منفذو عمليات هروب يجيبون.. ما مصير الأسرى الذين أعيد اعتقالهم بعد الفرار من سجن جلبوع؟

– شبه القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، والأسير الفلسطيني المحرر خضر عدنان، شكل الأسرى الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم بعد أن انتزعوا حريتهم من سجن "جلبوع" فجر الاثنين الماضي، بأنه أقرب لمشهد عمر المختار القائد الليبي الذي ثار في وجه محتليه الإيطاليين، مكبلا بالسلاسل.

يقول عدنان -الذي خاض العديد من الإضرابات عن الطعام في سجون الاحتلال ضد اعتقاله، وعاش مع معظم الأسرى الفلسطينيين الستة الفارين- إن الاحتلال بدأ منذ اللحظة الأولى لإعادة اعتقالهم بوضع القيود في أيديهم وأرجلهم، وسيزيد من هذه القيود لتصبح 5 موزعة بين أيديهم وأرجلهم على حدة، وربطها ببعضها البعض حتى تصبح حركتهم أصعب ما يمكن، وبثقل كبير.

 
 بعد اعتقال 4 من الأسرى الفارين.. الاحتلال يكثف البحث عن آخر أسيرين ولجنة طوارئ موحدة لحماية الأسرى
الأسرى الستة الذين تحرروا من سجن الجلبوع
4850 أسيرا فلسطينيا يقبعون داخل السجون الإسرائيلية وسط معاناة كبيرة جرّاء ما يتعرضون له من انتهاكات (الجزيرة)
تحقيق وعزل وقهر
يرى عدنان -في حديثه للجزيرة نت- أن الاحتلال سينقل الأسرى إلى التحقيق، وسيتعرضون لإيذاء جسدي ونفسي كبيرين، وسيحاول الاحتلال ترميم صورته لإخراج نفسه أنه المنتصر، وخاصة ما تسمى إدارة مصلحة سجون الاحتلال وكذلك جهاز الأمن العام "الشاباك".

وأضاف أنه سيتم عزلهم وقهرهم ولن يسمح لهم بالاستقرار في سجن أو زنزانة معينة، ويمكن أن يصل حد العزل سنوات طويلة، وهذا ما حدث سابقا مع الأسير محمود العارضة الذي تعرض للعزل 5 سنوات متواصلة في زنزانة صغيرة، بحمام ومرحاض متلاصقين وسرير حديدي أو إسمنتي ثابت، وستتم معاقبتهم بعدم زيارة أهلهم لهم.


ودعا عدنان المقاومة إلى أن يكون الأسرى الذين انتزعوا حريتهم على رأس القائمة في أية صفقة مقبلة، لأنهم حركوا شعبهم خلفهم، وسُجّل في تاريخهم أنهم وحدوا الشعب الفلسطيني وجعلوه يطوي صفحة الانقسام، وما قاموا به معركة من معارك التحرر للشعب بأكمله، ونصرة للقدس والمقدسات، والعودة إلى مربع مواجهة المحتل، ولن تذهب محاولة فرارهم هدرا، لأنهم، حسب قوله، سجلوا أسماءهم في تاريخ الشعب الفلسطيني كقيادات قاومت المحتل وقهرته.

تشغيل الفيديو
خيوط خطة الهروب
ويرى الخبير المختص بالشأن الإسرائيلي، والأسير المحرر جلال رمانة، أن أولى الخطوات بعد عملية إعادة الاعتقال هي عرض الأسرى على الطبيب لمعرفة حالتهم الصحية قبل تسليمهم إلى محققي "الشاباك" أو محققي مصلحة سجون الاحتلال "الشاباص".


والأهم، وفق رمانة، هو التحقيق الشامل لمعرفة خيوط وتفاصيل عملية الهرب لاستخلاص العبر منها، ومعرفة الأدوات التي استخدمت، وكيف بدأت الخطة، وإذا كان هناك دور لعناصر إدارة السجون فيها. وسيبقى الأسرى في العزل والزنازين فترات زمنية طويلة جدا، وسيبقى كل واحد منهم في عزل مختلف عن الآخر، ولن يتم تجميعهم مرة أخرى.

يقول رمانة واصفا طريقة عزل الهاربين في السجن "إن هذا النوع من العزل يمكن أن يتسع لأسير أو أسيرين فقط، وستتم المتابعة من قبل الشاباك، ولن يتم إنهاء العزل إلا بتدخلات خارجية كإضراب جماعي للأسرى في السجون، ويتم وضع مطالب إنهاء عزل الأسرى على سلم الأولويات، كما حدث في إضراب عام 2000 الذي استمر 31 يوما، والذي بموجبه تم إخراج 19 أسيرا كانوا معزولين، وتكرر هذا الإضراب عام 2011 وتم الإفراج وقتها عن 19 معزولا من أصل 20، وتحجج الاحتلال أن الأسير الأخير المعزول لم يكن محكوما بعد.

لحظة اعتقال الأسيرين الفارين من سجن جلبوع زكريا الزبيدي (يسار) ومحمد العارضة (أف ب)
بطاقات حمراء
ووفق إجراءات الاحتلال المتبعة بحق الأسرى الذين هربوا أو سجلوا محاولة هروب، يقول رمانة "إنه سيتم وضع شعار باللون الأحمر على بطاقة الأسير التعريفية، من 3 أحرف بالعبرية، تختصر في معناها: احتمال عال للهرب" ويرافق هذا الوصف الأسير في حياته داخل السجن.

وعما يتعرض له الأسير بعد هذا التصنيف، يجيب رمانة للجزيرة نت "بموجبه يمنع عمل الأسير داخل الأقسام، وتتم (مراقبته) بمرافقة أمنية كبيرة إذا ما تم نقله من غرفة إلى غرفة، ولا يتم ذلك عبر مدير القسم، وإنما بإشراف مباشر من مدير السجن، وإذا تم نقله من سجن لآخر فإنه من المحتمل استشارة الشاباك في ذلك، ليكون مشرفا على عملية النقل".


ويستبعد رمانة أن يتم إيذاء هؤلاء الأسرى، لأن ضباط التحقيق يعلمون أنهم ليسوا أشخاصا عاديين، بل أصحاب رؤية ومشروع تحرري، واستطاعوا أن يحققوا انتصارا ولو كان معنويا.

وكان ألون شوستر نائب وزير الأمن الإسرائيلي توعد بأن سنوات طويلة من السجن تنتظر الأسرى الستة.

المصدر : الجزيرة