اختراق السرطان مع "أدوية متاحة" تستهدف 80٪ من أورام الرئة إثر اكتشاف "فريد"!
قد يكون اختراق مرض السرطان قاب قوسين أو أدنى حيث يعتقد الباحثون أنه يمكن استخدام الأدوية المتاحة بسهولة لعلاج 80% من أورام الرئة لدى المرضى الذين لم يدخنوا قط.
ويقدر خبراء الصحة في الولايات المتحدة أن ما يصل إلى 20% من مرضى سرطان الرئة، الذين ماتوا في عام 2018 - حوالي 30 ألف شخص - لم يدخنوا قط في حياتهم. ويعد تدخين السجائر عامل الخطر الرئيسي في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، حيث يمثل 70 إلى 80% من جميع حالات سرطان الرئة. ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين لم يسبق لهم لمس سيجارة أو تدخين أقل من 100 منها طوال حياتهم، ليسوا محصنين ضد التشخيص المغيّر للحياة.
ويمكن أن يؤدي التدخين السلبي والتلوث والتعرض لبعض المواد الكيميائية والغازات المشعة إلى زيادة خطر الإصابة بأورام الرئة.
ولكن الخبر السار هو أن فريقا من الباحثين في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس بالولايات المتحدة، ربما وجدوا حلا للمشكلة.
وكشف تقرير جديد نُشر يوم الخميس، أنه يمكن علاج ما بين 78 و92% من سرطانات الرئة لدى من يُطلق عليهم غير المدخنين بأدوية معتمدة بالفعل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).
ونُشرت الدراسة في مجلة علم الأورام السريريةClinical Oncology.
ووصف خبراء الصحة غير المدخنين على أنهم أشخاص لا يدخنون حاليا، ولكن ربما دخنوا 100 سيجارة أو نحو ذلك في الماضي.
ويبدو أن المدخنين وغير المدخنين يميلون إلى الإصابة بأنواع مختلفة من سرطان الرئة.
وقال الباحثون إنمعظم الأورام الموجودة في رئة غير المدخنين سببها ما يسمى بطفرات ناقل الحركة في الحمض النووي.
وتتسبب هذه الطفرات أو الأخطاء في الشفرة الجينية، في نمو الأورام السرطانية ولكن يمكن منعها بالأدوية المناسبة.
وفي الوقت نفسه، عُثر على حوالي نصف الأورام فقط لدى الأشخاص الذين يدخنون بسبب طفرات ناقل الحركة.
وقال الدكتور راماسوامي جوفيندان، كبير معدي الدراسة: "ركزت معظم الدراسات الجينية لسرطان الرئة على من لديهم تاريخ مع تدخين التبغ. وحتى الدراسات التي تبحث في المرض لدى غير المدخنين بالمطلق لم تدرس طفرات محددة وقابلة للتنفيذ في هذه الأورام بطريقة منهجية. ووجدنا أن الغالبية العظمى من هؤلاء المرضى لديهم تغيرات جينية يمكن للأطباء علاجها اليوم بالأدوية المعتمدة بالفعل للاستخدام. ويجب أن يكون لدى المريض خزعة عالية الجودة للتأكد من وجود مادة وراثية كافية لتحديد الطفرات الرئيسية. لكن اختبار هؤلاء المرضى أمر بالغ الأهمية".
وهناك احتمال كبير أن يكون لدى هؤلاء المرضى "طفرة قابلة للتنفيذ" يمكن استهدافها بعلاجات محددة،وفقا للخبير.
وتشير التقديرات إلى أن ما بين 10 و15% من سرطانات الرئة في الولايات المتحدة تُشخّص لدى غير المدخنين. وفي أجزاء معينة من آسيا، يمكن أن تصل الأرقام إلى 40%.
وحلل الباحثون في واشنطن أورام الرئة لدى 160 مريضا شُخّصت إصابتهم بسرطان الغدة الرئوية - وهو النوع الأكثر شيوعا من سرطان الرئة في الولايات المتحدة - والذين لم يدخنوا أبدا.
وقورنت البيانات أيضا مع أطلس جينوم السرطان واتحاد تحليل الورم البروتيني السريري.
وبناء على الدراسة، قرر الدكتور جوفيندان وزملاؤه أن أورام الرئة لدى المدخنين تحتوي على حوالي 10 أضعاف الطفرات التي تسببها أورام غير المدخنين.
وقال: "يؤدي تدخين التبغ إلى تغيرات مميزة في الخلايا السرطانية، لذلك يمكننا البحث عن علامات تدل على التدخين أو علامات التعرض الشديد للتدخين السلبي، على سبيل المثال. ولكن عددا قليلا جدا من أورام هؤلاء المرضى أظهرت تلك العلامات، لذلك يمكننا التحقق من أنها كانت حقا عينة من أورام سرطان الرئة في المرضى الذين لم يدخنوا مطلقا أو تعرضوا لدخان التبغ بشكل كبير".
ووجد الباحثون أيضا أن حوالي سبعة بالمائة فقط من المرضى الخاضعين للدراسة أظهروا هذه الطفرات عند الولادة.
وقال جوفيندان: "يبدو أن هناك شيئا فريدا بشأن سرطان الرئة لدى الأشخاص الذين لم يدخنوا أبدا. لم نجد دورا رئيسيا للطفرات الموروثة، ولا نرى دليلا على وجود أعداد كبيرة من الطفرات، ما قد يشير إلى التعرض للتدخين السلبي".
وعُثر على حوالي 60% من الأورام عند النساء و40% عند الرجال، على الرغم من أن السرطان أكثر انتشارا في الرجال.
ووفقا للخبير، قد تؤدي بعض الجينات الإضافية إلى تحريف النتائج، على الرغم من "أننا لا نعرف ما هي هذه النتائج حتى الآن".
وأضاف: "أهم اكتشاف هو أننا حددنا طفرات قابلة للتنفيذ في الغالبية العظمى من هؤلاء المرضى - بين 80% و90%. دراستنا تسلط الضوء على الحاجة إلى الحصول على خزعات الورم عالية الجودة للاختبار الجينومي السريري لهؤلاء المرضى، حتى نتمكن من تحديد العلاجات الأكثر استهدافا لأورامهم الفردية".
المصدر: إكسبريس