اقالة مدير مهرجان جرش تهرّب من المسؤولية وذرّ للرماد بالعيون
أحمد الحراسيس - واضح أن الحكومة اكتفت بانهاء تكليف المدير التنفيذي السابق لمهرجان جرش أيمن سماوي كاجراء لمعالجة حالة "الفلتان" التي شهدها المهرجان وغياب الالتزام بالبروتوكول الصحي عن بعض فعالياته، وذلك في تهرّب واضح من تحمّل الحكومة مسؤولية حالة الفلتان تلك!
غياب الالتزام بالبروتوكولات الصحية كان واضحا للعيان منذ اليوم الأول لافتتاح المهرجان الذي حضره رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة ورئيس اللجنة العليا للمهرجان وزير الثقافة علي العايد، وكان يُفترض بالرئيس والوزير أن ينتبها لهذا الأمر ويتخذا موقفا حاسما منذ اليوم الأول لانطلاق فعاليات المهرجان، لا أن ننتظر حتى اليوم الرابع، خاصة وأننا نتحدث عن فيروس كورونا سريع الانتشار وتحديدا سلالة دلتا التي باتت السائدة في الأردن..
اقامة المهرجان في هذا الظرف الاستثنائي الذي فرض قيودا على عدة أنشطة وقطاعات أكثر أولوية، كان قرارا حكوميا وليس قرار مدير المهرجان، وكان الأصل وقد اتخذت الحكومة مثل هذا القرار الخطير أن تفرض رقابة مشددة يوما بيوم وساعة بساعة ودقيقة بدقيقة، فأي انفلات ولو لدقائق كفيل بنشر الفيروس المستجد بين آلاف الحاضرين الذين جاؤوا من كلّ محافظة ومدينة، لكنّ الواقع أن الحكومة قصّرت في الرقابة وتساهلت مع "الانفلات" الذي شهده الأردنيون واستهجنوه بشكل واسع على مدار أربعة أيام.
كان الأصل بالحكومة أن تتخذ قرارا فوريا إما بتشديد الرقابة أو ازاحة سماوي عن الادارة التنفيذية للمهرجان إذا رأت أن ادارته لم تكن ناجحة أو أن الأمور معه لا تسير على ما يُرام، وأما التساهل معه ومع حالة "الفلتان" فله معنى واحد، وهو أن الحكومة شريكة بهذا التقصير.. والأصل أن لا نكتفي باعفاء سماوي فقط، صحيح أنه يتحمل المسؤولية المباشرة عن التقصير لكن هناك شركاء آخرون أيضا.
هذه الحكومة بدأت عهدها باستقالة لوزير الداخلية الأسبق توفيق الحلالمة نتيجة ما شهدناه من احتفالات لنواب نجحوا في الانتخابات النيابية، ثمّ استقالة وزيري الداخلية سمير مبيضين والعدل بسام التلهوني بحجة جلوسهما مع (6) أشخاص على طاولة في مطعم، ثمّ استقالة وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات كتحمّل لمسؤولياته الأدبية والسياسية عن حادثة مستشفى السلط، تصمت اليوم على التجاوزات الصارخة التي حدثت في مهرجان جرش الذي يرأس وزير الثقافة علي العايد لجنته العليا تماما كما صمتت من قبل على شبهات التقصير التي شهدتها بعض مستشفيات وزارة الصحة وأدت إلى وفاة طفلتين..
إذا كانت الحكومة ترى أن مهرجان جرش له من الأهمية ما يجعلنا نتعامى عن الالتزام بالبروتوكولات الصحية، فلتتخذ قرارا بانهاء أشكال القيود في القطاعات المختلفة الأخرى وعلى رأسها المدارس التي يعاني الطلبة فيها جرّاء نظام التناوب، ولترفع القيود عن باقي القطاعات الاقتصادية، وتتوقف عن توجيه مخالفات للأفراد والمنشآت بشكل عبثي.