مستشفى الجامعة الأردنية يُشارك العالم الاحتفال بالشهر العالمي للتوعية بسرطان البروستات
يُشارك مستشفى الجامعة الأردنية العالم، الاحتفال بالشهر العالمي للتوعية بسرطان البروستات، الذي يُعد أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا، ويهدف هذا اليوم إلى زيادة الوعي بهذا المرض والتعريف به وسُبُل الوقاية منه وتسليط الضوء على أهمية الكشف المبكر عنه.
وفي هذا السياق، قال استشاري أول جراحة الكلى والمسالك البوليّة وجراحة الكلى بالمنظار وجراحة المسالك البولية للأورام الأستاذ الدكتور غازي العدوان، بأنّ هذا المرض يُصيب غدة البروستاتا (غدة الموثا)، لدى الرجال بعد عمر 50 سنة بحيث تتحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا غير طبيعية وتتكاثر بطريقة غير مُسيطر عليها، مما يؤثر على عمل الخلايا الطبيعية، مُبيّناً بأنه يُشكّل حاليّاً ثلث الأورام والسرطانات المُنتشرة في العالم وخاصة في أوروبا وأمريكا، بواقع (1-7) رجال معرضين للإصابة به مقارنة بما نسبته (1-9) سيدات معرضات للإصابة بسرطان الثدي.
وبيّن العدوان، بأنّ هناك عدة عوامل تُساعد على الإصابة بهذا المرض منها السيرة المرضية العائلي أي بمعنى أن يكون أحد أفراد العائلة مصاب إما بسرطان البروستات أو بتضخم البروستات، أو وجود جينات مفتقرة لدى المريض وهي التي تقي من الإصابة بالأورام وتقاومها، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الإكثار من تناول الدهنيات أو التدخين.
وحول أبرز الأعراض المُصاحبة لسرطان البروستات، أوضح العدوان بأن غدة البروستات ممكن أن تكبر لدى الرجال بعد عمر الـــ (40) عاماً، وبعد سن الــ (50) وبسبب تغير مجموعة من الهرمونات ومنها هرمون التستوستيرون وتحوله لشكل آخر يحدث تضخُّم في البروستات، بالإضافة إلى عدد من الأعراض أبرزها الحاجة بشكل أكثر من المعتاد إلى التبوُّل، ضعف تدفُّق البول أو تقطُّعه أو أن يكون سلس لدرجة عدم القدرة على السيطرة عليه ووجود دم في البول.
وأكدّ العدوان، على أهمية الكشف المبكر عن سرطان البروستات الأمر الذي يزيد من نسبة الشفاء منه والذي يبدأ من سن الــ (40) ومن ثم في سن الـــ (45) ليُصبح سنوياً وبشكل دوري بعد سن الــ (50)، مُبيّناً بأن طريقة تشخيص المرض تمُر بأكثر من مرحلة أولها التأكد من سيرة العائلة المرضية ومن ثمّ رصد أي مشاكل أو أعراض يُعاني منها المراجع، ومن ثم يتم إجراء بعض الفحوصات المبدئية للبول والدم وبالأخص هرمون (PSA) الذي يُعطي مؤشّر حول الإصابة بالمرض، كما يتم إجراء فحص سريري يدوي عن طريق فتحة الشرج للتأكد من حجم البروستات وشكلها وإحساسها للتأكد من وجود أي ورم، مشيراً إلى أنه وفي حال وجود أي شك بالإصابة بعد هذه الإجراءات فيتم أخذ عيّنة عن طريق الألتراساوند من قبل أخصائيي جراحة المسالك البولية أو أخصائيّي الأشعة، وذلك عن طريق الشرج للبروستات والبحث عن المناطق التي من الممكن أن يكون فيها الورم وإرسالها إلى فحص الأنسجة، ومن ثم تحويل المريض لعمل صورة رنين للبروستات والتي تُعتبر أحد أهم وسائل الكشف المبكر عن سرطان البروستات.
وأضاف العدوان، بأنه وبعد كل هذه الإجراءات وفي حال كانت نتيجة الفحوصات إيجابية وأُثبتت الإصابة بسرطان البروستات، فإنه يتم إعادة تشخيص كامل وتصنيف للمرحلة، وعمل صورة طبقية للرئة والبطن والحوض للتأكُّد فيما إذا كان المرض وصل إلى مراحل متقدمة وقد انتشر أو لايزال في مراحله الأولى، مُبيّناً بأنه عادةً ما ينتشر للعظم والغُدد الليمفاوية ويُسبّب آلام في المفاصل والظهر، وتهتُّك وتهشُّم بالعظام، كونه ينتشر بشكل كبير في العمود الفقري.
وأشار العدوان، إلى أن العلاج مرتبط بالمرحلة التي وصل إليها المريض، إذ أنه وحسب التقسيمات العالمية فإن هناك حالات منخفضة المخاطر جداً، يتم خلالها فقط مراقبة حثيثة للمريض دون إجراء أي تدخل علاجي أو جراحي والاكتفاء فقط بعمل فحص دوري لهرمون (PSA) كل (3) شهور، أما بالنسبة للحالات متوسطة المخاطر فيتم خلالها إعادة تشخيص للمريض وتحديد طريقة العلاج بعد استشارة المريض وتخييره ما بين الاستئصال القطعي للبروستات والحويصلة المنوية والغدد الليمفاوية في الحوض، أو العلاج بالأشعة والهرمون، وبعد اختيار العلاج وتطبيقه يتم فحص المريض ومراقبة هرمون (PSA) بشكل دوري، وفي حال كان الورم منتشر، يتم العلاج بالهرمونات والكيماوي، ولا يتم استئصال البروستات نظراً لانتشاره، مبيّناً بأنّه وفي هذه الحالة يُمكن صرف العديد من الأدوية الحديثة سواء كانت هرمونية أو أدوية الجيل الثاني من الهرمونات التي تُساعد في الحد من الانتشار وتُطيل مدة الحياة.
وشدّد العدوان، على أهمية الكشف المبكر، وتغيير نمط حياة الإنسان إلى نمط حياة صحي مليء بالحركة والنشاط وبعيد عن الكسل، بالإضافة إلى التغذية السليمة والتركيز على تناول الأغذية المُضادة للأكسدة التي تُساعد على تنشيط الأنسجة وإعادة الحياة لها، بالإضافة إلى وقف التدخين.
وأكّد العدوان، على أنّ شعبة جراحة الكلى والمسالك البولية في مستشفى الجامعة الأردنية تُجري جميع الإجراءات والفحوصات الخاصة بالكشف عن الإصابة بسرطان البروستات، بالإضافة إلى العمليات الجراحية سواءًا التقليدية أو بواسطة المنظار، وذلك باستخدام التقنيّات العالمية الحديثة.