السيجارة الالكترونية تغزو الأسواق وتهدد صحة الأردنيين
يلجأ عشرات الأشخاص في الأردن يوميا للتحول إلى التدخين الإلكتروني في محاولة للتخلص من تدخين التبغ التقليدي معتقدين وفق معلومات متداولة ورائجة ان السيجارة الإلكترونية تعتبر وسيلة آمنة لترك التدخين وأضرارها أقل من التبغ التقليدي.
وغزت السجائر الإلكترونية الأسواق الأردنية بشكل لافت وكبير فمواقع البيع تنتشر بكل مكان وتباع كذلك على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يسهل عملية تداولها ووصولها وفقا لإعلانات مغرية تستهوي المدخنين بتصاميم وأشكال جاذبة ومغرية إضافة للنكهات المختلفة كالمانجا وتشيز كيك وغيرها.
*** موديل وموضة ومدخنين جدد .
وأصبح إستخدام السيجارة الالكترونية كنوع من «الموضة « اذ دخلت شرائح جديدة غير مدخنة وتوجهت لهذا المنتج وأضحت رائجة بين الفئات العمرية المختلفة وخصوصا الشباب والمراهقين والنساء كبديل وموديل جديد متطور يحاكي طبيعة الحياة التي تتجه نحو الجانب الإلكتروني في مختلف المجالات وبالتالي إرتفاع نسبة المدخنين.
الحكومة سمحت بالإستيراد
وسمحت الحكومة رسميا بإستيراد السجائر الإلكترونية في شهر نيسان عام 2019 وفق ما نشر بالجريدة الرسمية وفرضت ضريبة 200 % عليها.
وبحسب مدير مؤسسة الغذاء والدواء نزار مهيدات تم إدخال كميات مهربة للأسواق من أجهزة السجائر الالكترونية والسائل الخاص بها خصوصا قبل سماح الحكومة ببدء إستيرادها بشهر 5 عام 2019 مبينا ان انشاء وحدة التبغ جاء في ظل حالة الفوضى ودخول كميات مهربة بعيدا عن الرقابة.
واضاف أن وحدة التبغ تعتبر من أهم الوحدات التي تم استحداثها في المؤسسة، حيث تم تفويضها بأداء الدور الرقابي والتنظيمي على التبغ ومنتجاته بما في ذلك السجائر الإلكترونية للتأكد من مطابقتها للمعايير العالمية والمواصفات والمقاييس الأردنية الخاصة بهذه المواد».
وأوضح ان الأردن يطبق المواصفة الاوروبية بخصوص السائل الالكتروني ويسمح باستيراد نكهات الفواكه فقط من السائل الخاص بالسيجارة الالكترونية بينما النكهات الأخرى كمشروبات الطاقة والحلويات جميعها ممنوعة ومخالفة وغير مطابقة للمعايير والمواصفة الأردنية المعتمدة.
وزاد مهيدات ان المؤسسة ترخص فقط عبوات 10 مل من السائل الالكتروني موضحا ان أي ترويج للسجائر الإلكترونية والسائل على وسائل التواصل الاجتماعي مخالف للقانون.
واشار الى إنّ المؤسسة رخصت أكثر من 244 منشأة لعرض وبيع وتجارة وتخزين الأجهزة الإلكترونية والسائل الإلكتروني والتبغ المسخن في كافة مناطق الأردن وتخضع جميعها للرقابة والمتابعة من قبل المؤسسة.
وبين ان السجائر الالكترونية المستوردة خلال عامي 2020 و2021 بلغ 11725 الف كيلو إضافة لإستيراد 18596 الف كيلو من محضرات السجائر السائلة.
وتكشف أرقام المؤسسة العامة للغذاء والدواء عن حجم الإستهلاك المتزايد للسائل المستخدم بالسجائر الالكترونية حيث ان شحنات وطلبيات بعض الشركات المستوردة والتي تصل لـ 50 الف عبوة و150 الف عبوة من السائل يصار توزيعها بيوم واحد في الأردن.
بلاء جديد... إدمان الالكتروني لا مفر منه
لم يكن يعلم أحمد سليم مدخن تبغ منذ 20 عاما أنه في محنة حقيقية بعد قرار مفاجئ إتخذه في ليلة ظلماء بترك الدخان بعد خروجه من عيادة القلب فوصية الطبيب عالقة في أذنه بضرورة قطع الدخان فورا.
أحمد أخذ بنصيحة صديق العمر بضرورة التحول للدخان الإلكتروني حتى يتسنى له ترك الدخان فهو مولع بالتدخين ولا يستطيع ان يتخيل نفسه بلا دخان ولو لدقيقة واحدة فصديق العمر أخبره ان لا خيار أمامه سوى التوجه لطريقة آمنة وعصرية للتخلص من الدخان وسمومه وصولا إلى هجره عبر اللجوء للسيجارة الإلكترونية حيث ينفث أحمد الدخان يوميا من سيجارته الإلكترونية للعام الثاني على التوالي لكن كما يقول انه لم يتمكن من الإقلاع عن التدخين ولم تساعده السيجارة الالكترونية على ترك الدخان كما أخبروه عن فوائدها العظيمة بأضرارها القليلة والمساعدة بالخلاص من التبغ.
في غرفة مغلقة ولمة شباب من أجل لعبة ورق الشدة خلال سهرة ليلية الكل يمارس إشعال السجائر ونفث الدخان في الهواء وما لفت انتباه صايل بطاينة طالب جامعي خلال السهرة قيام رفيقه باستخدام السيجارة الالكترونية مما أثار فضوله لخوض التجربة بعد شرح طويل قدمه له رفيقه عن نكهاتها وسهولة حملها وإستخدامها دون الحاجة لإشعالها بالولاعة وانما بكبسة زر وخلوها من المضار خلافا للسجائر التقليدية على حد قول رفيقه حيث يعبر بطاينة عن ندمه الشديد بسبب تجربة قادته لإدمان الدخان الالكتروني.
تجربة البطاينة تحولت الى نقمة حيث يبين أنه اصيب عدة مرات بإلتهاب الصدر والحلق وأصبح يشعر بتعب وإرهاق أثناء المشي لمسافات وكل ذلك بسبب التدخين الالكتروني.
محمد العلي « 57 عاما « مدخن منذ أكثر من 30 عاما يقول انه قام بشراء السيجارة الإلكترونية منذ حوالي عامين أملا في هجر التبغ التقليدي وتبعا لما هو متداول بأن ضرر الإلكتروني أقل مبينا ان السائل الخاص بالسيجارة الالكترونية متوفر الآن بكل محل وضرره متشابه فالنيكوتين موجود بمكونات السيجارة الالكترونية إضافة لمواد أخرى ونكهات وخلطات غير معروفة لها أضرار على الصحة.
يضيف العلي أحاول التخلص من التدخين لكن بلا جدوى ولم تساعدني السيجارة الإلكترونية حتى من ترك التبغ العادي بل على العكس اليوم أصبحت مدمنا على الإلكتروني والتقليدي والضرر تضاعف على صحتي فقد كنت في بلاء واحد والآن أصبحت مبتليا بضررين.
الصحة العالمية تدقس ناقوس الخطر
وحذرت منظمة الصحة العالمية من السيجارة الالكترونية مؤكدة إن الادعاءات المتعلقة بسلامة السجائر الإلكترونية وفعاليتها في الإقلاع عن التدخين لا أساس لها من الصحة في الأدلة العلمية فالسجائر الإلكترونية تحتوي على النيكوتين وهو عنصر ضار ويسبب الإدمان ويؤثر على نمو الدماغ لدى الشباب وترتبط السجائر الإلكترونية أيضاً بالإصابات والأمراض المعدية للحلق والفم، والسعال، والغثيان، والقيء.
وتنبه منظمة الصحة العالمية من أن معدلات الانتقال لاحقا من التدخين الإلكتروني للسجائر العادية تزيد لدى المدخنين تحت السن القانونية بنحو مرتين أو ثلاثة عن الشباب الأكبر سنا.
وتعرف المنظمة السجائر الإلكترونية بأنها أجهزة تقوم بتسخين السوائل ليتم من خلالها استنشاق الدخان وغالبا ما تحتوي على نكهات مثل عرق السوس والحلوى فضلا عن مواد كيماوية ضارة كالنيكوتين أحيانا.
على الرغم من عدم تحديد العلماء حتى الآن بشكل نهائي للأضرار التي يمكن للتدخين الإلكتروني أن يتسبب فيها على المدى الطويل، «يوجد أدلة متزايدة على أن تلك المنتجات لا تخلو من ضرر»، على حد وصف المنظمة فبعض السوائل المستخدمة للتدخين الإلكتروني تحتوي على مادة النيكوتين بمقدار أكبر مرتين مقارنة بالسجائر العادية كما ربطت بعض الدراسات بين التدخين الإلكتروني والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم ومشاكل في الرئة.
العلم يحسم موقفه
وقال مؤسس الجمعية الوطنية الأردنية لمكافحة التدخين ورئيسها السابق أمين عام المجلس العربي لمكافحة التدخين الدكتور محمد شريم ان التدخين له مردود سلبي ويتسبب بخسائر مادية وصحية على المدخن وعائلته والمجتمع ويمتد الأمر الى الأشخاص المحيطين به الذين يستنشقون السموم التي تتطاير من السيجارة سواء الالكترونية او العادية.
ويضيف ان التدخين أمر غير طبيعي والعلم هو المرجعية الوحيدة للحقائق البشرية في القرن الواحد والعشرين فالعلم يحدد كل ما هو مفيد وضار.
وأشار الدكتور شريم إلى ان الموقف العلمي يؤكد ان التدخين الإلكتروني يلحق الأذى والضرر بصحة الإنسان ويؤذي القلب والرئة وكذلك يؤثر على المرأة الحامل والجنين وذلك وفقا لقرارات منظمة الصحة العالمية التي تعتبر المرجع الأول للصحة في كل دول العالم.
وأوضح ان استخدام كلمة «أخف» بالنسبة للمقارنة بين السيجارة الالكترونية وسيجارة دخان التبغ هو مصطلح غير موجود علميا والأصح ان التدخين بكافة أشكاله سواء الإلكتروني أو التبغ أو الأرجيلة او السيجار يلحق أذى بصحة الانسان.
وأضاف ان تدخين السجائر الالكترونية والتبغ يشكل ضررا أكبر على الرئة فحوالي 96% من المصابين بسرطان الرئة هم من المدخنين حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية.
العلم يوضح ان العلاقة سببية بين التدخين والسرطان فالإصابة بالسرطان لا تأتي بمحض الصدفة وإنما تكون إصابة المدخن بالسرطان حتمية وفق الدكتور شريم الذي أشار الى ان التدخين يسبب الشيخوخة المبكرة والضعف الجنسي والعقم ويلحق ضررا بالأم الحامل المدخنة ويحدث تشوهات بالجنين ويكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض وأقل عمرا وأقل ذكاء من الطفل الذي لا تدخن والدته.
مكافحة التدخين تستدعي إعلان حالة طوارئ
8 ملايين وفاة هم ضحايا وباء التدخين عالميا ، حيث يؤكد الدكتور شريم ان نسب التدخين في الأردن مقلقة ومرتفعة جدا وهذا يتطلب موقفا واضحا وصريحا من وزارة الصحة بتكثيف عملية التوعية من خلال توجيهات يومية للمواطنين حول مخاطر وأضرار وباء التدخين على الصحة العامة ، مبينا ان الأردن نجح بالتوعية اليومية حول وباء كورونا المستجد عبر اعتماد استراتيجيات محددة ومنها نشر التثقيف بالتباعد وإجراءات السلامة العامة الواجب إتباعها وضرورة أخذ المطعوم.
المطلوب كما يقول الدكتور شريم هو إعلان حالة طوارئ مستدامة كما فعلت الدولة الاردنية بمواجهة كورونا والكوليرا وإعطاء مكافحة التدخين أهمية من خلال التثقيف وتفعيل الأنظمة الصحية لحماية المجتمع من وباء التدخين بإدراجه في سلم اوليات المشاكل الصحية في مجتمعنا وإعلان حالة إستنفار تامة لمحاربة التدخين المتنامي بين الفئات العمرية المختلفة وخاصة المراهقين والشباب وبكل أشكاله.
وزاد ان السيجارة الالكترونية تحتوي على منكهات ومواد صناعية كيماوية مختلفة لجعل طعمها ولونها ورائحتها مستحبة وكذلك تحتوي على مواد مسرطنة ومادة النيكوتين التي تعتبر من أسرع المواد بالوصول للدماغ وتصل اليه أي ـ الدماغ ـ بغضون 6 ثواني.
التدخين ليس عادة وإنما إدمان ويصعب تركه والمادة المسؤولة عن الإدمان في السيجارة الإلكترونية والتبغ هي النيكوتين والإنسان المدخن لا يستطيع أن يمارس سلوكياته وطاقاته العقلية والجسدية والفكرية والعاطفية بالشكل الصحيح السليم الا بأخذ النيكوتين فعندما لا يأخذ المدخن النيكوتين يكون بوضع غير طبيعي وعند ممارسته للتدخين يأخذ هذه المادة ويصبح طبيعيا دون إدراكه للمخاطر التي تدمر صحته وجسده حسب ما أوضح الدكتور شريم.
وأضاف الدكتور شريم ان التدخين بما فيه الإلكتروني يشكل بيئة خصبة لنمو فيروس كورونا بالجسم ويزيد مدة المرض فنسبة كبيرة من المصابين بكورونا هم من المدخنين مشددا على ضرورة إجراء دراسة محلية توثق أرقام المصابين بكورونا من فئة المدخنين وأن تتضمن جميع البيانات المتعلقة باي مريض بندا يوضح حالته : مدخن او غير مدخن.
مواد مسرطنة وسامة
وقالت مدير مديرية التوعية والإعلام الصحي في وزارة الصحة الدكتورة عبير موسوس ان السيجارة الالكترونية عبارة عن أداة لا تحرق أوراق التبغ أو تستخدمها بل تقوم بتبخير محلول معين ومن ثم يستنشقه مستعملها.
وأوضحت ان المكونات الرئيسية للمحلول النيكوتين، البروبلين، جليكول المخلوط بالجلسيرين والنكهات المطعمة او بدونها وتكون المكونات بنسب متفاوتة وتسوق بأشكال منها الأرجيلة الإلكترونية، فيب، ميني فيب وغيرها.
المخاطر والأضرار الصحية
الأبخرة الصادرة عن السجائر الالكترونية لها أضرار على تطور الجنين ونمو الدماغ مع وجود اضطرابات التعلم والقلق وتحتوي السجائر الالكترونية على مادة النيكوتين وهي مادة قلوية ضارة تسبب أمراض للجسم مثل أمراض القلب والشرايين والإدمان الشديد وفق الدكتورة موسوس.
واضافت ان هذه المنتجات تعمل على إيصال كميات لا يمكن التحكم بها من النيكوتين مما يؤدي الى زيادة مستوى الإدمان ودخان السجائر الإلكترونية يحتوي على مواد سامة ومسرطنة ( الفورمالديهاين، الإكرولين) والاستيل الدهايد اضافة لحدوث حالات الإنفجار مما يسبب أضرار لمستخدميها.
وأشارت الى ان صغر حجم الجزيئات الناتجة عن أبخرة السجائر الالكترونية يؤدي إلى اختراقها الجهاز التنفسي بكميات أكبر من السجائر العادية مما يؤدي إلى زيادة الأضرار على المدخنين والمجاورين لهم وكلما زادت شدة الفولتية في السيجارة الإلكترونية زادت المواد الضارة الناتجة مثل الفورمالين.
وتكمن خطورة السجائر الالكترونية في استخدامها من قبل الفئة العمرية أقل من 18 عاما والتي تقودهم الى الإدمان وتحولهم الى تدخين السجائر العادية والإستخدام المزدوج قد يؤدي لاستخدام السجائر التقليدية بكميات أكبر لدى مدخني السجائر العادية حسب ما أفادت الدكتورة موسوس.
الدعاية والترويج والاعلان
تنص احكام المادة (54) من قانون الصحة العامة رقم 47 لسنة 2008 وتعديلاته على : (لا يجوز لأي شخص او جهة عامة او خاصة بما في ذلك وسائل الاعلام طبع او عرض او نشر أي اعلان لأغراض الدعاية لأي من منتجات التبغ او توزيع أي نشرة او ادوات او مواد للتعريف به او الاعلان عن منتجاته ).
الإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي والفيس بوك ممنوع وهو مخالف للقانون حسب المادة أعلاه ويعاقب حسب المادة 63/ ب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد على ستة اشهر او بغرامة لا تقل عن الف دينار ولا تزيد على ثلاثة الاف دينار كل من قام باي من الافعال التالية: طبع او عرض او نشر أي اعلان لأغراض الدعاية لأي من منتجات التبغ او توزيع أي نشرة او ادوات او مواد للتعريف به او انه معروض للبيع.
واستنادا لأحكام المادة 63 /ج/5 من قانون الصحة العامة رقم 47 لسنة 2008 وتعديلاته والتي تنص على عدم صنع أو إستيراد أي جهاز يستخدم لغايات التدخين ، الا ان الدكتورة موسوس أشارت الى ان منع استيراد اجهزة خاصة بالتدخين لا يزال موجودا في قانون الصحة العامة لكن مجلس الوزراء سمح ووافق على إدخال السجائر الالكترونية وفرض ضرائب على إستيرادها وخول المؤسسة العامة للغذاء والدواء بإعطاء التراخيص لإستيرادها رسميا بدءا من شهر ايار عام 2019 بعد نشر ذلك مسبقا بالجريدة الرسمية.
نسب الإنتشار
وبينت الدكتورة موسوس انه وفقا لنتائج المسح الوطني لعوامل الإختطار للأمراض غير السارية لعام 2019 للأعمار من 18 عاما فما فوق فقد أظهرت النتائج ان نسبة انتشار التبغ بين الرجال 66,1% ونسبة انتشار التبغ بين النساء 17,4% ونسبة تدخين السجائر الالكترونية والمنتجات المستحدثة رجال 15,9% ونساء 2,6%
واشارت الدكتورة موسوس الى ان المؤسسة العامة للغذاء والدواء من خلال وحدة التبغ مسؤولة عن ترخيص وإستيراد السجائر الإلكترونية وتم وضع مواصفة قياسية لها من قبل مؤسسة المواصفات والمقاييس.
مدخنون لا يعرفون الحقيقة
وقال رئيس جمعية الأغوار الشمالية الخيرية لمكافحة التدخين محمد الفحيلي ان الجمعية لديها مبادرات عديدة للتوعية حول مخاطر التدخين من خلال محاضرات تثقيفية لطلبة مدارس حيث تم اعطاء أكثر من 1000 محاضرة وتوزيع منشورات ومطبوعات على الدوائر الحكومية إضافة لتنظيم مسيرات رفعت خلالها يافطات تحذر المواطنين من آفة التدخين على صحتهم وحياتهم.
وأضاف انه مع دخول السيجارة الالكترونية وانتشارها مؤخرا بشكل لافت فقد أدخلت الجمعية تأثيرات ومضار هذه السيجارة ضمن برامجها التوعوية بحيث أصبح يخصص لذلك محاضرات كاملة.
واشار الى ان السيجارة الالكترونية أخطر من التبغ التقليدي والمواد المحترقة فيها أثناء التسخين تحتوي على مواد مضرة بالصحة لا سيما انه لا يعرف طبيعة المواد المصنعة منها منوها الى ان العديد من المواد المستخدمة بهذه السيجارة كالسائل والمعروف بـ «الجوس» تدخل الى الأسواق عن طريق التهريب بعيدا عن الرقابة والمواصفات وبالتالي فان كثيرا من المدخين لا يعرفون حقيقة وطبيعة المواد التي تتكون منها السيجارة الالكترونية.
وبين ان هذه السيجارة أصبحت في متناول الجميع وتشجع على التدخين بشكل أكبر فكثير من المدخنين خصوصا الشباب يمارسون التدخين سرا دون علم والديهم ويلجاؤن لهذه السيجارة لسهولة إستخدامها وإخفائها بسرعة حيث يقوم كثير من الشبان بوضعها في « جيب» الألبسة حتى لا يتمكن أحد من ملاحظتها.
السيجارة الالكترونية شبيهة بالنرجيلة ويشترك باستخدامها أكثر من شخص وبالجلسة الواحدة يتم تداولها بين عدة مدخنين مما يسهل نقل الأمراض بين مستخدميها كالإنفلونزا وكورونا وفق الفحيلي.
«ابني صار زلمة وبدخن» وأمهات يفاقمن المشكلة
«ابني صار زلمة وبدخن» حيث تشجع هذه العبارة كثيرا من الشباب على التدخين التقليدي أو الإلكتروني كما يقول الفحيلي الذي اشار الى ان الجمعية رصدت وخلال لقاءاتها مع طلبة مدارس وسيدات من المجتمع المحلي ان بعض النساء ينظرن الى تدخين أبنائهن من منطلق «الرجولة».
ولا يقتصر الأمر على ذلك وانما تشجع أمهات أبناءهن على التدخين فالإبن لا يستطيع التدخين أمام والده كون غالبية الآباء يرفضون مشاهدة أبنائهم يمارسون التدخين لمخاطره من جهة وحاجته لمبالغ يومية فعند اكتشاف الأم ان ابنها يدخن خلسة تتعامل مع الأمر بعاطفة وتقوم بإعطاء إبنها ثمن الدخان دون علم رب الأسرة حسب ما افاد به الفحيلي.
مبادرة تحفيزية بتكريم 150 مقلعا عن التدخين
الجمعية التي تأسست عام 2007 وتتبع لوزارة التنمية الاجتماعية تضم 25 من المؤسسين الحاصلين على شهادات علمية في مجال الصحة حيث قامت الجمعية بتكريم 150 شخصا من المقلعين عن التدخين بعد تبيان مضار التدخين الصحية والإقتصادية والأسرية والاجتماعية من خلال فعاليات ومحاضرات قامت بها بحسب الفحيلي ، إذ أكد ان هذه المبادرة تركت أثرا إيجابيا لدى هؤلاء الأشخاص كما عززت وحفزت آخرين لترك التدخين.
يدرك الفحيلي ان مهمة مكافحة التدخين الإلكتروني والتقليدي ليست بالأمر السهل نتيجة انتشاره بشكل كبير بعد ان وصلت أعداد المدخين الى نسب مرتفعة وعالية بين الذكور والاناث فالكثير يتأثر برفاقه ويقوم بتقليدهم كما ان التجربة وحب الفضول تقود كثيرين للتدخين ولذلك فان على الأسر وخصوصا الأمهات تحمل مسؤولية بشكل أكبر لتوعية أبنائهم بأضرار ومخاطر التدخين وتقديم النصائح المستمرة لهم مؤكدا ان الجمعية تبذل كل جهودها للتوعية بمخاطر التدخين وأضراره.
ما حكم السيجارة الإلكترونية؟
وبحسب دائرة الافتاء العام في الاردن في الفتوي رقم 3436 فان الأرجيلة والسيجارة الإلكترونية من الوسائل التي يروج لها كبدائل عن الأرجيلة والسيجارة التقليدية، وتحتوي الأرجيلة والسيجارة الإلكترونية على الكثير من المواد السامة التي تضر بمتعاطيها؛ والله عز وجل يقول: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} الأعراف/157، ولا شك أن المضر من الخبائث.
وحذرت وزارة الصحة الأردنية منها موضحة أنهما يحتويان على نفس المواد السامة، ومحذرة من تداول واستيراد هذين المنتجين إلى الأردن.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من السيجارة الإلكترونية موضحة أنها ذات مستوى عالٍ من التسمم، مستبعدة أن تكون وسيلة من الوسائل المساعدة على التوقف عن التدخين.
لقد أوجبت الشريعة الإسلامية على المكلفين حفظ أنفسهم وأموالهم من الضرر؛ قال الله تعالى: {ولَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} البقرة/195، فالأصل في المضار التحريم، وكل ما ثبت ضرره عند أهل الاختصاص يكون محرماً شرعاً.
وعليه؛ فيحرم تناول السيجارة والأرجيلة الإلكترونية؛ حفاظاً على الصحة لما تشتمل عليه من أضرار وحفظاً للمال من الضياع والله تعالى أعلم.