حكاية ايهم قندح.. هكذا تطارد الحكومة الشباب في احلامهم!



يا ابن المفرق العزيزة ..حيرتني "نبتدي منين الحكاية " ، ونحن في زمن رسائل النداء الاخير ، التي تكتب بحبر الدم المهدور ، ولا تصل الحكومة فهي لا تسمع لا ترى ولا تتكلم ، وتُغرِق كل جميل في حياتنا ، فتصبح الهجرة غاية ، والانتحار وسيلة للنجاة، في بلد ادمنت حكوماته صلب الناس على خشبة عجزها وانخفاض منسوب القيم الانسانية لديها.

"قصة الشاب ايهم قندح..." ،هكذا بدأ الحكاية برسالة اقرب الى الرواية ، وفيها من عناصرها المكتملة ما يصلح لعمل سينمائي ، يسجل حالة حكومة مبتورة اليدين ، لا تستلم الرسائل ، التي تجد طريقها الى سلة مهملاتها الفائضة ، برسائل لا تصل .

يقول ايهم في سرد حكايته: "مشروعي اخذ كذا جائزة كمشروع ريادي ابداعي.... سيدي ومولاي جلالة الملك التقاني وشد على ايدي وشجعني.. كل هاد كان يقوي عزيمتي وبلشنا نكبر شوي شوي وصرنا كم شب بيحاول يشتغل ويطلع مصروفو واشي بيدرس وبيشتغل واشي بيصرف على امه المريضة ".

وحتى لا يذهب القارئ بعيدا ويظن ان ايهم وصحبه من الشباب يمتلكون مشروعا استثماريا ضخما يدر الملايين ، ويتهربون من دفع الضرائب ،كما يفعل الأثرياء ولا يلاحقون وتجد أموالهم طريقها الى بنوك العالم بيسر وسهولة ، نُذَكر بهذا المشروع ، فالذكرى تنفع المؤمنين .

بدأ ايهم مشروعه الريادي الطموح " ببسكليت ما كلف 150 دينار " ، وحتى يقنع نفسه بقيمة عمله ، شرع بأجراءات تسجيل قانوني ، واقنعته الجهات الرسمية المعنية بتسجيل مشروعه (خدمات لوجستية مناولة وامداد وتخزين ونقل) فوافق ، ولقي دعما معنويا كبيرا ، وتلقته وسائل الإعلام والمجتمع بترحاب واشادة ، وحصد عدة جوائز كمشروع ريادي ابداعي .

ومضى ايهم في حلمه ، دون أن يخطر في باله ما ينتظره من مكافآت على طريقة الحكومة ! اذ بعد اشهر ابلغته هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بضرورة ترخيص المشروع لديهم برسم سنوي (1200)، لأنه "بشتغل زي خدمة البريد" ،ولم يفلح في اقناعهم بأن عمله مجرد توصيل سندويشة ، خضرة ،طير جاج ، علبة دوا ، لا بل طلب منه الحصول على ترخيص من الغذاء والدواء !!.

وفي الرسالة وبين سطورها كلام كثير وقصص وحكايات وتفاصيل ، لكن الهيئة تطالب اليوم ايهم برسوم ترخيص عن ثلاث او اربع او خمس سنوات ، بمبلغ 10 الاف دينار غير الغرامات ، كما جاء في رسالة ايهم ، الذي يقول: " اذا تسكر مشروعي رح اقعد اشحد على قارعة الطرق .. حد يحكي مع قتيبه ياخدني معو ... مشان الله هجرة ... بديش اضل ثانية بالبلد ".

ويتجرع ايهم ، كما غيره من شباب البلد العاطل عن العمل الأسئلة العلقم مستنكرا "بدكو شباب يشتغل ؟ بدكو مشاريع رائدة؟ بدكو الشباب يصرف على حالو؟ بدكو نظل نحب هالبلد؟ بدكو ننظر بعين الامل للمستقبل؟ بدكو نبتعد عن المخدرات ؟ ".

ويطرح ايهم الأسئلة وهو يلمس على أرض الواقع ، وبات يدرك بعمق زيف ما تعلنه الحكومة من خطط وبرامج للتشغيل ، وكيف يصدقها ، وهو يراها تغتال حلمه وطموحه بأنظمة وقوانين بالية ،يرى انها بأمس الحاجة "للتعديل لمواكبة التطور ".

الحكومة تطارد حلم ايهم الريادي، وتتوعد طموحه بالشمع الأحمر، ولا تبالي بصرخته الموجعة لكل ذي ضمير حي ، اذ يقول:" احنا شباب شغالين على مستوى دينار وايام ما بنطلع مصروفنا وشايفين وعارفين بنشتغل بعز الشوب بنشتغل بعز المطر والبرد معقول الله قالها ندفع 1200 نيرة لهيئة مش عارفين شو دورها بالموضوع ".

منشور الشاب الطموح ايهم قندح ، لقي صدى واسعا على منصات التواصل الاجتماعي وتناقلته عديد من وسائل الإعلام ، فهل تريح الحكومة ايهم وتريحنا وتشرح للناس قصته من وجهة نظرها ، نحن ننتظر ، حتى تكتمل فصول الرواية !!.