أكثر من 300 مليون دولار.. خسائر قياسية للـ"احتيال الرومانسي" في عام الجائحة
دفعت الوحدة، التي شعر بها العديد من الأميركيين أثناء إجراءات الإغلاق بسبب كورونا، إلى الإنترنت بحثًا عن علاقة عاطفية، لكنهم تعرضوا للاحتيال مما تركهم بحساب مصرفي فارغ إضافة لقلب مكسور، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
على مدى السنوات الثلاث الماضية، أكد العديد من الأشخاص أنهم خسروا أموالا كثيرة في عمليات الاحتيال الرومانسية أكثر من أي نوع آخر من الاحتيال، وفقًا للجنة التجارة الفدرالية.
في العام الماضي، وصلت قيمة المبالغ المبلغ عنها في حالات الاحتيال الرومانسي إلى نحو 304 ملايين دولار، بزيادة حوالي 50 في المائة عن عام 2019.
وكان أكثر المبلغين من كبار السن، فقد أفاد تقرير جديد صادر عن لجنة التجارة الفيدرالية أن الأشخاص المبلغين، الذين يبلغون من العمر 60 عامًا فأكثر خسروا حوالي 139 مليون دولار في عمليات الاحتيال الرومانسي عام 2020. وهو أكثر بنحو 84 مليون دولار عن خسائر 2019.
وأشارت الصحيفة الأميركية أن هذه الأرقام للأشخاص الذين أبلغوا فقط.
وبحسب الصحيفة، يستخدم المحتالون ملفات تعريف مواعدة مزيفة، ويبدأون في إرسال رسائل رومانسية للضحايا. وفي النهاية يقنع المجرمون ضحاياهم بإرسال الأموال لهم عبر بطاقات الهدايا أو الحوالات المصرفية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل جائحة كورونا، كان المحتالين يختلقون جميع أنواع الأسباب لعدم الالتقاء شخصيًا بضحاياهم، ويمكن لإلغاء المواعيد أكثر من مرة أن ينبه بعض الضحايا إلى أنهم تعرضوا للخداع. لكن الوباء أعطى المجرمين عذر مقنعا للحفاظ على العلاقة عبر الإنترنت وتجنب المقابلة وجهًا لوجه.
تقول كاتي دافان، مساعدة مدير قسم ممارسات التسويق في "لجنة التجارة الفيدرالية": "ما يفعله المحتالون في عمليات الاحتيال الرومانسي هو أنهم يختلقون أسبابًا لتجنب مقابلة ضحاياهم شخصيًا".
وأضاف دافان: "المحتال يقول لضحاياه إنه لا يستطيع السفر بسبب الوباء أو ألغى موعدًا بسبب اختبار كوفيد -19 إيجابيًا". وطالب الناس بعدم الخجل من الإبلاغ عن قصصهم.
هذه الأرقام الكبيرة لعمليات الاحتيال الرومانسية لا تفاجئ كاثي ستوكس، مديرة برامج منع الاحتيال في مؤسسة "AARP". وقالت إنه "لا يزال الكثير من الناس معزولين بسبب الوباء. إنهم وحيدون، وفي حالة الأرملة أو الأرمل، حزينون. هذا يجعلهم أكثر ضعفًا وعرضة لأن يكونوا ضحايا لمثل هذه العمليات".
وأضافت ستوكس: "ربما يكون الوباء قد دفع المزيد من الناس إلى الإنترنت، سواء كان ذلك عبر تطبيقات المواعدة، أو لمجرد الانخراط بشكل أكبر في وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب عبر الإنترنت".
وأشارت إلى أن المشكلة هي أن عملية الخداع يمكن أن تستمر لأشهر أو سنوات، مما يؤدي إلى استنزاف مدخرات الأشخاص. وقالت ستوكس: "نحن لا نتحدث فقط عن 1000 دولار أو 10000 دولار. كان لدينا ضحايا اتصلوا بخط المساعدة ممن فقدوا نصف مليون دولار. بمجرد أن يدركوا أنها كانت عملية احتيال، فإنهم يتعرضون للدمار ماديًا وعاطفيًا. وينتهى الحال ببعض الضحايا إلى الانتحار".
الحرة