كشمير ..ما الذي يحدث الآن ؟
... كشمير هي منطقة جغرافية متنازع عليها تقع شمال غرب الهند وباكستان والصين في وسط آسيا.ولها حدود مع افغانستان والصين والهند وباكستان ، وتاريخيا تعرف كشمير بأنها المنطقة السهلة في جنوب جبال الهملايا من الجهة الغربية. تعرضت للاحتلال من طرف جمهورية الصين وباكستان والهند.
اسلم سكانها بعد اعلان الحاكم البوذي إسلامه وحكمها المسلمون قرابة 500 عاما ، وبعد خروج بريطانيا من الهند قامت بتقسيمها الى منطقتين تتبع الكبرى منها جامو وكشمير الى الهند وكشمير الاصغر الى باكستان لاثارة الفتن بين الدولتين .وبقيت محل نزاع باكستاني هندي منذ العام 1947.
مساحتها 86 الف كم2 ، الشطر الهندي اقليم جامو والكشمير مساحته 53 الف كم2 والباكستاني 32 الف2 .وعدد سكانه في الشطرين حوالي 15 مليون نسمه غالبيتهم من المسلمين 70 %. وقسم صغير تحتله الصين يرتبط بتركستان الشرقية التي تضم غالبية من مسلمي الايغور الذين يطالبون بالاستقلال عن الصين ! .
الصراع حول الاقليم بدأ منذ عام 1947 بعد تقسيم الهند وتاسيس باكستان وكان قرار التقسيم اخضاع الاقليم (كشمير وجامو ) ذات الاغلبية المسلمة الى الباكستان فرفضت الهند ، وقررت الامم المتحدة عمل استفتاء حول تقرير مستقبل كشمير ، فرفضت الهند هذا القرار خشية من ان يقرر الكشميريين اختيار الباكستان او الانفصال وتشكيل دولة اسلامية ترفضها وتخسر الثروات والمياه التي تتواجد على اراضيها وخاصة ان جميع الانهر التي تمر بالباكستان مصدرها كشمير ، وتريد الهند التحكم بتلك الثروات وخاصة المائية منها كما تفعل اثيوبيا مع السودان ومصر ! لكن قوة باكستان النووية تمنعها من هذه الخطوة .
اندلعت 3 حروب بين الباكستان والهند /الاولى عام 1947 وتقرر تقسيم الاقليم بين الدولتين ،ثم الحرب الثانية 1965 بسبب تجاوزات الهند ولم تفلح الامم المتحدة بالتوصل الى اي اتفاق او عمل استفتاء بسبب تعنت الهند واصرارها على ضم الاقليم . وفي الحرب الثالثة 1971 انقسمت باكستان وتأسست بنغلادش بدعم من الهند وبريطانيا والصين .
عام 2019 قررت الهند ضم الاقليم لاراضيها والغاء الحكم الذاتي لكشمير وجامو .
لماذا الآن ؟
الهند وبقرار رئيس الوزراء الهنودسي المتعصب قرر الغاء مادة دستورية تمنع الاقامة للهندوس في الاقليم وقرر منح الهنود تراخيص عمل واقامة في الاقليم لاحداث تغيير ديموغرافي وجعل الغالبية من المسلمين هي الاقلية لمنع وجود اي اقليم اسلامي على ارض الهند ،، فقامت بمنح 4 ملايين ترخيص اقامة وشراء عقارات وعمل للهنود الهندوس والسيخ في الاقليم ، مما اثار حفيظة الكشميريين وخرجوا لمواجهة المخطط ، فارسلت الهند 50 الف عسكري واقامت قواعد عسكرية مراكز امنية للسيطرة ليبلغ عدد القوات في الاقليم نصف مليون عسكري ففرضت الاحكام العسكرية وحظر التجول لايام عديده وقطعت الاتصالات عن العالم واعتقلت 15 الف شاب من المحتجين وقررت هدم منازل المسلمين المعارضين لسياساتها وقتلت ما يزيد على 1200 مواطن حتى اللحظة .
خطوة رئيس الوزراء الهندي جاءت بعد تولي طالبان للحكم في افغانستان وهي الحركة التي قاتلت الهند وتقف مع باكستان في دعم المليشيات الاسلامية الكشميرية ومساندتها ضد الهند ، كما ان الحكومة الامريكية الحالية تدعو لحل مشكلة اقليم كشمير بالاستفتاء الذي قررته الامم المتحده ، فخشيت الهند من ان تقف ادارة بايدن مع الباكستان ومنح الاقليم استقلالا كاملا او اعادته لباكستان بعد استفتاء يجري ،وهو أمر تعارضه الهند بشده وتدعمه الصين التي تخشى من ان تصبح كشمير على حدود "تركستان الشرقية " التي تضم 21 مليون مسلم من الاقلية الايغورية التي تعاني الحصار والسجن الجماعي على يد الصينيين ومنعهم من الاستقلال وفقدانها للثروات والحدود مع 8 دول اسيوية .وكذلك تشكيل تحالف كشميري باكستاني افغاني جديد للتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا .
في النهاية الصراع واضح بين الصين وحلفائها والولايات المتحدة الامريكية وحلفائها وهو ما تعلمه الهند وتقرر التعجل في ضم الاقليم وتغيير الخارطة قبل اجراء اي استفتاء او خطوة تفرض على الهند وهو ما ازعج الامريكان والانجليز واثار حفيظة العالم كله بسبب الاجراءات التي تتبعها الهند في كشمير لتغيير الديموغرافيا والسيطرة ومنعها من الاستقلال او الضم لباكستان .