الطفل محمد دعدس.. وحيد والديه يلحق بركب الشهداء

 


على وقع الزغاريد ودعت عائلة دعدس بمخيم عسكر الجديد في نابلس ابنها الفتى الشهيد محمد لينضم إلى قافلة الشهداء من أبناء عائلته استشهدوا برصاص الاحتلال.
واستشهد الفتى محمد (15 عامًا) متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال خلال مواجهات وقعت مساء الجمعة عند أطراف بلدة دير الحطب شرقي المدينة.
وتوجه محمد مع عشرات الشبان والفتية إلى الشارع الالتفافي الذي يسلكه المستوطنون والمار بأراضي بلدات سالم ودير الحطب وعزموط شرق نابلس، للاشتباك مع قوات الاحتلال.
وتحول هذا الشارع في الشهور الأخيرة إلى نقطة احتكاك تشهد مواجهات شبه يومية مع الاحتلال ومستوطنيه.
وتشير روايات شهود العيان إلى أن أحد الجنود استهدف الفتى محمد، وأطلق عليه الرصاص بشكل مباشر، فأصابه برصاصة اخترقت أحشاءه.
ونُقل إلى مستشفى رفيديا، وبعد محاولات حثيثة من الأطباء لإنقاذ حياته، خرج الأطباء ليعلنوا استشهاده متأثرًا بإصابته.
وغص مسجد "المهاجرين" بالمئات من أبناء المخيم الذين جاؤوا لإلقاء نظرة الوداع على الشهيد قبل مواراته الثرى، والتف الفتية من أقاربه وأصدقائه من حوله، يقبّلون وجنتيه ورأسه، ويهمسون في أذنه: "بدري يا محمد.. ليش تركتنا؟".
أمجد دعدس، والد الشهيد محمد، بدت عليه علامات الحزن وهو يتحدث عن ابنه الوحيد بين اختين، واستذكر صفاته ونبل أخلاقه وشجاعته في مواجهة الاحتلال رغم حداثة سنه.
وبألم كبير وكلمات تخنقها الدموع حاول حبسها، قال لوكالة "صفا": "الحمد لله أن ابني نال الشهادة ونحتسبه عند الله شهيدًا مع النبيين والصديقين والشهداء".
وأكد أن محمد كان دائم الشوق للشهادة، وأضاف: "طلبها ونالها والحمد لله .. مش خسارة عند ربه، فدا الوطن والأقصى، وكلنا فداء للأقصى".
وأشار إلى أن ابنه كان دائم المشاركة في المواجهات والتصدي لقوات الاحتلال.
ويقول: "أينما تكون مواجهات تجده متواجدا هناك"، لافتًا إلى أنه خلال الحرب الأخيرة على غزة شارك بالمواجهات التي دارت عند حاجز حوارة.
في مستشفى رفيديا الذي نقل إليه محمد بعد إصابته، كانت ملابسه الممزقة والمغرقة بدمه شاهدا حيّا على إجرام الاحتلال.
وإلى جانب ملابسه، كانت هناك قلادة كان محمد يضعها في رقبته تحمل صور كوكبة من شهداء عائلته.
ويقول رياض دعدس، ابن عم الشهيد أن محمد هو الشهيد التاسع في عشيرة العرايشة ودعدس ومرشود، "ولن يكون الأخير ما دام هناك احتلال جاثم على صدورنا".
وقال لوكالة "صفا": "الحمد لله الذي اختار ابننا شهيدا وزادنا بذلك تشريفًا".
وتابع: "طالما هناك احتلال سنبقى نقدم الشهداء والأسرى والجرحى، فالقدس وفلسطين مهرهن غالٍ وتحتاج منا إلى التضحية وبذل الدماء والأرواح".
وأكد أن "دماء محمد ستثمر نصرّا، وستكون لعنة على كل من نسّق وطبّع وخان".