بعد تهديدات أردوغان.. السفارة الأمريكية في أنقرة تتراجع عن بيانها
تراجعت السفارة الأمريكية في أنقرة، اليوم الإثنين، عن موقفها حول عثمان كافالا، المحبوس بتهمة الضلوع في محاولة الانقلاب عام 2016، مؤكدة مراعاتها للمادة 41 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، التي تنص على احترام الدبلوماسيين قوانين الدولة المعتمدين لديها.
وأفادت السفارة الأمريكية في بيان مقتضب عبر تويتر، أن الولايات المتحدة تؤكد مراعاتها للمادة 41 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، عقب التساؤلات التي أثيرت بشأن البيان الصادر، في 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حول "عثمان كافالا”، المحبوس بتهمة الضلوع في محاولة الانقلاب عام 2016.
كما قامت كل من سفارات كندا وفنلندا والدنمارك وهولندا والسويد والنرويج ونيوزلندا، الموقعة أيضا على البيان، بإعادة تغريدة بيان الولايات المتحدة.
وتشترط المادة 41 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية على احترام الدبلوماسيين لقوانين ولوائح الدولة المعتمدين لديها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدولة.
ورحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، ببيان سفارة الولايات المتحدة وباقي السفارات حول مراعاتها للمادة 41 من اتفاقية فيينا التي تنص على عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول المضيفة. بحسب ما أفادت مصادر في الرئاسة التركية للأناضول.
والإثنين الماضي، أعلنت الخارجية التركية استدعاء سفراء 10 دول إثر نشرها بيانا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، زعمت فيه أن القضية المستمرة بحق كافالا تلقي بظلالها على الديمقراطية وسيادة القانون في تركيا، ودعت إلى الإفراج عنه.
والسبت الماضي، أعلن أردوغان أن سفراء الدول العشر، وبينها فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، الذين وجهوا دعوة لإطلاق سراح رجل الأعمال عثمان كافالا سيتم إعلانهم "أشخاصا غير مرغوب فيهم”.
جاء ذلك في كلمة لأردوغان تعليقا على مطالبة السفراء بإطلاق سراح رجل الأعمال عثمان كافالا المتهم بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
وقال أردوغان "أصدرت تعليمات إلى وزير الخارجية، لإعلان السفراء العشرة أشخاصا غير مرغوب فيهم في أسرع وقت”.
وأضاف "يجب على هؤلاء السفراء معرفة تركيا وفهمها وإلا فعليهم مغادرة بلادنا”.
وفي بيان غير مألوف، نشر مساء الاثنين الماضي، دعت كندا وفرنسا وفنلندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا والنرويج والسويد والولايات المتحدة إلى "تسوية عادلة وسريعة لقضية” رجل الأعمال عثمان كافالا المسجون منذ أربعة أعوام.
وأضاف أردوغان "نضال تركيا في سبيل عالم أكثر عدلا يزعج كثيرا المستعمرين وامتداداتهم بيننا، نحن لا نتعامل أبدا مع أولئك الذين يتطاولون على تركيا بدلا من مواجهة ماضيهم الدموي والقاتل في أفريقيا”.
وأردف أردوغان "ألستم من قتلتم مليون شخص في الجزائر ومليون شخص في نيجيريا وقتلتم 900 ألف شخص في رواندا؟ من هؤلاء؟ إنهم الغرب وفرنسا من فعلوا ذلك”.
واستطرد أردوغان "لا يمكن لهؤلاء أن يعطونا درسا في الإنسانية، يجب أن يتعلموا أولا عن الإنسانية، من أين؟ من تركيا، لأن أشقاءنا الأفارقة يردون بالشكل الذي يستحقه أولئك الذين ينتقدوننا بسبب سياستنا تجاه أفريقيا”.
وقال الرئيس التركي "سنواصل تعزيز تعاوننا مع قارة أفريقيا، ونضالنا هناك يزعج المستعمرين”.
وتابع "خلال الفترة المقبلة، سنواصل تعزيز تعاوننا مع القارة الأفريقية، التي تعد من أهم أجزاء رؤيتنا العالمية، ولو على حساب إزعاج المستعمرين وطابورهم الخامس”.
(الجزيرة + وكالات)