دراسة: الكائنات الحية الدقيقة يمكن أن تزدهر في السحب السميكة لـ"توأم الأرض الشرير"
وجدت دراسة جديدة أن ضوء الشمس الذي يأتي من خلال السحب الكثيفة لكوكب الزهرة يمكن أن يدعم عملية التمثيل الضوئي، ما يؤدي إلى وجود الكائنات الحية الدقيقة.
وتوصل العلماء في جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية في بومونا إلى دليل على أن عملية التمثيل الضوئي، وهي العملية التي تستخدمها النباتات لتحويل الماء وأشعة الشمس إلى طعام، يمكن أن تحدث طوال اليوم، وقد تحدث حتى في الليل، بسبب مستويات الطاقة الحرارية أو الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من سطح الكوكب والغلاف الجوي.
وتقول الدراسة إنه، في جوهرها، ستكون الطاقة الضوئية متاحة من أسفل السحب وفوقها، ما يمنح أي كائنات دقيقة محتملة القدرة على العيش في طبقات السحب المختلفة.
وتأتي هذه النتائج بعد أشهر فقط من دراسة منفصلة تقول إن غيوم الكوكب جافة جدا ولا تحتوي على مياه كافية للحفاظ على الحياة.
ومع ذلك، وجد المؤلف الرئيسي للدراسة، راكيش موجول، وزملاؤه أن سحب الزهرة يمكن أن تتكون جزئيا من أشكال معادلة من حمض الكبريتيك، مثل ثنائي كبريتات الأمونيوم. وهذا من شأنه أن يحتوي على مستويات مياه أعلى مما هو موصوف في الدراسة السابقة، ما يجعل الغيوم أكثر قبولا للحياة.
وقال موجول في بيان: "توفر دراستنا دعما ملموسا لإمكانية التغذية الضوئية و/ أو التغذية الكيميائية بواسطة الكائنات الحية الدقيقة في غيوم كوكب الزهرة".
ومن المحتمل أن تقع مستويات الحموضة ونشاط الماء ضمن نطاق مقبول لنمو الميكروبات على الأرض، في حين أن الإضاءة المستمرة مع الأشعة فوق البنفسجية المحدودة تشير إلى أن غيوم كوكب الزهرة يمكن أن تكون ملائمة للحياة.
وأضاف: "نعتقد أن غيوم كوكب الزهرة ستشكل هدفا رائعا لصلاحية العيش أو مهمات الكشف عن الحياة، مثل تلك المخططة حاليا للمريخ وقمر أوروبا".
ويشار إلى أن كلا من وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ترسل مهمات لاستكشاف كوكب الزهرة، والذي يطلق عليه لقب "توأم الأرض الشرير".
وكشفت الدراسة الجديد أن الإشعاع الشمسي والحراري في سحب كوكب الزهرة له أطوال موجية من الأضواء قادرة على امتصاصها بواسطة أصباغ التمثيل الضوئي الموجودة على الأرض.
ووجدت الدراسة أن ضوء الشمس الذي يأتي عبر الغلاف الجوي لكوكب الزهرة يتم تجريده من معظم الأشعة فوق البنفسجية الضارة، والتي تعمل بشكل مشابه لأوزون الأرض.
وتوصل العلماء إلى أن كوكب الزهرة يتلقى تغيرا أقل بنسبة تتراوح بين 80% و90% في مستويات الأشعة فوق البنفسجية – أ (UV-A )، مقارنة بسطح الأرض. كما أنه "مستنفد بشكل أساسي" من الأشعة فوق البنفسجية– بي (UV-B)، والأشعة فوق البنفسجية– سي (UV-C)، والتي تعد أكثر المكونات ضررا للأشعة فوق البنفسجية.
ويوضح العلماء: "لذلك، فإننا نتوقع أن بقاء الميكروبات في بيئة ضبابية ومحدودة بالماء يمكن أن يشمل استراتيجيات بيولوجية / كيميائية لتقليل ضغط البخار وفقدان الماء في طور المحلول، على غرار الاستراتيجيات الميكروبية المرتبطة بنقطة التجمد وانخفاض درجة الحرارة، وتثبيط تكوين الجليد، وتكثيف السحب".
المصدر: ديلي ميل