طبيب تنكر كامرأة وشوّه ريم العلوي بالأسيد في انجلترا
طبيب، اسمه ميلاد رؤوف، اتشحت حياته بالسواد لأن من كانت صديقته الخاصة لبضعة أشهر أثناء دراستهما الطب بجامعة Cardiff University في "ويلز" ببريطانيا، قطعت علاقتها به حين انتقلت للإقامة والعمل في مدينة Brighton البعيدة بأقصى جنوب إنجلترا 190 كيلومترا عن كارديف، ونصفها تقريبا عن لندن، لذلك قرر بعد 6 أسابيع الانتقام. إلا أن انتقامه كلفه أمس الخميس حكم بالسجن 15 سنة.
وبدأ ميلاد رحلته الانتقامية في مايو الماضي، عبر انتحاله شخصية امرأة ليخفي ملامحه، فتنكر بزي النساء، وكلل رأسه بجدايل شعر مستعار، ثم مضى إلى منزل تقيم فيه صديقته السابقة مع زميلات لها في برايتون، وما أن وصل ودق الباب، وفتحته الدكتورة "ريم علوي" المتخصصة بالتخدير، إلا وفاجأها البالغ 25 مثلها، بما كانت تحتاط له وتخشاه.
ظنته امرأة حين سلمها في البداية ما اعتقدت أنها رسالة لتقرأها، ولما فعلت ونظرت فيها، رشها بسكب من أسيد Sulphuric المعروف عربيا باسم حمض الكبريتيك، ففقدت عينها اليمنى بصرها للحال، وأصابتها حروق شديدة في الوجه والعنق والذراعين والصدر، بحسب ما ألمت به "العربية.نت" من وسائل إعلام بريطانية، غطت أمس لفظ الحكم على من هاجمها انتقاما، حيث ورد في الجلسة أنها ركضت إلى الحمام حين لاذ بالفرار، لتحاول بمساعدة صديقاتها غسل الأسيد عنها وهي في رعب وتتلوى من الألم.
ثم أقبلت سيارة إسعاف، نقلتها الى مستشفى كانت تعمل فيه سابقا، فعالجها من كانوا زملاءها فيه، وهم في هول مما وجدوه فيها من تشويه، ثم قاموا باختبار الأسيد المسكوب عليها، ووجدوه نقيا بنسبة 60% على الأقل، لذلك أحدث أذى كبيرا في الدكتورة التي تحدثت في جلسة النطق بالحكم، وقالت بصوت متهدج إنها لا تتمكن للآن من إغلاق عينيها ليلا بسبب ما لحق بجفنيها، وإن الأطباء أجروا لها 5 عمليات جراحية، مع ذلك بقي ألمها النفسي والجسدي مستمرا.
ما جنسية المهاجم وضحيته؟
قالت في الجلسة أيضا، إنها لا تستطيع أن تتخيل كيف ولماذا يرتكب شخص مثل ما فعله صديقها السابق بها تشفيا، ووصفت تأثيره النفسي عليها وعلى أسرتها بأنه هائل، وأنها كانت تعمل طبيبة تدريب قبله، وتعيش حياتها بشكل مستقل "لكني أصبحت عاجزة الآن عن الحضور للعمل أو العيش كالمعتاد.. لقد سلب سنوات من حياتي المهنية ومن شبابي" وفي هذه اللحظة بالذات أحنى مهاجمها رأسه في قفص الاتهام وبكى.
ومما ورد عن ميلاد رؤوف من معلومات شخصية في الإعلام البريطاني، قليل جدا، فللآن لم يرد ما يشير الى جنسيته وجنسية ضحيته، بل فقط اسمه وعمره. إلا أن اعتقاله كان صعبا على ما يبدو، بحسب ما استنتجت "العربية.نت" مما ورد في جلسة النطق بالحكم عليه أمس، فقد دقق المحققون بما التقطه كاميرات مراقبة عامة من مقاطع، فتتبعوا تحركاته، خصوصا اللقطة التي ظهر فيها يركض من الشارع الذي يقع فيه منزل ضحيته، وهي في الفيديو المعروض أعلاه.
وقبلها وبعدها ظهر مرتديا سترة مميزة وقبعة بيسبول، إضافة لظهوره وهو يتخلص من حقيبة استنتجوا أن فيها زيا نسائيا اشتراه. كما وجدوه في لقطات أخرى يركض بزي أسود، ثم يتبضع في أحد المحلات، ولما رأوه في لقطة أخرى يسترد ما يبدو أنه هاتف محمول من سلة مهملات، تعرفوا إلى عنوانه ببرايتون، فاعتقلوه وهو على الطريق، وفتشوا منزله، ووجدوا فيه ما ارتداه حين هاجم ضحيته. كما علموا من التحقيق معه، بأنه يعاني من اكتئاب منذ توفيت والدته في مارس الماضي بالسرطان. إلا أن القضاء تجاهل اكتآبه ولم يرأف به، وعاقبه بأقصى مدة لجريمة كالتي ارتكبها.
العربية نت