في الهوية والوطن والدولة
الثقافة هي اسلوب حياة المجتمع وعاداته وتقاليده المتوارثة عبر الاجيال وتعتبر ثقافة اي مجتمع هي المكون الاساسي لهويته الوطنيه لذلك فان مفهوم الهوية الجامعه بتقديري هو انها تجمع العادات والتقاليد لكل مجتمع في اطار الدوله الواحده ، الاردن مثلا فيها ثقافات مختلفه تشكل هويته الوطنية وهي ثقافة المدينة وثقافة القرية وثقافة البادية وعليه فان موضوع الهوية الجامعه المقصود به انها تجمع ثقافات المجتمع في الدوله الواحده وليس المقصود به ان تجمع هويات مختلفه كما فسرها البعض وهنا انا لا ادافع عن احد ولكن ارد على اصحاب هذا المفهوم مع افتراض حسن النيه .
في مفهوم الدوله والوطن ايضا هناك من يطالب بدوله مدنيه وكاننا نعيش في دوله عسكريه او شموليه نحن نعيش دوله مدنية بمعنى دوله المؤسسات والقانون والتوازن بين السلطات الثلاث بشكل عام وبتقديري هنا ان المطالبون بالدوله المدنية متاثرون بالتجربة الغربيه القائمة على مفهوم الفردية بعيدا عن الدين والاصول والمنابت والثقافات والعشيرة والمنطقة والتمثيل الجغرافي والديمغرافي ...الخ وبتقديري هذا لا يصلح في بلدنا ولا حتى في اي مجتمع عربي اسلامي بسبب ثقافة المجتمع المتاصله عبر الزمن ومن المستحيل تغيرها على الاقل في الاردن .
في نقاش جمعني بالمهندس نعيم خصاونه احد اعضاء حزب جبهة العمل الاسلامي حول موضع الدوله والوطن والهوية وبعد نقاش طويل نسبيا عبر عن رايه الشخصي بهذا الموضع بكلمات معدوده ومعنى كبير حين قال " هم يردونه دوله فقط ونحن نريده وطن ودوله " بمعنى الحفاظ عل الهوية الوطنية ومصالح الدوله العليا بعيدا عن تحقيق المكاسب والمرابح والتجاره على حساب الوطن ومصالح ابناءه مع الحفاظ على الوطن والعشيرة . وهنا اتذكر مقوله الحسين رحمه الله ومن بعده جلاله الملك عبدالله "ايها الاهل والعشيرة " .