الهواري معلقا على المطالبات باستقالته: الامر لصاحب الامر
أكد وزير الصحة، الدكتور فراس الهواري، قدرته على اصلاح الأخطاء في وزارة الصحة، موجّها شكره للنواب على النصيحة التي قدموها له بتحمّله المسؤولية الأخلاقية والانسانية وتقديم استقالته على خلفية وفاة الطفلتين لين وغنى في مستشفيات وزارة الصحة.
وقال الهواري خلال اجتماع لجنة الصحة النيابية: "أشكركم على النصيحة التي قدمتموها لي، وأذكر بقول جلالة الملك بعد حادثة السلط، فقال: أنا لا أتوقع من الوزير أن يقدم استقالته بل أن يُصلح الأخطاء في وزارته. وأنا واثق من أني قادر على اصلاح الأخطاء، وبالتالي الأمر هو لصاحب الأمر".
وأشار إلى أن موازنة وزارة الصحة في هذا العام هي جيدة جدا، وستضمن حلّ جزء كبير من المشكلات.
وقال الوزير: لين هي ابنتي، وغنى هي ابنتي، ولن يُدافع أي شخص لديه ذرة من عاطفة أو الذكاء عن أي حادث من هذه الحوادث، أنا أتحمل المسؤولية بكل جرأة واخلاص، وقد بدأنا اجراءات لتصحيح الأخطاء، فتراكمات السنين لن تحل بأسبوع وأسبوعين.
وقال الهواري إنه طلب من ديوان الخدمة تزويد الوزارة بالكوادر الطبية التي تحتاجها المستشفيات لسد النقص، إلا أن الديوان أجاب "بعدم توافر التخصصات"، وهذا موثق ومكتوب.
وتمنى الوزير من النواب "وضع ثقتهم بالوزارة لمنع الأخطاء الطبية والمحافظة على السمعة الطبية الأردنية الحكومية"، واعدًا بانعاش قانون المسائلة الطبية، خاصة وأن أكثر من ٣٠٠ قضية منظورة في القضاء من خلال هذا القانون.
وكانت لجنة الصحة والبيئة النيابية التأمت، الأربعاء، في اجتماع جديد بحضور وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، وذلك بعدما كانت اللجنة قد ألغت اجتماعا صباح اليوم بسبب تغيّب الوزير الهواري عنه.
وقال رئيس اللجنة النيابية الدكتور أحمد السراحنة إن اللجنة تحترم السلطة القضائية وتلتزم بالنظام الداخلي للمجلس والذي يحظر الخوض في قضايا منظورة أمام القضاء، مشيرا إلى احالة قضايا وفاة سيدة وطفلتين إلى الادعاء العام.
ولفت السراحنة إلى أن تغيّب الوزير عن الجلسة الصباحية كان نتيجة ارتباطه باجتماع مجلس وزراء صباحي خُصص لبحث قضايا وفاة السيدة والطفلتين في (3) مستشفيات.
وقال الوزير الهواري: إن الخسارة التي شهدناها غير مقبولة بأي معيار، وهي خسارة غالية علينا، كما أن هذا الحادث لن يمرّ بسهولة، لكن يجب أن نصل إلى الأسباب التي أدت إليه وعلاجها، وقد بدأنا فعلا بالعلاج قبل وقوع الحوادث الأخيرة.
وأضاف: قامت وزارة الصحة بتشكيل لجنة خارجية محايدة للتحقيق في حادثة وفاة الطفلة لين، وبعد اكمال اللجنة أعمالها وتسليمها تقريرها فجر اليوم متضمنا عدة توصيات، قامت الوزارة برفع التقرير إلى الادعاء العام، مشيرا إلى أنه لن يتطرق إلى تفاصيل التقرير لكون القضية أصبحت منظورة أمام القضاء.
وتابع: "كلّ من يعمل في المجال الصحي يعلم ويواجه الأخطاء الطبية، وهذا موجود دائما في كلّ دول العالم، وكلّ الدول والمؤسسات الصحية تسعى إلى خفض نسبة الأخطاء الطبية".
واتفق الهواري مع الآراء التي ذهبت للقول بأن القطاع الصحي يواجه تحديات كبيرة تحتاج إلى حلول جدّية وخطوات تؤمّن هذه الحلول، أولها الشقّ الاداري البحت في ادارة العمليات الطبية اليومية، أما الشق الثاني فهو اعادة القوة إلى البرامج التدريبية والتعليمية.
وكشف عن قُرب الانتهاء من اجراء اعادة هيكلة كاملة لوزارة الصحة، ستنتهي خلال الأسبوعين القادمين، وسيتبع ذلك هيكلة ادارية لمستشفيات وزارة الصحة.
ولفت إلى قيام الوزارة بارسال فريق إلى مستشفى البشير يعمل على مدار الساعة لحلّ المشاكل الادارية ومراقبة الكوادر ودوامها، والتأكد من سير العمليات في مستشفى البشير.
وشدد على أن كلّ الأطراف سينالون حقوقهم وفق لقرارات القضاء.
ودعا عضو لجنة الصحة، النائب الدكتور فريد حداد، الوزير الهواري إلى تحمّل مسؤولياته الأدبية والانسانية وتقديم استقالته في حال لم يكن قادرا على اكمال مشواره في قيادة وزارة الصحة أو كان يستهين بالقطاع الصحي.
وافتتح النائب حداد حديثه خلال اجتماع لجنة الصحة النيابية الثاني اليوم بالتأكيد على أن الاجتماع الصباحي لم يؤجل كما قيل، بل جرى الغاؤه بسبب غياب الوزير، مضيفا: كنت أتوقع من الوزير أن يستهلّ حديثه بالاعتذار عن غيابه الصباحي.
وتابع حداد: يبدو أن مسلسل الترحم ومسلسل "لن يمر" سيتكرر من كل وزير، وسنبقى نحن والمواطن نتلقى الصدمات من مستشفياتنا، فنحن اليوم أمام ثلاث حالات وفاة في مستشفياتنا، اثنتان منها لطفلتين في مستشفيين حكوميين. وإذا كان وزير الصحة يغيب في مثل هذه الأزمة عن اجتماع مهم مثل هذا فمتى يحضر؟
وأضاف: "طلبت سابقا اعادة بناء لجنة حقيقية وليست لجنة مصابة بالزهايمر من أجل اصلاح القطاع الصحي، فالمواطن ليس له ملجأ إلا مستشفيات وزارة الصحة لأنه لا يملك القدرة على تكاليف المستشفيات الخاصة".
وتابع: "أنتم تدعون التشاركية، ونحن نرفض الفوقية، أنتم تتجاهلون النواب واللجنة".
واختتم حداد حديثه بالقول: "هناك علامات استفهام كبيرة على التعيينات في وزارة الصحة، وقد قلت لك سابقا إن وزارة الصحة كبيرة فلا تفرط بكوادرها، وإذا كنت تستهين في القطاع الصحي ولم تعد قادرا على اكمال مشوارك فقدم استقالتك وابق على قسمك الطبي، وتحمل مسؤولياتك الأدبية والانسانية واستقل".