جوقة التصفيق تنحاز لفوقية الوزير عزايزة، وتلوي عنق السجال وتزور دلالاته!



محرر الشؤون المحلية - 

ثلاثة أيام مضت على الاساءة التي وجهها وزير النقل المهندس وجيه عزايزة للاعلام الأردني على الهواء مباشرة، دون أن نسمع منه أي اعتذار او توضيح لما بدر منه من نزق واستعلاء واستخفاف بالجمهور ووسيلة الاعلام التي استضافته (قناة المملكة)، والأنكى من ذلك ما نشهده اليوم من حملات ممنهجة تطال مقدم البرنامج الزميل عامر الرجوب وتذهب بالسجال الى منعرجات تتعامى عن جوهر الاشكال وتحط به في اكثر الزوايا ظلمة ولؤما، ان ما نشهده من اصطفاف لدعم موقف و رواية العزايزة الذي لم يحترم الرأي العام والقطاع الذي يمثله - قطاع النقل - معيب ويندى له جبين المهنة والعاملين فيها .

لم نستغرب هذا السلوك من الوزير العزايزة، لأننا نلمس في كل قرار وموقف وسلوك و تصريح ، الفوقية الطاغية التي يتعامل بها المسؤولون والرسميون في بلادنا مع الناس ومع وسائل الاعلام، ولكن ان يتم حرف القضية ،وتضليل الناس ، وتزييف الوقائع ولي عنقها ، امر مرفوض تماما ، و يتطلب اعادة الامور الى نصابها الصحيح ..

الوزير وفي سياق تهرّبه من أسئلة الزميل الرجوب وجّه عدة اساءات، بداية من اعتباره "الطرح الذي يجري سطحي"، ثم التذرّع بوجود "عشاء" وأشخاص ينتظرونه على العشاء، وأخيرا بقوله إنه ولدى التحضير للحلقة وافق على تقديم مداخلة "ليعطي وجهة نظره وليس الدخول في نقاش"! وزير النقل يريد أن يقول رأيه بكلّ ما يمكن أن يحتمله من مغالطات و يغادر الحوار الدائر مع ممثلي قطع النقل دون أن يترك للمذيع أو الطرف الآخر فرصة لمحاججته والتعليق على هذا الازدراء و الفوقية !

نعلم جميعا أن الوزير عزايزة ليس مختصا بقطاع النقل، وأنه لا يملك اجابات على الأسئلة الكبيرة التي يطرحها العاملون في هذا القطاع، و ربما يكون هذا السبب المباشر لشكاوى العاملين في أنماط النقل المختلفة من سياسة الأبواب المغلقة التي تنتهجها وزارة النقل منذ تولّيه مسؤولياته، لكنّ هذا لا يبرر على الاطلاق التعالي على وسائل الاعلام التي تمثّل صوت الشعب وسمعه وبصره .

العزايزة وغيره من أعضاء السلطة التنفيذية كُلّفوا بخدمة الاردنيين ، وكتاب التكليف والتوجيهات الملكية دائما تركّز على ضرورة أن يكون المسؤول رجل ميدان، لا أن يمضي وقته وسحابة يومه في قبول دعوات الغداء والعشاء. تماما كما أن واجب الصحفي والاعلامي أن ينقل وجهة نظر الناس، وأن لا يترك الهواء حكرا على تلك الرواية المهزوزة ، دون عرض نقيضها ، هذا واجب الصحفي وإلا فليترك مهنته ويكتفي بقراءة البيانات والتصريحات الصحفية الرسمية .

الغريب، أن نرى اليوم بعض العاملين في قطاع الاعلام يتبنون الدفاع عن الوزير لأسباب لا يمكن تفهمها أو تقبّل دوافعها البعيدة عن المهنية، فالأصل أن لا يقبل الصحفي اكتفاء المسؤول بطرح وجهة نظره دون محاججته فيما يطرح من آراء، والكارثة أن يعتقد البعض بأن ارتباط الوزير بموعد على العشاء أهم من بحث ومناقشة معاناة آلاف العاملين والمستثمرين في قطاع استراتيجي بحجم قطاع النقل..