بشارات : الاحتلال تعمد بث الإشاعات حول اعتقال الأسرى لاستعادة هيبته
قال المختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات إن الاحتلال الإسرائيلي تعمد بث الإشاعات ونشر صور الأسرى الأربعة الذين أعاد اعتقالهم، بطريقة "مهينة"، في محاولة لتسجيل إنجاز مهم ولاستعادة هيبته وصورته الأمنية التي فقدها بعدما انتزع الأسرى الستة حريتهم من سجن "جلبوع"، ولرسم مسار مُخالف لتوجهات الفلسطينيين تجاه أي أحداث قادمة.
وأوضح بشارات في حديث خاص مع وكالة "صفا" يوم السبت أن "المنظومة الأمنية الإسرائيلية أصيبت بخرق شديد حينما انتزع الأسرى الستة حريتهم من سجن جلبوع، وأن إصلاح ما أحدثه هذا الخرق صعب في الفترة الحالية، خاصة في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية، لذلك تحاول إسرائيل ترميم صورتها الأمنية".
وأضاف "نحن نتحدث عن حدث كبير جدًا، له تداعيات كبيرة.. شرطة الاحتلال معنية باعتقال هؤلاء الأسرى، والشاباص أيضًا، لأن ما حدث أثر على صورته وعلى أفراده المتهمين بمساعدة الأسرى، لذلك الكل في المنظومة الأمنية الإسرائيلية يريد أن يسجل هذا الإنجاز الأمني، خاصة بعد الضربة القاتلة التي تلقاها".
وبين أن الإعلام العبري حاول عرض صور منتقاة تُظهر الأسرى المعاد اعتقالهم بصورة "مهينة"، وبث الإشاعات حول كيفية اعتقالهم كي يرسل رسائل بأن" لديه المقدرة على الوصول لهؤلاء الأسرى واعتقالهم، ولإظهار صورة معينة تخصه، بعد هزيمته وفشله المدوي الذي مُني به".
وأشار إلى أن الاحتلال يُروج لتقارير وأخبار كاذبة ومضللة عبر صحفيين حول الاعتقال، فبالأمس تم الترويج لمقطع فيديو للحظة اعتقال شاب من مدينة أم الفحم بالداخل المحتل على أنه مشهد لاعتقال أحد الأسرى المحررين، لكنه تبين لاحقًا بأنه لا علاقة له الموضوع.
ورأى أن بث الإعلام العبري للإشاعات "يشكل محاولة لإحباط الفلسطينيين وبث الفتنة والفرقة بينهم، خاصة بعد التضامن الكبير والواسع الذي تجسد خلال معركة سيف القدس، وكذلك لرسم مسار مُخالف لتوجهات الفلسطينيين تجاه أي أحداث قادمة".
واعتبر الأسير المحرر بشارات أن "الاحتلال يُريد تجيير كل ما حدث لصالحه، خاصة أن الأمر يتعلق بحدث كبير جدًا أخذ أبعادًا دولية".
وأضاف أن "الوضع الفلسطيني متصاعد حاليًا، والجميع يخشى من تفجره والانتقال لمراحل متقدمة من المواجهة مع الاحتلال في الأيام القادمة، خاصة مع إعادة اعتقال هؤلاء الأسرى".
ونوه إلى أن الإعلام الإسرائيلي تعامل في البداية مع إعادة اعتقال الأسرى الذين تمكنوا من تحرير أنفسهم كخبر وتحركات لأفراد شرطة الاحتلال وما يحدث في الميدان، دون أن يصدر أي موقف أو تحليل رسمي من المسؤولين الإسرائيليين.
وأكد بشارات أن الطريقة الأمثل والوحيدة لزيادة الوعي الفلسطيني في التصدي لسياسة الاحتلال وإعلامه في بث الإشاعات والأخبار الكاذبة، هي "معرفة اليهود وطبيعتهم وفهم سلوكهم وأمنهم وطريقة تفكيرهم".
إضافة إلى توجيه الناس للقراءة عنهم أكثر، لإدراك أهدافهم، ومعرفة كيفية التعاطي مع ما ينشر عبر الإعلام العبري.
وشدد على أن المعرفة والقراءة الواسعة تعمل على بناء وعي فلسطيني مضاد ومخالف لما يريده الاحتلال وإعلامه.
ورأى بشارات أن المرحلة المقبلة تحمل أبعادًا إيجابية للشعب الفلسطيني، لأن الاحتلال من الداخل هش وضعيف، يعاني الخلل والثغرات أمنيًا، لذلك فإن المطلوب من الفلسطينيين البناء على ذلك، والتحرك السريع لأجل تحرير الأسرى من سجون الاحتلال.
وتابع أن الحدث أرسل لنا رسائل كثيرة إيجابية، وعلينا جميعًا أن نتحرك لأجل هؤلاء الأسرى، الذين دفعوا حياتهم وأعمارهم ثمنًا لتحرر الشعب الفلسطيني ونضاله.
وأكد أن انتزاع الأسرى الستة حريتهم أثبت أن" الفلسطينيين قادرين على التعامل مع الاحتلال بأقل الإمكانيات وبكثير من الممكنات، ولا يحتاجون لأدوات كبيرة لمحاربة الاحتلال".
لكن نريد-بحسب بشارات- تصحيح مسار وأن نعرف من هو عدونا وكيف نتعامل معه، ونتعاون في بناء جبهة واحدة فلسطينية لتحرير الأسرى والخلاص من الاحتلال".
وصباح السبت، أعلنت قناة "كان" العبرية، أنّ جيش الاحتلال اعتقل الأسيرين زكريا الزبيدي ومحمد العارضة ومحمود العارضة ويعقوب قادري في مدينة الناصرة شمال فلسطين المحتلّة.
وكانت مصلحة سجون الاحتلال أعلنت الاثنين الماضي، عن تمكن 6 أسرى من انتزاع حريتهم عبر نفق حفروه أسفل سجن "جلبوع" الأشد تحصينًا.
وتواصل قوات الاحتلال البحث عن أسيرين آخرين هما مناضل انفيعات وأيهم كممجي اللذين كانا ضمن مجموعة الأسرى التي تحررت من "جلبوع".
وتشهد فلسطين المحتلة اليوم إضرابًا وطنيًا فلسطينيًا شاملًا في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والداخل الفلسطيني المحتل عام ١٩٤٨، غضبا في وجه الاحتلال، ونصرةً لأبطال "نفق الحرية".