باقٍ للأبد أم أنفلونزا عادية؟.. مصير كورونا مرهون بشرط!
في وقت تعمل فيه الولايات المتحدة الأميركية على استراتيجيات بهدف الوصول إلى خطة فعّالة تكافح فيها متغير دلتا الجديد من فيروس كورونا المستجد، زف علماء أوبئة أخباراً سارة للعالم تفيد بإمكانية تحول الوباء إلى أنفلونزا عادية لو تحقق شرط التطعيم بشكل فعّال.
في التفاصيل، أوضح علماء فيروسات وأوبئة أن كورونا قد يصبح مرضاً روتينياً مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا في يوم من الأيام، إلا أن هذا الأمر سيستغرق الكثير من الوقت والجهد، كما أن الانتشار الشرس لمتغير دلتا الذي يملأ المستشفيات مرة أخرى يوضح مدى خطورة هذا المسار.
وأضافوا أن الفيروس قد يتصرف في النهاية كمرض روتيني، إلا أن الوصول إلى هذه المرحلة سيكون صعباً، فبعد أكثر من 20 شهراً من ظهور الوباء، بات يتعين على الناس في جميع أنحاء العالم تغيير طريقة تفكيرهم في مرض اعتقدت سلطات الصحة العامة ذات مرة أنها قادرة على التغلب عليه في حين أصبحت حالة الطوارئ أمراً مرعباً.
"الجائحة باقية"
كما أن متحور دلتا جعل التأمل بالتخلص نهائياً من الوباء أمراً أشبه بالمستحيل، حيث أدى ارتفاع عدد الحالات في جميع أنحاء العالم إلى الاعتقاد بأن الجائحة باقية.
وقد اعتبر المتحور الجديد من بين أكثر الأمراض المعدية انتشاراً، وبات يركز على غير الملقحين ويهاجمهم بطريقة شرسة، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة "وول يستريت جورنال".
بدورها، أوضحت كاثرين أونيل، كبيرة المسؤولين الطبيين في المركز الطبي الإقليمي في لوس أنجلوس، أن هذا الفيروس لن يتركنا أبدًا، واستشهدت ما تعيشه المستشفيات يوميا من ارتفاع بأعداد الإصابات.
"لن يتركنا أبداً"
فيما يحاول العلماء معرفة ما إذا كان كورونا سيشكل متغيرات جديدة أكثر فتكا أو أكثر عدوى، وكيف يمكن أن ينتهي الوباء، فوجدوا أن السيناريو الأفضل بالنسبة لهم أن يصبح المستجد مرضاً روتينياً مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا، وليس سبباً لدخول المستشفيات والوفيات الجماعية.
وفي حالة أخرى، قد يصبح مرضاً على الأطباء علاجه، بأعراضه المعروفة كالسعال والحمى والاحتقان، وبالتالي يضطر الناس للتطعيم بانتظام.
قط وفأر
وأشاروا إلى أن كورونا قد يصبح خفيفاً لو حصل الناس على مناعة، وبالتالي غلبت نسبة المطعمين على غير المطعمين.
في حين قد يظل خطيراً بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.
إلى ذلك، أوضح خبير بأنه يمكن للفيروس أن يستقر بنهاية المطاف، ولن يتغير، فيما ستظهر خلال العامين أو الثلاثة أعوام القادمة مزيد من المتغيرات وتتسابق السلطات لتوفير جرعات معززة ضدها، ناهياً حديثه: "سنلعب لعبة القط والفأر".
يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت صرّحت بأن العالم قبل 2020، ليس كما بعده، حيث أكد الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحافي قبل أيام، أن كورونا موجود ليبقى معنا، وسيتطور مثل فيروسات الإنفلونزا الجائحة، كما سوف يتطور ليصبح أحد الفيروسات الأخرى التي تؤثر علينا، وفق قوله.
وجاءت هذه التصريحات في توقيت صعب، بحسب ناشطين، فقد أعادت الجهود العلمية الحثيثة إلى نقطة الصفر، بعد رحلة تحد تخللتها جهود علمية حثيثة ساهمت في إعطاء بارقة أمل لمستقبل البشرية على هذا الكوكب، بينما وصفها البعض بـ"تصريحات متشائمة" كونها زادت من رفع مؤشر الخطر، ما يعني أن مسلسل الوفيات في تصاعد مستمر، وأن اللقاحات مهما تطورت فإن الفيروس لا يزال يتكيف معها ويتطور إلى متحورات جديدة، مع كل ذلك يعتقد خبراء الصحة أن احتمالات التعافي لا تزال ممكنة، وأن آمال عودة الحياة إلى طبيعتها ستعود بالتدريج.