرج مع جهاز المخابرات".
ويؤكد القيق أنّ ما فعله الأسير حامد والتوتر السائد في السجون في ظل القمع والتنكيل يُشكّل رافعة وحجة للفصائل والشارع بأن يقيم ثورة نصرة للأسرى، وهذا أمر خطير تعتبره "إسرائيل" مزعجًا لها دوليًا، لأنّها أقدمت على خطوة "غبية" ضد الأسرى في الداخل وأنتجت ثورة خارجها.
ويختم حديثه بالتأكيد على أنّ الأسرى هم "النخبة الذين وقفوا في وجه الاحتلال خارج السجون، بمعنى أنّهم ثوار خارج السجون ومنتفضون في داخلها، ومن الطبيعي أن يرفض الأسير حالة الترويض والخضوع التي تحاول مصلحة سجون الاحتلال فرضها عليه".
وتشهد سجون الاحتلال حالة من التوتر والغليان في أعقاب الهجمة الشرسة التي تشنّها وحدات القمع "متسادا" مدعومة بوحدات ممّا يُسمّى "حرس الحدود" منذ الإعلان عن نجاح ستة أسرى بانتزاع حرّيتهم والهروب من سجن "جلبوع" فجر الاثنين الماضي.
وفا